هل يمهد سقوط خان شيخون لسقوط إدلب؟

هل يمهد سقوط خان شيخون لسقوط إدلب؟

أخبار سورية

الخميس، ٢٢ أغسطس ٢٠١٩

لم يلبث ان اعلن الجيش السوري قطع خطوط إمداد الارهابيين في ريف حماه الشمالي، حتى أسقط خان شيخون اكبر معقل للجماعات الارهابية في ريف ادلب بضربة سريعة ومباغتة، حيث اعلن المرصد السوري المعارض أن إرهابيي جماعة النصرة والمجموعات المتحالفة معها في المدينة تقهقرت من خان شيخون بشكل كامل، كما انسحبت من المناطق الواقعة جنوب المدينة وهي بلدات وقرى ريف حماة الشمالي أبرزها كفرزيتا واللطامنة ومورك وقريتي لحايا ولطمين، وبهذا باتت نقطة المراقبة التركية الموجودة في مورك بحكم المحاصرة.
 
رغم الانتصار الكبير فقد غاب التصريح الرسمي السوري عن الساحة ربما لضرورة امنية أوتكتيكات عسكرية، لكن الرئيس السوري بشار الاسد أكد لزائره الروسي دميتري سابلين نائب الرئيس بوتين، ان تغييرات إيجابية في الوضعين العسكري والسياسي قد حدثت في سوريا: فالجيش السوري يتقدم نحو مدينة خان شيخون الاستراتيجية. وتوجد القوات الروسية على مقربة منها، ويهرب المسلحون باتجاه تركيا. الامر الذي أكدته روسيا عندما توعد لافروف الارهابيين في إدلب برد “حاسم وقاسي” في حال قاموا بالاعتداء على العسكريين الروس الموجودين على الأرض في إدلب.
 
اذن فالصورة المكتملة هنا تقول بأن قرار طرد الارهابيين من خان شيخون محسوم تماما لدى الادارة السورية، و روسيا من طرفها تدفع نحو هذا الامر لدرجة انها زجت بعسكرييها هناك كنوع من الضغط على تركيا التي تجاهلت النداءات حول اعتداءات الارهابيين في إدلب طويلا.
 
لافروف أكد ان العسكريين الروس في ريف ادلب يتواصلون مع نظرائهم الأتراك وان نقاط المراقبة التركية عليها ان تحول دون اعتداء المسلحين على العسكريين الروس، أي ان روسيا تريد ضمانا كاملا للتعاون التركي في هذه القضية.
 
سوريا أيضا كان ردها حاسما عندما قصفت مقاتلاتها أمس رتلا عسكريا تركيا كان في طريقه لمساعدة المسلحين في خان شيخون، وزير الخارجية التركي تشاووش اوغلو اضطر للاستنجاد بالروس وإعادة اسطوانة وقف اطلاق النار وأهمية إدلب في الحل السياسي، لكن الرد الروسي كان سباقا عبر النائب الأول للجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف، الذي أكد أن عمليات الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين في محافظة إدلب “شرعية بالمطلق”.
 
تركيا فشلت هذه المرة في المساومة بعد ان وضعتها روسيا للمرة الاولى امام الامر الواقع وذلك تحت ضغط الحليف السوري الذي ضاق ذرعا بتجاوزات الارهابيين ومماطلة الاتراك.
 
السيطرة على “خان شيخون”، دون أي مبالغة، هي نقطة مفصلية في معركة إدلب فالسيطرة عليها يعني التمهيد للسيطرة على معرة النعمان وسراقب شمالا، ويعني إحكام السيطرة على الطرق الأساسية نحو المدن الرئيسية في إدلب، ضمن استراتيجية القضم التي حقق الجيش السوري عبرها نجاحات كبيرة كما حدث في حلب ودرعا وريف دمشق سابقا.