قطع طريق دمشق- حلب الدولي وأمّن جزءاً منه … الجيش يبدأ باقتحام أحياء معرة النعمان الشمالية

قطع طريق دمشق- حلب الدولي وأمّن جزءاً منه … الجيش يبدأ باقتحام أحياء معرة النعمان الشمالية

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٨ يناير ٢٠٢٠

واصل الجيش العربي السوري أمس، تقدمه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وحلب الغربي، وسط أنباء عن بدئه باقتحام الأحياء الشمالية لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية، وتطوقه لنقطة المراقبة التركية في معر حطاط جنوب المدينة من 3 جهات وقطعه الطريق الدولي دمشق- حلب وتأمين جزءاً منه.
وتحدث مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن» عن تقدم وحدات الجيش مساء أمس داخل أول أحياء معرة النعمان من جهة الشمال وسيطرته على مطعم «الوردة الشامية» الذي رفرف علم الجمهورية العربية السورية فوق مبناه، بعدما تمكن من فرض هيمنته على العديد من البلدات الحيوية في قطاعات المدينة الشمالية والجنوبية والشرقية، وهي الجهات التي حاصر فيها الجيش المدينة قبل أن يباشر اقتحامها.
وفي وقت سابق من يوم أمس أوضح مصدر ميداني آخر «أن قواتنا أحكمت يوم أمس -وحتى ساعة إعداد هذه المادة- سيطرتها على الحامدية ومعسكرها وعلى بسيدا وبابولين ومعراتة جنوب معرة النعمان، ليبلغ بذلك عدد القرى التي سيطر عليها الجيش منذ بدء العملية يوم الجمعة الماضي 18 قرية هي: تلمنس ومعر شمشة والدير الشرقي والدير الغربي ومعر شمارين ومعراتة والغدفة ومعر شورين والزعلانة والدانا وتل الشيخ والصوامع وخربة مزين ومعصران وبسيدا وتقانة وبابولين وكفر باسين.
وبيَّنَ المصدر، أن الجيش يضرب بكل الاتجاهات وينفذ خطط السيطرة والالتفاف والإغارة وفتح الجبهات، بالتوازي وحسب الموقف، إضافة إلى السيطرة بالنار ومعارك الاستنزاف وسحب الإرهابيين إلى مقتل وتدمير أوكارهم وقطع إمدادهم وحصارهم أحياناً.
وأوضح المصدر، أن الجيش واصل تقدمه نحو سراقب وأمَّن جزءاً من الطريق الدولي (دمشق- حلب) المعروف بـ«M5» بعد تمهيده إلى ذلك بتحرير العديد من القرى الجديدة بمعاركه الضارية مع التنظيمات الإرهابية التي كبدها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد بمؤازرة الطيران الحربي.
وأشار إلى أن «الجيش لم يقتحم معرة النعمان ولم يتجه إليها كما كان متوقعاً على مدى الأيام الماضية، بل فاجأ الإرهابيين والعالم كله بتغيير خططه واتجاهه إلى سراقب بعد قطع الطريق الدولي وتأمين جزء منه».
وجاء ذلك كله، حسب المصدر، بعدما أحكم الجيش طوقه على معرة النعمان من ثلاثة محاور، مشدداً الخناق على الإرهابيين قدر استطاعته ما جعلهم يستغيثون طالبين النجدة من النظام التركي الذي أخلى يديه منهم.
وأوضح المصدر، أن الطيران الحربي الروسي شنَّ غارات مكثفة على مواقع الإرهابيين وتحركاتهم في أطراف أريحا وسراقب، وفي جبل الأربعين ومعرة النعمان والبارة وخان السبل ورويحة والجرادة وكفروما بريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما أسفر عن مقتل العديد منهم وجرح آخرين وتدمير عتادهم.
كما أغار الطيران الحربي السوري حسب المصدر على مواقع الإرهابيين في العديد من البلدات بالريف الإدلبي، وتحديداً في حاس ومعرة حرمة ومعرزيتا ومعرة النعمان ومحيطها وأطرافها وشنان وريف سراقب، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي ومنه عربات مزودة برشاشات، إضافة إلى فرار العديد منهم من معرة النعمان باتجاه العمق الإدلبي.
بدورها، أفادت وكالة «سانا»، بأن وحدات من الجيش طهرت قرية خان السبل من الإرهابيين وتلاحق فلولهم باتجاه قرية معردبسة بريف إدلب الجنوبي.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض من جانبه ذكر أمس أنه خلال أقل من 72 ساعة (أي منذ مساء الجمعة الماضي) سيطرت قوات الجيش على 22 منطقة جنوب شرق إدلب فيما تسعى حالياً إلى السيطرة على كفروما.
وأضاف «المرصد»: إن المنطقة من خان شيخون حتى شمال معرة النعمان باتت تحت سيطرة قوات الجيش، كما باتت أيضاً نقطة المراقبة التركية في معر حطاط جنوب المعرة محاصرة حالها كحال نقطة مورك شمال حماة.
بالمقابل، وحسب معلومات «الوطن»، واصلت المجموعات الإرهابية منعها المدنيين الراغبين بمغادرة إدلب وأريافها الساخنة من الوصول إلى معبري أبو الضهور والهبيط بريف إدلب الجنوبي الشرقي، ومنهما إلى مناطق الدولة الآمنة لاتخاذهم دروعاً بشرية، مستخدمة كل وسائل الترهيب بحق من يحاول الاقتراب من المعبرين للخروج منهما.
وعلى جبهة ريف حلب الغربي واصلت وحدات الجيش عملياتها الدقيقة ضد التنظيمات الإرهابية ودمرت تحصيناتها في خطوط الاشتباك الأولى في مناطق انتشارها بالريف الغربي لمدينة حلب وتتابع تقدمها على محور خان طومان إلى الجنوب الغربي.
وذكرت «سانا»، أن وحدات الجيش نفذت رمايات بسلاحي المدفعية والصواريخ ضد مقرات وتحصينات الإرهابيين غرب مدينة حلب ودمرت خطوط تمركزهم الأولى بالتوازي مع تقدم وحدات أخرى على محور خان طومان جنوب غرب مدينة حلب لعدة كيلومترات.
 
وبينت أن الجيش وسع مساحة عملياته ضد التنظيمات الإرهابية في الريف الغربي ودمر برمايات مركزة خطوط إمدادها وتحصيناتها وعدداً من مقراتها في الليرمون والراشدين والبحوث والمنصورة وكفر حمرة وخان العسل ومحيط كفرناها غرب مدينة حلب.
أما في وسط البلاد، فقد ذكر مصدر ميداني في ريف حمص الشرقي لـــ«الوطن» أن مختلف الجبهات ومحاور الاشتباك مع مسلحي تنظيم داعش الإرهابي على امتداد بادية حمص الشرقية، شهدت يوم أمس هدوءا تاماً، واقتصرت عمليات الجيش على تنفيذ الطيران الحربي عدة طلعات جوية تمشيطية على امتداد البادية الشرقية أسفرت عن إيقاع إصابات مباشرة في صفوف التنظيم وتكبيده خسائر بالأرواح والعتاد.