الشبكة الطرقية في السويداء علاج ب«الترقيع»!.. متعهدون يخالفون الشروط الفنية وترك الحفريات والردميات خلفهم!

الشبكة الطرقية في السويداء علاج ب«الترقيع»!.. متعهدون يخالفون الشروط الفنية وترك الحفريات والردميات خلفهم!

أخبار سورية

السبت، ١٤ مارس ٢٠٢٠

سياسة الترقيع التي تتبعها المواصلات الطرقية والخدمات الفنية ومجالس المدن والبلدات في محافظة السويداء في إصلاح وتعبيد الطرق في المحافظة باتت ترهق الخزينة وتستنزف المخصصات من دون جدوى، ففي كل عام مع انتهاء فصل الشتاء تبدأ الجهات المعنية بتعبيد وإصلاح الطرق بخططها السنوية لترقيع الحفر والطرقات، والمسوغ أن المخصصات لا تكفي لإعادة تعبيد الطريق كاملاً بل بشكل جزئي، مسوغات حقيقية لكن لا جدوى منها لأن الطريق بعد الترقيع يعود في العام التالي ليصبح أسوأ مما كان عليه، ما يستدعي ضرورة اتباع سياسة جديدة في الإصلاح.
ومن الأمور الأكثر أهمية التي بات من الضروري الوقوف عندها هي شبكات الطرق الواصلة بين القرى والمناطق في ريف السويداء، والحال التي آلت إليها تلك الطرق وما تعانيه من تكسير وحفر أديا إلى عرقلة حركة السير أولاً وما نتج عنها من حوادث مؤلمة في المحصلة.
ووبالرغم من شكاوى العديد من السائقين العاملين على خط صلخد- الكفر- الرحى– السويداء، من الحال التي آلت إليه تلك الطرقات وحسب بعض السائقين العاملين على خط صلخد-السويداء فإنهم يتحملون الكثير أثناء رحلتهم من السويداء إلى صلخد بسبب سوء تنفيذ الطريق والحفر الكثيرة فيه، ما يعرض آلياتهم وركابهم للخطر، بسبب تكسير واتساع الحفر وعمليات الترقيع المتتالية، إذ تُقتلع قطع الترقيع لكثرة الاستعمال وعدم تجانسها مع النسيج الأساس لهذه الطرقات لتتسع أكثر مما كانت عليه وتشكل خطراً لكن الجهات المعنية لم تتجاوب مع هذه المطالب برغم المخاطر الكثيرة.
 
حوادث عدة تم تسجيلها على هذا الطريق وعلى إثر ذلك بدأ فرع المواصلات الطرقية بدراسة الوضع للعمل على إنجاز الطريق بالكامل، وليس صيانة الحفر فقط،المواصلات الطرقية تعرض عدة دراسات نظرية لأولوية التعامل مع خطة التعبيد وتبيان أكثر الطرقات احتياجاً للإسفلت، وعدم تنفيذ الخطط السابقة للشبكة الطرقية أوصل الطرق إلى هذه الحالة وضاعف التكاليف وعقد المشكلة ومن جهة أخرى لابدّ من دراسة الطرق التي تسجل نسبة عبور مرتفعة ومنها طريق صلخد- السويداء بوجه خاص والسعي لمتابعتها للتخفيف قدر الإمكان من الأذية التي تتعرض لها الطرق، وقد زادت ظروف الأمطار والثلوج لهذا العام من تفاقم الأمر لنجد حفراً واسعة عميقة لا يمكن للسائق تجاوزها وقد سجلت حوادث خطرة.
البنية التحتية سيئة
نائب محافظ السويداء وعضو المكتب التنفيذي لقطاع مجالس المدن والبلدات -وائل جربوع يرى أن النظرة السائدة لدى المواطن أن البلديات تمد القميص الإسفلتي أو تقوم بأعمال الصيانة للطرقات من دون أي تنسيق مع القطاعات الأخرى المعنية من مؤسسات المياه والكهرباء والهاتف والصرف الصحي، وهي نظرة مغلوطة وغير مكتملة لأن المجالس المحلية لا تقوم بأي أعمال تعبيد للطرقات إلا بعد التنسيق مع القطاعات الأخرى المعنية، لكن الحقيقة تكمن في أعمال الصيانة التي تقوم بها المؤسسات الأخرى وهي طارئة، فمثلاً إذا حدث عطل في الصرف الصحي أو في شبكة المياه أو الهاتف بعد تعبيد الطريق فذلك يستدعي إعادة حفره وتخريبه ومن ثم صيانة وترميم الحفر.
وأضاف جربوع أن البنية التحتية للخدمات تحت الطرقات بحاجة إلى إعادة بناء من جديد لأنها قديمة جداً وهذا يحتاج ميزانيات كبيرة لا يمكن تخصيصها في الظروف الصعبة التي تمر فيها البلد، لافتاً إلى أن القميص الإسفلتي الكامل يتطلب أيضاً تحصيل رسم تعبيد من المواطنين المطلة عقاراتهم على الطريق المعبد، وميزانيات المجالس المحلية لا تسمح بتعبيد الطرق كاملة بل بصيانة أماكن التضرر فقط، كما إن الإعانات المقدمة للمجالس لا تكفي لصيانة الطرق والمياه وشبكة الصرف الصحي وكل القطاعات الخدمية.فالصيانة غائبة تماماً عن بعض الشبكات الطرقية منذ عدة سنوات، وتالياً عدم إجراء أي أعمال ترميم وتأهيل عليها، إضافة لأعمال الحفريات المنفذة عليها لزوم خطوط المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف من قبل المتعهدين كل ذلك أبقاها مع وقف الاستثمار.
الطريق الواصل بين مدينة صلخد وقرية الرافقة مازال بحاجة لقميصٍ إسفلتي من جراء أعمال الحفر التي نفذتها المؤسسة العامة للمياه والشركة العامة للصرف الصحي،ما أدى إلى عرقلة الحركة المرورية عليه وأثار امتعاض الأهالي في تلك المنطقة من جراء ما باتت عليه حال الطرق نتيجة هذه الأعمال التي أسفرت عن تخريب الطريق وأخرجته من دائرة الخدمة، طبعاً تأهيل الطريق وفق رئيس مجلس مدينة صلخد زهير السعدي بات ضرورة ملحة لكونه أولاً يخدم أكثر من عشر مداجن تقع إلى الجنوب من المدينة إضافة لتخديمه كل مزارعي المنطقة لكونه يعد صلة الوصل بينهم وبين بساتينهم، فعدم تأهيل هذا الطريق حتى تاريخه عرقل وصول المزارعين إلى حقولهم، فضلاً عن ذلك فالطريق وفق واقعه الحالي أصبح غير مهيأ لمرور السيارات عليه علما أنه سبق للأهالي أن تقدموا بالعديد من الطلبات لمديرية الخدمات الفنية بغية تأهيله لكن مديرية الخدمات الفنية قامت بالكشف على الطريق فقط.
عدم التزام المتعهدين
وقال رئيس الدائرة الفنية في مديرية الخدمات الفنية- المهندس غازي الحلبي: بعد الكشف على الطريق المذكور تبين أن أعمال التخريب والحفر ناجمة عن تنفيذ مشروع للصرف الصحي وتأهيل هذا الطريق يقع على عاتق المتعهد وليس الخدمات الفنية لكونه قام بأعمال الحفر، لذلك يجب على مجلس مدينة صلخد إلزام المتعهد بإعادة تأهيل الطريق وإعادته إلى ما كان عليه وكان يفترض بمجلس المدينة عدم إعطائه براءة ذمة قبل أن يجري صيانة الطريق.
الطريق المذكور لم يكن الوحيد الذي طالته يد الإهمال فها هم أهالي قرية قيصما وقرية بهم يطالبون بضرورة تعبيد طريق أبو زريق- سالة، الذي يحتاج وفق الأهالي أعمال صيانة وقميصاً إسفلتياً، ويعد هذا الطريق الوحيد الذي يربط قرى أبو زريق وبهم وقيصما،بمشفى سالة لذلك فإن تأهيل الطريق وصيانته ووضعه في الاستثمار يختصر مسافة ٢٣ كم للوصول إلى مشفى سالة، علماً أن طوله لا يتجاوز ٦كم إذ تبلغ تكلفة تعبيد وصيانة الطريق وفق كشف الخدمات الفنية نحو ١٢ مليون ليرة، والسؤال المطروح من الأهالي بما أنه تم إجراء كشف على هذا الطريق وتقدير تكلفته فلماذا لم يباشر به حتى الآن؟
يضاف إلى ما سبق أن الطريق الذي يربط قرية داما بناحية عريقة والذي يبلغ طوله ٩كم بحاجة ماسة إلى تعبيد، لكونه سيئاً جدً، وأشار الأهالي إلى أنهم خاطبوا محافظة السويداء بالعديد من الكتب عن طريق البلدية لتعبيد الطريق وحتى تاريخه لم يُدرج ضمن خطة مديرية الخدمات الفنية، ماانعكس سلباً على واقع النقل في القرية، إذ رفض سائقو السرافيس العاملة على الخط الوصول إلى القرية بذريعة سوء الطريق، ما يدفع الموظفين وطلاب المدارس للتوجه نحو سيارات الأجرة وتالياً يشكل أعباءً مالية عليهم.
كما اشتكى أهالي قرية امتان أيضاً من الطريق الذي يربط قريتهم بمدينة صلخد من جراء الحفر الناتجة عن قلة الصيانة لهذا الطريق ما شكل حالة من التذمر عند السائقين في تلك المنطقة نتيجة الضرر الذي يلحق بسياراتهم، لذلك طالب الأهالي بضرورة مد قميص إسفلتي لهذا الطريق الذي يخدم أكثر من قرية، كما يعاني القاطنون في قرية بعوس وتحولا وصما البردان ومجدل الشور سوء الطريق المخدم لهم ويطالبون بضرورة صيانته.
بدورهم الأهالي في القرى المحيطة بمدينة صلخد وشهبا اشتكوا من عدم تأهيل العديد من الطرق التي تربط بين قرى هذه المناطق ما بات يشكل عبئاً على الحراك المروري، إضافة لوجود عشرات الطرق التي تربط قرى المحافظة مع بعضها بحاجة إلى صيانة.
وقال رئيس الدائرة الفنية في مديرية الخدمات الفنية: رُصد لصيانة الطرق هذا العام نحو ٩٠ مليون ليرة في كل من منطقة صلخد وشهبا والسويداء ومن الطرق التي ستتم صيانتها طريق امتان- العانات- خازمة– ملح، إضافة لطريق، صلخد- عرمان- ملح- دير نصراني– الشعاب، وطريق عرمان – مجدل الشور- عوس – تحوله، وطريق عرمان – ظهر الجبل- سالة- أبو زريق إضافة للعديد من الطرق في مدينتي شهبا والسويداء.
الطرق المركزية ليست أفضل..!
الطرقات المركزية التي تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى لم تكن أفضل حالاً من الطرق الفرعية، فأغلب تلك الطرق كطريق دمشق- السويداء وبعض الطرق المحلية التي تربط المدينة بالريف تعاني الإهمال وهي بحاجة إلى أعمال الصيانة من قبل المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، ولاسيما بعد الحراك المروري الضاغط الذي أصبحت تشهده هذه الطرق في الآونة الأخيرة، الأمر الذي أحدث فيها بعض (الهبوطات).
وبالعودة إلى طريق صلخد– السويداء، فإن أهالي المنطقة يطالبون بتخطيط طريق السويداء- صلخد الذي مازال ضمن اتجاه واحد، والسبب صيانة هذا الطريق منذ أكثر من عامين، ما أدى إلى طمس معالم التخطيط الطرقي الذي يعد بمنزلة الدلالة المرورية للسيارات المارة على هذا الطريق، إضافة لتوسيعه من ١٦م إلى ٢٠م من دون إعادة تخطيطه من جديد، ما أدى إلى ضياع السيارات المارة ولاسيما فيما يخص الاتجاهات والمنحنيات، وأنتج واقعاً مرورياً خطراً جداً وخاصة في أيام الشتاء والضباب، علما أنه تمت المطالبة مراراً وتكراراً من قبل مجلس مدينة صلخد ليصار إلى تخطيط هذا الطريق وتالياً تفادي الحوادث التي قد تحدث من عدم وضوح الطريق الذي يشهد حركة مرورية كبيرة ولاسيما أنه يخدم عشرات القرى.
طريق السويداء – صلخد ليس الوحيد الذي يحتاج للتخطيط فطريق غالية فرحات، الرابط بين مدينة صلخد وبعض القرى المحيطة بها هو الآخر بحاجة للتخطيط وهو ضرورة ملحة ومثله طريق السويداء- ظهر الجبل- المشنف.
بحاجة للتجديد والتخطيط
مدير فرع المواصلات الطرقية في المحافظة -المهندس شامل الدعبل أوضح لـ«تشرين» أن جميع الطرق المركزية في المحافظة بحاجة لتخطيط، وبناء عليه تمت مخاطبة المؤسسة العامة لإدراج تخطيط هذه الطرق في خطتها لهذا العام، ولكن خلال فصل الشتاء لا يمكن تخطيط الطرق لذلك سننتظر فصل الصيف ليصار إلى دهان الطرق كطريق دمشق- السويداء وطريق السويداء- ظهر الجبل وطريق السويداء- صلخد أما بالنسبة لطريق السويداء ظهر الجبل المشنف فهو ليس طريقاً مركزياً، وتعاقدت المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في السويداء على تنفيذ عدد من المشروعات على بعض الطرق المركزية في المحافظة بقيمة 895 مليون ليرة.
وبيّن الدعبل أن المشروعات تتضمن صيانة وتحسين طريق السويداء- صلخد (مقطع الرحى- الكفر) وستتم المباشرة في العمل به فور تحسن الظروف الجوية، وجرى التعاقد لتنفيذها مع الشركة العامة للطرق والجسور. إضافة إلى صيانة وتحسين مقطع آخر من طريق دمشق- السويداء الجديد بطول 6كم باعتبار نقطة الصفر – الحدود الإدارية، وطريق آخر بطول 5كم من نقطة الصفر-مدرسة سليم، إذ جرى التعاقد لتنفيذهما مع مؤسسة الإنشاءات العسكرية.كما شملت المشروعات صيانة وتحسين مقطع من طريق السويداء- ظهر الجبل- سالي بطول نحو 5كم ابتداء من الشرطة العسكرية، إضافة إلى تنفيذ أعمال الصيانة لطريق السويداء- صلخد في مواقع متفرقة بطول نحو 6كم، نقطة الصفر مشتل سد العين، وتم التعاقد لتنفيذها مع مؤسسة الإسكان العسكرية، لافتاً إلى أن المشروعات تأتي في إطار أعمال فرع المؤسسة للحفاظ على البنية الإنشائية للطرق والصيانة المستمرة لها وتحقيق أمن وسلامة مستخدميها والارتقاء بمستواها لتحقيق أعلى درجات السلامة المرورية.
صعوبات تواجه صيانة الطرق
أما بالنسبة للصعوبات التي تؤخر تنفيذ العقود فكان أهمها حسب الدعبل، كثرة العوائق من (مياه- كهرباء وخطوط الاتصالات المدنية والعسكرية.. الخ) المعترضة لتنفيذ معظم العقود المبرمة، ولاسيما العقود التي تتضمن توسيع الطرق أو تحسين المنحنيات الشاقولية والأفقية، إضافة لعدم التزام الجهات الخدمية الأخرى بأحكام القانون رقم /26/ لعام 2006 الخاص بتصنيف وحماية الطرق العامة وعدم إجراء التنسيق اللازم مع مؤسساتنا في حينه لتحديد توضع تلك الإشغالات بما لا يعوق أي توسع مستقبلي أو تحسين لطرقاتنا المركزية، إضافة إلى عدم وجود استملاك لجميع الطرقات المركزية عدا أوتستراد دمشق- السويداء، والأهم من ذلك زحف البلديات بالمخططات التنظيمية في اتجاه الطرق.
ولتذليل الصعوبات اقترح الدعبل فيما يخص فرع السويداء تأمين مكان عمل للفرع يجمع كل العاملين، وتأمين النقص الموجود في الفنيين الطبوغرافيين والمراقبين الفنيين لدى الفرع، إضافة لعمال مخبريين وتأمين النقص في الكادر الإداري لتغطية أعمال الفرع الإدارية وتأمين عدد من الحراس.
بدوره رئيس فرع المرور في السويداء- العقيد جمال السعيد أكد الانخفاض الملموس في الازدحام الذي عانت منه المحافظة في السنوات الماضية، بسبب عودة قسم كبير من الوافدين إلى مناطقهم بعد عودة الأمن والأمان لمعظم محافظات القطر، فأصبحت حركة المرور انسيابية،ما أدى إلى تقلص عدد المخالفات وعدد الحوادث لأكثر من النصف، علماً أن عدد الحوادث وصل في العام 2019 إلى 159 حادثاً مروريا، نتج عنه 107 جرحى، و12 وفاة، إضافة إلى 29 حادثاً مرورياً منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه نتج عنه 15 جريحاً ووفاة واحدة.
ويصل طول الشبكة الطرقية المركزية العائدة لفرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في السويداء إلى نحو 372 كم موزعة على مجموعة من المحاور في المحافظة.
تشرين