300 طـــن نفايات يوميـاً تعالـج بطرق عشـوائية ... 10 سنوات عمر مركز المعالجة .. انطلق نظرياً.. وتوقف إنشائياً وتشغيلياً

300 طـــن نفايات يوميـاً تعالـج بطرق عشـوائية ... 10 سنوات عمر مركز المعالجة .. انطلق نظرياً.. وتوقف إنشائياً وتشغيلياً

أخبار سورية

الخميس، ٢٠ فبراير ٢٠٢٠

من جديد مسألة مركز المعالجة المتكاملة للنفايات الصلبة في السويداء تعود إلى واجهة المشاريع التي يتطلب الإسراع في إنجازها،إنجاز يرفع عن كاهل أبناء المحافظة أخطار ما تسببه نفاياتها من الأمراض وتلحق ضرراً بيئياً يهدد سلامتها ، هذه المشكلة القديمة الجديدة ما زالت تشكّل هاجساً مقلقاً بالنسبة للمواطنين خاصة القاطنين في الجزء الجنوبي من المدينة وفي القرى المجاورة لمكب النفايات (كناكر ورساس والثعلة والرحا) بسبب عملية الحرق العشوائي في المكب الواقع إلى الجنوب الغربي من مدينة السويداء حيث وصلت الكميات المطروحة من النفايات الصلبة حوالي 300 طن يومياً ترحل إلى المكب المذكور وغيره من المكبات المنتشرة على ساحة المحافظة ، فلا الخطط جاءت كما ترغب إدارة النفايات الصلبة وبدا كغيره من المشروعات ولا رياح السحب الدخانية جرت بما يشتهي ويرغب المواطنون المتضررون.
300 طن تعالج عشوائياً
تشير الأرقام إلى أن كمية النفايات الصلبة المرمية يومياً ضمن مكبات محافظة السويداء تبلغ نحو 300 طن يوميا , وعملية الحرق العشوائي في تلك المكبات هي السائدة وخاصة مكبي النفايات التابعين لمدينة السويداء ومدينة شهبا هذه المشكلة القديمة الجديدة ما زالت تشكل هاجساً مقلقاً بالنسبة للمواطنين، خاصة من البلدات والقرى والتجمعات السكانية القريبة من المكبين بسبب نواتج الحرق وانبعاث الغازات والروائح الكريهة وانتشار الحشرات والقوارض والكلاب الشاردة والسحب الدخانية التي تغطي المكان.
هذه السحب الدخانية المنبعثة من المكبات باتت مشكلة بيئية لما تحمله هذه السحب بين طياتها من أخطار صحية خاصة الأمراض الصدرية الناجمة عن الدخان المنبعث من هذا المكب ما أرغم الأهالي على إغلاق نوافذ منازلهم تجنباً لاستنشاق هذا الدخان المضر بالصحة ، وتجدر الإشارة إلى أن النفايات الطبية تقدّر سنويا بنحو ٥٠٠ طن أي ما يعادل ١٤٠٠ كغ يومياً إذ يتم فرز هذه النفايات ضمن المشفى مباشرة إلا أنها وللأسف الشديد لا تخضع للتعقيم نتيجة لعدم وجود أجهزة تعقيم.
وبالرغم من قيام مكتب إدارة النفايات الطبية في مديرية صحة السويداء بفرز النفايات الطبية بشكل علمي ومدروس بدءاً من جمعها وتخزينها ومن ثم ترحيلها إلى مكب النفايات الصلبة في مدينة السويداء إلا أن جميع تلك الإجراءات الوقائية تذهب أدراج الرياح نتيجة العبث بالنفايات الطبية وخاصة الحادة والخطرة منها إضافة إلى عمليات الحرق التي تطالها نتيجة حرق النفايات الصلبة في مكب النفايات المذكور آنفاً، مشكِّلة خطراً على البيئة والإنسان معاً.
حلول إسعافية بانتظار التنفيذ
المهندس بشار الأشقر رئيس مجلس مدينة السويداء أشار إلى أنه للتخلص من هذه المشكلة القديمة الجديدة فإن المجلس قد أبرم عقدا لاستئجار المكب الواقع إلى جنوب غرب مدينة السويداء من قبل مستثمر بهدف التخلص من النفايات الصلبة الواردة إلى المكب والتي تقدر بنحو 260 طناً يومياً لمعالجتها بالطرق الصحيحة من خلال تدويرها وعدم حرقها بشكل عشوائي حفاظا على البيئة والإنسان معا، ولكن هذا العقد كان نصيبه الفشل لعدم التزام الجهة المتعاقدة به
وأوضح رئيس مجلس المدينة إلى أنه وبتوجيه من وزارة الإدارة المحلية والبيئة أبرمت محافظة السويداء عقدا لإنشاء معمل لتدوير النفايات الصلبة في محافظة السويداء مع شركة ((البانيت )) للإعمار والتجارة المحدودة المسؤولية في موقع مكب كناكر ، لافتا إلى أن المعمل يتمتع بتقنيه عالية (( تلوث بيئة صفر ونفايات صفر )) وهو الأول من نوعه فنياً في الشرق الأوسط حيث يتمتع بمعالجة كافة النفايات العضوية والصلبة بالإضافة إلى الأخشاب والزجاج والمعادن وبقايا أعمال الهدم وإنتاج مواد مفيدة منها وقد تم دراسته بشكل مستفيض في وزارة الإدارة المحلية والبيئة ، منوهاً إلى أن هذا المشروع سيؤدي إلى التخلص من مشكلة النفايات على ساحة المحافظة والاستفادة من مخرجات المعمل كالأسمدة العضوية والمياه الصالحة لسقاية المزروعات وتوليد الكهرباء بالإضافة إلى فرص العمل التي سيؤمنها أثناء البناء وأثناء التشغيل وأوضح أن العقد قد نص على أن تقوم الشركة المذكورة آنفا ببناء المعمل الذي تصل كلفته إلى حوالي 20 مليار ليرة سورية وتخصيص نسبة 20% من الأرباح لصالح المحافظة على أن يتم تسليم المعمل للمحافظة بعد خمسة وعشرين عاماً من بداية الاستثمار، والمدة المحددة للتنفيذ ستة أشهر من تاريخ استلام موقع العمل .
وأكد أن الحل الوحيد لإنهاء هذه المشكلة من جذورها يكمن في الإسراع باستكمال برنامج إدارة النفايات الصلبة وإنجاز المركز المتكامل لفرز ومعالجة النفايات المخطط له في منطقة عريقة
ما زال في عنق الزجاجة
مشروع مركز المعالجة المتكامل الذي انطلق نظريا منذ حوالي 10 سنوات والمتوقف إنشائياً وتشغيلياً منذ عدة سنوات ما هو إلا مجرد /تبديد/ لآمال مواطني المحافظة لكونه لم يستطع حتى هذا التاريخ إبعاد شبح التلوث
/المخيم/ منذ أكثر من ثلاثين عاماً على معظم قرى ومدن المحافظة ودخول المشروع في حالة من السبات/التشغيلي وتالياً إيقاف عجلته الإقلاعية/مردهما بالدرجة الأولى إلى إحجام المتعهدين عن التقدم للمناقصات المعلن عنها من قبل مديرية الخدمات الفنية مع العلم أن بعض المناقصات أعلن عنها أكثر من مرة ومع ذلك عادت إلى المديرية من دون أن تمهر بتوقيع أي متعهد..
عزوف هؤلاء جاء تحت مسوغ الارتفاع الجنوني واللامسبوق لأسعار المواد الأولية إضافة لعدم استقرار أسعارها في السوق المحلية إضافة إلى عدم قيام مديرية الخدمات الفنية بصرف فروقات الأسعار للمتعهدين والمسألة المهمة التي كانت بمنزلة الشعرة التي قصمت ظهر البعير هي عدم قيام لجنة المحروقات المركزية في المحافظة بمنح إدارة النفايات الصلبة أي تأشيرة خضراء إزاء توفير مادة المازوت ليبقى توفيرها /بالقطارة/ ما أدى إلى حدوث/شلل/ في حركة الآليات اللازمة لتنفيذ المشروع.. وكذلك وقوع المشروع في بلدة عريقة أي خارج مدينة السويداء كل ذلك أبقى المشروع خارج دائرة الاستثمار وضمن/عنق الزجاجة/ واستئصال الورم البيئي الذي كان ومازال بمنزلة الوجع اليومي لمعظم مواطني المحافظة وللوصول إلى الخاتمة العلاجية لهذه النفايات لا بد من المرور/بمكملات/ هذا المركز التي مازالت هي الأخرى ترزح تحت وطأة الإهمال واللامبالاة وأولها تأهيل عدد من المكبات بيئياً لحين الانتهاء من مشروع المركز وأول خطوة تأهيلية كانت/فاشلة/ بامتياز وكانت من نصيب مكب مدينة السويداء الذي لم يزل وعلى الرغم من قيام إدارة النفايات الصلبة برمي حوالي/30/ مليوناً بين أكوام قمامته من جراء إحداثها خليتي طمر المصدر الرئيس للأضرار البيئية والأخطار الصحية نتيجة السحب الدخانية المنبعثة منه ليل نهار.
فهاتان الخليتان لم تستطيعا على الإطلاق شطب المكب من سجلات التلوث البيئي لكون الرمي حسبما رأيناه بأم أعيننا مازال عشوائياً وتلال القمامة مازالت السمة البارزة ،وبالتأكيد الخطوة التأهيلية الممهورة بنهاية سلبية لم تقتصر على مكب مدينة السويداء بل امتدت لتطول أيضاً مكب مدينة شهبا الذي تم تأهيله بهدف الحد من الرمي العشوائي وتالياً إبعاد شبح التلوث عن قرية صلاخد المتاخمة لهذا المكب ،إذاً كما تحدثنا في البداية فإن /متممات/ مركز المعالجة المتكامل لم تقتصر على تأهيل بعض المكبات التي لم يكتب لها النجاح على الإطلاق بل تضمنت أيضاً إحداث أربع محطات نقل لتجميع النفايات بغية نقلها فيما بعد إلى مركز المعالجة المتكامل في بلدة عريقة وذلك في كل من/الصورة الصغيرة وشقا والسويداء وصلخد/ لكن هذه المرحلة وعلى الرغم من إحداث هذه المحطات البالغة تكلفتها المالية حوالي 45 مليون ل.س لم تكتمل نتيجة تعرض بعض من هذه المحطات كمحطة شقا والصورة الصغيرة للاعتداءات الإرهابية وتالياً سرقة تجهيزاتها ما أدى إلى خروجهما من الاستثمار والتشغيل.
إدارة النفايات الصلبة
ماذا تقول؟
المهندس حسام حامد رئيس إدارة النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنية بالسويداء أشار إلى أن مشروع مركز معالجة النفايات الصلبة في بلدة عريقة يواجه عددا من الصعوبات تتمثل في إحجام المتعهدين عن تقديم عروضهم نتيجة عدم استقرار أسعار الصرف وعدم توفر قطع الغيار للآليات الفنية والهندسية العاملة في المشروعات ونقص كميات المحروقات اللازمة للتنفيذ ولآليات المقاولين إضافة إلى تأخر تأمين التمويل وصعوبة الوصول إلى بعض المواقع نتيجة الظروف الراهنة. وتعرض المحطات للتخريب والسرقة من قبل العصابات المسلحة.
ولفت إلى أن الأعمال المنجزة في المشروع منذ انطلاق العمل به شملت السور الخارجي والمبنى الإداري ومخزن النفايات الخطرة والبنى التحتية لشبكة الطرق حيث تم إنجاز 2200 متر طولي منها وقباناً أرضياً وخطوط ربط كهربائي وربط المركز مع الشبكة العامة مع مركز تحويل باستطاعة 630 ك. ف .أ بالإضافة إلى حفر بئري مياه تم تجهيزهما بكل التجهيزات الكهربائية والميكانيكية والمضخات الغاطسة وخزان عال بسعة 100 متر مكعب وآخر للبئر الاحتياطي بسعة 100 متر مكعب موضحاً أن الأعمال المتبقية من المشروع تتضمن 5 خلايا طمر ومعملاً لإنتاج السماد العضوي ومحطة فرز وتدوير للنفايات ووحدة لمعالجة النفايات الطبية بقيمة تصل إلى نحو 13 ملياراً، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ خليتي طمر في مشروع مركز المعالجة المتكامل في بلدة عريقة من أصل 7 خلايا مبيناً أن العمل جار على تجهيزهما بتكلفة تصل إلى نحو 600 مليون ليرة لكل خلية تمهيداً لوضعهما في الخدمة بالإضافة إلى 4 محطات لنقل النفايات موزعة في كل من السويداء وشقا وصلخد والصورة الصغيرة. وأوضح حامد أن الدائرة تقوم بتأمين احتياجات الوحدات الإدارية من الحاويات المعدنية والبلاستيكية بشكل دوري ووفق الاعتمادات المرصودة حيث تم توزيع ما يقارب 2500 حاوية مختلفة القياسات خلال العام المنصرم ، كما يتم تأمين احتياج الوحدات الإدارية من آليات النظافة عبر خطة موضوعة من وزارة الإدارة المحلية والبيئة حيث تم رفد تلك الوحدات بعشر آليات خلال العامين الماضيين من ضواغط وقلابات وجرارات ، وخلال هذا العام تم رصد 400 مليون ليرة لمتابعة استكمال مشروع المعالجة المتكامل .
ختاما...
إن الانطلاقة المبكرة لمشروع إدارة النفايات الصلبة الذي أبصر نور الولادة منذ عشر سنوات لم تكن إلا انطلاقة نظرية لا أكثر. فهذا المشروع الذي جاء محملاً بكم من الآمال البيئية قد تم دفنها ضمن أكوام قمامة المكبات العشوائية فتلال القمامة والأوساخ مازالت رائحتها الزائر الثقيل لمعظم قرى المحافظة ولإعادة ثقة المواطن بهذا المشروع بات حرياً بالجهات المعنية إعادة روح الحياة لمركز المعالجة المتكامل من خلال تأمين كل احتياجاته حيث لا تزال عملية الحرق في مكبات النفايات الصلبة بالمحافظة هي الطريقة السائدة للتخلص من النفايات.
الثورة