الرحالة العالمي السوري عدنان عزام على أبواب موسكو لإيصال رسالة سورية للعالم

الرحالة العالمي السوري عدنان عزام على أبواب موسكو لإيصال رسالة سورية للعالم

أخبار سورية

الأربعاء، ١٥ يناير ٢٠٢٠

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏‏بما في ذلك ‏‎Adnan Azzam‎‏‏، ‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، ‏شجرة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏

كان يمكن أن يبلغ محطته النهائية موسكو وساحتها الحمراء حاملاً رسالة سورية للعالم قبل ثلاثة أيام لكن عطلة أعياد الميلاد الطويلة في روسيا التي تنتهي بتاريخ 14/1/2020 حالت دون ذلك ريثما تنتهي الإجراءات الرسمية التي تكفل بها سعادة السفير السوري في روسيا اللواء رياض حداد الذي يعمل إلى جانب فريق عمل كبير لتسهيل مهمة الرحالة العالمي السوري عدنان عزام الوطنية التي يقوم بها على ظهر جواديه نيازك الشام وأماني الجولان التي بدأها في نيسان الماضي من ساحة الأمويين في دمشق وتحت سيفها الدمشقي بعد حفل وداع ورعاية كريمة من القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي (مكتب الإعداد والإعلام والثقافة المركزي) وإدارة مهرجان الشام الدولي للجواد العربي (الجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة) ونادي محافظة دمشق بخط سير إلى الأردن ثم العراق وإيران مروراً بأذربيجان حتى موسكو والمتوقع أن يصلها في غضون العشرين من الشهر الحالي كأقصى حد.
أين وصلت رحلة رسالة سورية للعالم التي يحملها الرحالة السوري العالمي عدنان عزام، وما البلدان وخط السير الذي قطعه حتى اللحظة وما أهدافها.. كانت محور الحديث الذي أجرته «تشرين» مع الرحالة عدنان عزام.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏بما في ذلك ‏‎Adnan Azzam‎‏‏‏، ‏‏أشخاص يبتسمون‏، ‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، ‏طفل‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏

* أين أنت الآن..؟
* * كانت رسائله الصوتية تصلني بينما يتابع مغامرته الوطنية كما أحب أن يسميها وهو يتابع السير على ظهر جواده نيازك الشام، ويقول: أنا الآن على الطريق الدولي العريض (M4) وما يعني بالروسية شتيري M هذه الطريق التي تصل موسكو بجمهورية أذربيجان بطول 2500 كم وهي المسافة التي قطعتها في رحلتي داخل الأراضي الروسية فقط وبالتحديد أنا الآن في مدينة (كشّيرا) التي تبعد عن موسكو 140كم والتي كان من الممكن الوصول إليها قبل ثلاثة أيام لكن أعياد الميلاد وعطلتها الطويلة التي تبدأ من 24/12/2019 وتنتهي في 14/1/2020 حالت دون قيام فريق العمل الذي يواكب سير الرحلة بإجراء الاتصالات وترتيب لحظات وصول رحلة «سورية العالم» إلى موسكو وساحتها الحمراء وبمساعدة الجالية السورية ورئيسها وائل جنيد إلى جانب أبناء الجالية السورية في روسيا ومنهم الفنان كمال بلان ومن الجانب الروسي، السيد علبي من داغستان والسيد فلاديمير اللذان يساهمان بشكل فعال وكبير في تسهيل مهمتي وتعريف الشعب الروسي بها على مواقع التواصل الاجتماعي حيث بلغ عدد الأصدقاء أكثر من ألف صديق يواكبون أخبار (رحلة سورية العالم)
* ما الذي دفعك للقيام بهذه المغامرة..؟
* * بداية أنا لا أقوم بمغامرة أنا أقوم بعمل وطني يتطلب تحقيقه الخوض في المغامرة وتحمل مصاعب غير عادية ولأنني كما الكثيرون من المهتمين بالشأن الإعلامي والشأن الوطني أدركت أن هذه الحرب العالمية التي تتعرض لها سورية ليست حرب بارود ومدافع لذلك وجدت لزاماً عليّ كمواطن سوري أولاً وكمثقف سوري عاش السنوات التسع من الإرهاب، والتي ستبقى ماثلة في أذهاننا وتطبع حياتنا لأننا عشناها بكل جوارحنا وعرفت أهمية الدور الإعلامي في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة من حياتنا.. لذلك قررت القيام بعمل إعلامي وبرحلة تجاه الشعوب التي وقفت إلى جانبنا.. إلى جانب سورية في الحرب، وأنا اليوم لا أستطيع أن أتعامل مع الأوروبي الغربي كما أتعامل مع الروسي أو العراقي أو الإيراني خصوصاً أننا مقصرون تجاه هذه الشعوب، وأقول بكل مصداقية إنه لاتزال لدينا عقدة النقص تجاه الأوروبي ونفضل السفر إليه والعيش في كنفه برغم أنه يعتدي علينا ويقصف بلادنا ويتعامل مع «إسرائيل» بينما بلدان كالعراق وإيران وروسيا يجمعنا معها الود والمحبة لا نتوجه إلى شعوبها كما نتوجه للأوروبيين.. لذلك كان قراري أن يكون هذا العمل الإعلامي تجاه هذه الشعوب الصديقة والشقيقة..
* لماذا اخترت الجواد في هذا العمل الإعلامي، وكيف استقبلت شعوب الدول التي قطعتها هذا العمل؟
* * منذ الصغر تعلقت بالجواد وكنت أحاول المستحيل كي أمتطي الجواد مع والدي الذي كان يعمل في سلك «الدرك» السوري في ستينيات القرن الماضي في مناطق حلب الشمالية، كما كنت أجري حافي القدمين في قريتي (الدويرة) خلف جامعي القمح من بيوت القرية والقرى المجاورة على الجياد وإرسالها إلى الجزائر إبان مقاومتها المستعمر الفرنسي، وأرافق الكبار في مجالسهم وأستمع إلى أحاديث الأهل عن تاريخ الثورة السورية الكبرى وأنتظر وصول القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش إلى القرية وأتمتع بمشاهدة الخيول العربية الأصيلة وأشعر بهذا الكائن كما يقولون «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة» وللخيل جاذبية خاصة تستطيع أن تفتح الأبواب والحدود، وخلال رحلتي كنت أركز على التواصل مع الناس في القرى والأرياف وأدخلها بعيداً عن المطارات، حيث استقبلت شعوب الدول التي زرتها في الأردن والعراق وإيران وروسيا هذا العمل الإعلامي والرحلة بشكل رائع فأنا أعد نفسي قافلة ثقافية وطنية سياسية متنقلة بين الشعوب لحمل رسالة سورية والحرب الظالمة عليها وشرح ما يحصل فيها، فالكثير من الشعوب التي قابلتها في طريقي لا تعرف ما يحدث من إرهاب على سورية.
وهدفي من هذه الرحلة تطوير فكرة الدبلوماسية الشعبية، الدبلوماسية الموازية، ومحاورة الشعوب، وتنمية دور المغترب السوري الدبلوماسي حيث عقدت عشرات اللقاءات مع المواطنين في روسيا وإيران وتحاورنا على مستوى الأفراد والجماعات.. وفوجئت بالاستقبال الرائع من الناس على أبواب المدن، وكم كانت سعادتي كبيرة حيث استقبلت في إيران كضيف كبير بالأهازيج والأغاني كما أقيم حفل استقبال شعبي بالأهازيج وعروض الخيل عند دخولي أول مقاطعة روسية في داغستان وفي ملعبها البلدي.
* من يرافقك في هذه الرحلة.. وبالتأكيد واجهتك صعوبات ومخاوف في طريق مسيرك الطويل من دمشق إلى موسكو، حبذا لو تحدثنا عن هذه الصعوبات والمسافة التي قطعتها حتى الآن على ظهر جوادك.
* * قطعت خلال رحلتي «رسالة سورية العالم» 6 آلاف كم حيث توجهت جنوباً باتجاه الأردن وشرقاً باتجاه العراق ثم شمالاً باتجاه إيران حتى أذربيجان في طريق محفوفة بالمخاطر مستذكراً دائماً، وكما يقول الأجداد للطريق «وهرة»، أو رهبة وهو محفوف بمخاطر كثيرة، حيث واجهتني مخاطر مناخية تمثلت في درجات الحرارة العالية خلال مسيري في الأردن والعراق وهي درجات حرارة قاتلة وصلت حتى 55 درجة مئوية في ظل انعدام أي نسمات هواء باردة، كما واجهتني في إيران مخاطر الطريق «الوعرة» جداً والطرق الجبلية الضيقة حيث تشعر دائماً بخطر الشاحنات والسيارات التي تسير بجانبك الذي عرضنا لحادث سير مروع في مدينة راشت الإيرانية كاد يودي بحياتنا جميعاً قتلت على أثره الفرس «أماني الجولان»، بينما قذفتنا السيارة أنا والفرس «نيازك الشام» بعيداً على طرفي الطريق، تعرضنا لبعض الإصابات التي تعالجنا منها وتابعنا بعدها رحلة «سورية العالم» حيث يرافقني الشاب وسيم المحمد الذي يقود سيارة صغيرة محملة ببعض الطعام والأدوية الإسعافية إضافة إلى طعام جوادي «نيازك الشام» و«أماني الجولان» التي فقدت خلال الحادث.
كما تعرضنا إلى مخاطر أمنية وخصوصاً خلال سير الرحلة في المناطق العراقية التي تتعرض للإرهاب.
وتابع عزام قائلاً: إن الصعوبات الأكثر إيلاماً هي الصعوبات المتعلقة بالإجراءات الإدارية والورقية ولنقل منها السياسية عند الحدود، إذ توقفت الرحلة على الحدود الأردنية 28 يوماً ريثما سمح لنا بالدخول، كما توقفت أنتظر السماح بدخولي الأراضي الأذربيجانية 51 يوماً حتى تدخّل ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Adnan Azzam‎‏‏، ‏‏يبتسم‏، ‏‏‏‏وقوف‏، ‏‏حصان‏، ‏سماء‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏سعادة السفير السوري في موسكو لتتابع رحلة «سورية العالم» طريقها داخل الأراضي الروسية سيرها وسط الثلوج وبدرجات حرارة منخفضة حتى ثلاث درجات تحت الصفر ومع ذلك هذا الطقس الروسي البارد أفضل بكثير من الحرارة العالية التي كادت أن تودي بحياتنا من شدة الحر.
* هل شعرت بالوهن أو التردد مما واجهك من صعوبات تدفعك للتوقف عن الترحال أو التفكير بتكرار التجربة؟
* * في الحقيقة أنا اعتمدت في حياتي فلسفة مبنية على الصبر وكأي إنسان أشعر بالجوع والتعب والبرد وربما أكثر من الآخرين، لكن الصبر سلاح رائع لمواجهة ومعايشة الحياة به، ولطالما كنت أكتب خلال أيام الدراسة في فرنسا جملة «صبرت حتى عجز الصبر عن صبري» وكل ما أحاول القيام به مبني على محور أساسي هو الوطن انطلاقاً من قناعاتي: «لاشيء للإنسان إذا لم يكن لديه انتماء للوطن وتجذر بثقافته وعاداته وتقاليده» وكل ما قمت به في حياتي مبني على فكرة الانتماء لسورية ومؤمن بالقومية العربية وبأن الأمة العربية ستعود كطائر الفينيق وستحمل من جديد الرسالة الإنسانية التي حملتها عبر التاريخ.
وفيما إذا كنت سأتوقف عن تكرار التجربة أقول لك إن لدي حلماً يراودني بسلوك طريق الحرير من دمشق إلى بكين لأنه جزء من تاريخنا العريق تاريخ تلاقح الحضارات.
فالإنسان عندما يتعلق بأي عمل ويشكل محور حياته فإنه يرافقه حتى آخر لحظة فيها لذلك لا أستطيع الحديث عن التوقف.
ذلك أن الأهم في نظري هو أن مشروع «سورية العالم» ليس مجرد نزهة أو رحلة تنتهي بانتهاء إيصال رسالة سورية للعالم إلى موسكو فقط إنما هو مشروع مستمر بهدف تطوير وسائل التواصل بين السوريين الوطنيين مع وطنيي وأحرار العالم وخاصة في دول محور المقاومة وبهدف تنشيط وتفعيل دور المغتربين السوريين لعدم وجود مشروع ناجح للتواصل يجعل منهم سفراء حقيقيين لبلدهم يساهمون في التواصل مع الشعوب وشرح رسالة سورية للعالم.
وكما قلت في جنيف قبل ثلاث سنوات في اجتماع عن الترحال في العالم وبحضور رحالة من كل العالم.. إلى الطريق أيها الرجال الشجعان المفكرون والمبدعون فإنكم لن تكونوا في بدايتها كما في نهايتها فالترحال والطريق ينمي المفاهيم وأهم وسائل نقل المعرفة واكتسابها وحمل رسالة وإيصالها بين الشعوب لذلك لن تنتهي الرحلة ومشروع «سورية العالم» هو رسالة مستمرة في ظل عدم وجود مشروع حقيقي للتواصل بين المغتربين، لذلك أنا مستمر -إن شاء الله- في إيصال صوت سورية للعالم.
* متى تتوقع أن تبلغ رحلة «سورية العالم» آخر محطاتها في موسكو؟
* * نحن الآن علي أبواب موسكو.. بمجرد أن تنتهي عطلة الأعياد في موسكو في الرابع عشر من الشهر الحالي وفي غضون السابع عشر منه أو في العشرين من الشهر -أقصى موعد- تصل رحلة «سورية العالم» إلى خط النهاية المقرر لها في الساحة الحمراء حيث سأقوم بتقديم الفرس «نيازك الشام» هدية للشعب الروسي وللرئيس فلاديمير بوتين تقديراً لدوره الكبير في تغيير وجه التاريخ ومساهمته في إيقاف الإرهاب بالتعاون مع سورية شعباً وجيشاً وبقيادة الرئيس بشار الأسد والانتصار على هذا الإرهاب العالمي.
بدايات
عام 1976 دخل كلية الحقوق في جامعة دمشق وبقي خلالها يتنقل بين الدول العربية في ترحاله بهدف التعرف والتواصل مع شعوبها انطلاقاً من الانتماء لوطن وأمة حملت رسالة سامية للعالم ثم كانت أطول رحلة قام بها عزام على جواده نحو العالم استمرت 4 سنوات متواصلة 1300 يوم وهي أطول رحلة في التاريخ كما يقول قطع خلالها بلدان أوروبا وأمريكا والعالم العربي
ليستقر بعدها في فرنسا ويتابع تحصيله العلمي ويتخصص بالاعلام السياسي والعلاقات السياسية.
* متخصص في ( في الذهنية الغربية علم الاستشراق والاستغراب ) عمل مع العديد من مراكز الأبحاث
* ألّف ثمانية كتب بالفرنسية والعربية.
* لديه سبعة أفلام وثائقية ومئات اللقاءات خلال ترحاله لذلك
لم تأت رحلة عزام لإيصال رسالة سورية وصوتها للعالم من فراغ كما يقول وإنما من قناعاته بأن كل فرد منا معنيُ بما يتعرض له الوطن انطلاقاً من إدراكه للواقع وللعدوان الذي تتعرض له سورية منذ زمن طويل زمن الاحتلال العثماني ومن ثم الفرنسي ولطالما كانت سورية عرضة للإرهاب والحصار الاقتصادي الذي تعاظم ضدها منذ سبعينيات القرن الماضي وبخاصة بعد أن جعل منها القائد المؤسس حافظ الأسد دولة عصرية من خلال بناء ذاتها لذلك كانت حرب الإخوان المسلمين وتبعاتها من الحصار الاقتصادي الجائر عليها لثنيها عن دورها العروبي ومع ذلك استمرت في بناء ذاتها إلى جانب ما تتعرض له اليوم من إرهاب منذ تسع سنوات حيث استطاعت أن تصنع معجزة الانتصار عليه ودحره بقيادة الرئيس بشار الأسد وهمة وتضحيات الجيش والشعب.