المدينة الجامعية بدمشق.. خدمات كبيرة وإمكانات متواضعة!

المدينة الجامعية بدمشق.. خدمات كبيرة وإمكانات متواضعة!

أخبار سورية

الأحد، ١٠ نوفمبر ٢٠١٩

محمد النعسان:   
المتابع لأحوال المدينة الجامعية في دمشق إن كان على المواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي، تقابله عناوين مختلفة مثل (ممارسات غير صحيحية).. (المدينة تخنق طلابها..)
(المدينة تفرض رسوماً على استضافة الأهالي).. (ازدحام وفوضى وأوساخ..) إلى ماهنالك من مواضيع تظهر وكأن المدينة الجامعية في دمشق هي بؤرة فساد وضياع!!
إنما في الحقيقة، ومن خلال الرصد الإعلامي على أرض الواقع، نجد أن الأمور مختلفة تماماً، فلا أحد يستطيع أن ينكر أهمية هذا الصرح الجامعي الكبير، وما يقدمه من خدمات جلّى للطالب من أجل راحته واستقراره، بالرغم من المنغصات الموجودة، إنما تبقى أخف مما يصل للأسماع من دون توضيح أو دليل لما يقال.
ولتسليط الضوء، التقت «تشرين» أحمد واصل مدير مدينة الشهيد باسل الأسد الجامعية الذي قال:
أنا لا أنكر أننا مقصرون في جانب، ونعمل في جانب آخر، فالمدينة الجامعية كبيرة وخدماتها متعددة، وربما المعطيات الراهنة هي التي تسبب لنا تلك الإشكالات مع الطلاب أو المحيط بشكل عام وفي البداية أريد أن أتحدث عن واقع المدينة الجامعية السكني والخدمي والجاهزية والأمنيات.
في الأعوام السابقة وصل تعداد الطلاب إلى 27 ألف طالب، وبدأ يتناقص رويداً رويداً ليصل اليوم إلى (16 ألف طالب) كمرحلة أولى، وتعداد الطلاب المقيمين من العام الماضي (2500 طالب) ليصبح المجموعة (18500 طالب).
وكان هناك طلاب قد سكنوا بشكل مؤقت ولم يتم تثبيتهم مثل: طلاب التعليم الموازي والمعاهد، وقد تم قبولهم ريثما تتم تسوية أمورهم.
وأضاف: مجموع الشواغر الموجودة حوالي (6000 شاغر) في الوحدات السكنية كلها في المزة والصناعة وبرزة، وقد أخذنا قراراً في مجلس الإدارة بتخفيض عدد الشواغر في الغرف، فمثلاً كان يقطن في الغرفة العام الماضي (عشرة طلاب) أصبحوا اليوم (سبعة طلاب) وفي الوحدة (18) ونتيجة الضغط الحاصل كان من المفروض أن يكون عدد الشواغر ثلاثة، إنما أيضاً أعطينا مجالاً لأي طالب باستضافة زميله في الغرفة بشرط الاتفاق.
وقد تم إسكان كل الطلاب المقيمين في العام الماضي، وتم تجديد السكن لهم وتمديد تسجيلهم لأكثر من مرة، وقد يتم منحهم استثناء من شرط المدة أو التأخر في تثبيت السكن، كذلك تمت الموافقة على إسكان كل طلاب ذوي الشهداء من التعليم العام والمفتوح المستنفذين لمدة عام، ريثما تتم تسوية أوضاعهم وإيجاد مكان سكن جديد، ونحن ننتظر أي قرار جديد بخصوصهم في المستقبل.
كذلك تم إسكان كل الطلاب الوافدين من الجامعات الأخرى والمنقولين إلى دمشق، حيث تم استقبالهم وتأمين سكنهم وحاجاتهم ريثما يتم تحويل أوراقهم من جامعاتهم.
وقد تم إسكان الطلاب غير القاطنين وغير المقيمين في دمشق وتم اتخاذ قرار بزيادة عدد الشواغر لذوي الشهداء في بعض الوحدات السكنية.
وأضاف مدير السكن الجامعي: هناك حالات مثل طلاب المرسوم الذين استنفذوا هذا العام فلا يحق لهم السكن، أما طلاب العام الماضي فيحق لهم التقدم لامتحانات الفصل الأول للعام القادم وتم منحهم سكناً مؤقتاً حتى 28/2/2020 وفي حال تغير وضعهم الدراسي وترفعوا يتم منحهم استمرارية سكن، لكن إن رسبوا وفيتم فصلهم مباشرة.
وبالنسبة للمخالفات التي تحصل فهي تحول إلى اللجنة التأديبية الخاصة بالمدينة الجامعية، فمثلاً أخذنا قرارات بأن أي طالب يستضيف قريباً أو صديقاً من دون موافقتنا، فإنه سيتم توجيه الإنذار وعند تكرار المخالفة سيفصل، في العام الماضي وفي شهر آب تحديداً كان هناك (2800 موافقة) مما شكل عبئاً على سكان المدينة من خلال الإقامة لغير الجامعيين، لكن تبقى هناك حالات خاصة مثل: أب أو أم أو أخت مريضة، فإنه يتم منحه موافقة مؤقتة، إنما هذا العام فسيتم إلغاء هذا الأمر نهائياً.
وبالنسبة للأمن الداخلي للمدينة والحفاظ على الطلاب، فإن أبواب الدخول والخروج مضبوطة بشكل جيد، ويتم تنظيم سجل للزائرين ولدخول الآليات، وبالنسبة للتأخير الليلي للطالبات العاملات في الخارج وتحتاج لإذن تأخير، فعليها أن تحضر من مكان عملها وثيقة تثبت كلامها وتالياً نقدم لها ساعة أو ساعتين حسب الحاجة.
وكل من تقوم بالتأخير من دون إذن سيتم إدخالها ولكن يتم عقوبة التنبيه لها وذلك حفاظاً على سلامة طلابنا.
الخدمات
وعن الخدمات الموجودة في المدينة قال واصل: هناك سوق تجاري خدمي لكل ما يحتاجه الطلاب من دون الحاجة للشراء من الخارج، كذلك لدينا ثلاثة مطاعم (مركزي وصيفي وتراسات) وتقدم خدماتها بأفضل الأسعار وهي مراقبة من قبل فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية وإدارة المقاصف وإدارتنا وأي شكوى تصلنا تتم معاقبة المستثمر حسب الأصول.
ولدينا مخبز ضمن الحرم الجامعي يخدم الطلاب وكل الكليات والمعاهد والمشافي التابعة لجامعة دمشق، ويمنح موافقات لذوي الشهداء وللجهات المختصة بتزويدها بكميات الخبز ذات الجودة والتميز.
ولدينا عمال ينظفون بشكل يومي الشوارع والوحدات ولا أستطيع أن أؤكد أنهم جيدون دائماً، والسبب ضعف المؤهلات والخبرات وأن الوحدات بحاجة إلى ترميم كامل، وحدات البنات لا بأس بها أما الذكور فهي سيئة جداً، وهناك وحدات بحاجة إلى ترميم مثل الوحدة الأولى فهي بحالة غير مقبولة، ولو تركناها من دون خدمة سنخسر حوالي (1500 طالب) مقيم فيها، وسيبقون من دون سكن.
أما بقية الوحدات فتعاني من الحمامات ودورات المياه، وقد تم إعداد دراسة للصيانة وهي واردة ضمن خطة 2019، لكن تم تأجيلها من أجل ألا يكون هناك أي نقص، وسبب ما يحصل من معاناة أنه عند تسليم الوحدات منذ عشر سنوات كانت بحالة لا تسمح بالسكن فنياً وصحياً ومن هنا بدأ مشوار الفساد الذي وقعنا فيه اليوم.
ونحن قد أعددنا دراسات ومناقصة رست على أحد المتعهدين بقيمة (150) مليون ليرة وسيبدأ مع بداية العام، وهذا الأمر سيتم على مراحل بحيث لا يتم إخلاء الوحدات من الطلاب، إنما حسب الكتل.
وأما المياه فإنها ممتازة وذلك بسبب وجود بئر يخدم المدينة بأكملها وقد تم تحليل المياه وتشير بأنها خالية من الجراثيم وصالحة للشرب.
كذلك نقوم بتنظيف الخزانات بشكل مستمر من أجل الحفاظ على السلامة والصحة للجميع ولدينا سيارة صحية للطوارئ نظراً لقرب مشفى المواساة وجراحة القلب من المدينة عند أي طارئ. وبالنسبة للغرف قال واصل: موضوع التدفئة تم إيقافها منذ عامين من خلال القرار الصادر بذلك إنما حصلنا على موافقة من رئاسة الجامعة بالاستخدام وقت الامتحان فقط والكميات الخاصة بالمازوت نستخدمها للحمامات الساخنة والمولدات الكهربائية، خاصة أننا لم نعان من انقطاع الكهرباء حتى الآن، ولدينا مولدة الهمك معطلة وبحاجة إلى قطع غير متوفرة ونحن نتحمل المسؤولية بالتأخير لكن لدينا موضوع الطاقة الشمسية، فقد أنجزنا ست وحدات لتاريخه، وسيتم استكمال العدد لاحقاً.
الإشكالات والصعوبات
وعن الاشكالات والصعوبات أجاب مدير السكن الجامعي: لدينا نقص كبير في اليد العاملة، سواء في عقود النظافة أو ورشات الكهرباء أو الصيانة العامة وإن توفرت فهي عديمة الخبرات والمؤهلات. أيضاً نطالب باستقلال المدينة ادارياً ومالياً، وهذا مطلب حقيقي وضروري لأن المدينة ذات حجم كبير وهناك تأخير في أي كتاب نرسله لرئاسة الجامعة لأي طلب ما يعوق عملنا ويؤثر بشكل سلبي وفي حال عدم إمكانية ذلك نقترح تعديل النظام الداخلي كذلك نطالب ببناء وحدات سكنية جديدة تغطي الأعداد الهائلة من الطلاب وتساهم في تقليل عدد الشواغر في الغرف.
ونعاني من مجرى نهر بردى في قلب المدينة الذي يسبب رائحة كريهة إضافة للحشرات والقوارض المؤذية.
كذلك موضوع الموارد فهو يتعلق بالموازنة العامة للجامعة وهو خارج عن إرادتنا وبالنسبة للسنوات السابقة فليس هناك امكانات تغطي ما لدينا من عطاءات وقدرات. وأضاف واصل: والجامعة قدمت العام الماضي (2000 سرير) و(3750 فرشة) ومواد كهربائية وصحية ومستلزمات للأبواب والنجارة والألمنيوم.
وختم واصل التأكيد أنه تمت أتمتة عملية السكن من خلال قسم الحاسب وبكادر إداري جيد ومتدرب، حيث تم افتتاح (15 نافذة) في تجمع المزة وإحداث قسم في تجمع الهمك، وهذه خطوات تساهم في تسهيل عملية استخدام كل بيانات الطالب وبالنسبة للطلاب الأجانب فهناك غرف لديهم ويتم تعاملهم بالمثل وأي طالب يسيء تطبق عليه القوانين ويتم فصله.
تشرين