بحماية الصقيع.. أسعار الخضار في مهب الارتفاع..!

بحماية الصقيع.. أسعار الخضار في مهب الارتفاع..!

أخبار سورية

الجمعة، ٢٥ مارس ٢٠٢٢

بشير فرزان
يبدو أن معاناة الناس ليست محددة بمنظومة غذائية أو بفصل معين، بل هي أشبه بالمتوالية الحسابية التي تندرج أرقامها وأعباؤها المعيشية في خانة الاستدامة، مع اختلاف الظروف والمتطلبات اليومية التي بات الكثير منها بعيداً عن ساحة التنفيذ بعد أن حلّقت أسعارها ووصلت إلى أرقام فلكية، ويمكن التأكد من صحة هذا الواقع عند مقارنتها بالدخل الشهري للأسرة السورية ونفقاتها الأساسية.
شكاوى الناس التي وصلت إلى جريدة “البعث” حول الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الخضار، تعيد ضرورة المطالبة والإسراع بإعادة التوازن لمعادلة النفقات المعيشية للأسرة السورية، والراصدة للفرق بين الدخل والإنفاق الأسري، خاصة أن لوائح الأسعار في محال الخضروات تفرض على متبعي الغذاء النباتي حمية غذائية لا تقل في تقشّفها عن الحمية العامة التي تعتمد على الخبز فقط وبعض النواشف (هذا إن وجدت)، ويمكن تعميم هذه المنظومة الغذائية على غالبية المجتمع تحت وطأة فقر الحال، والارتفاع الجنوني للأسعار الضارب في كل الأسواق، والسوق النباتية في مقدمتها، حيث سعر كيلوغرام البندورة 3500 ليرة، والباذنجان 3500 ليرة، والكوسا 4500 ليرة، والخسة الواحدة 1200 ليرة، و..و..و.
طبعاً لسنا بصدد تكرار الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع، وارتدادات الأحوال الجوية على هذه المنتجات الزراعية، بل نريد أن نؤكد، كما يفعل الكثير من الخبراء الاقتصاديين، على تداعيات انهيار القوة الشرائية الداخلية، وتفاقم الفقر، وارتفاع معدلات الجريمة، وازدياد المعاناة والأعباء الحياتية المعيشية في يوميات الناس مع إفراغ سلتهم الغذائية من كل ما يسد الرمق، كما نحاول إضاءة الضوء الأحمر، والتنبيه إلى خطورة الواقع المعيشي بنتوءاته السعرية الجارحة، ونسفها الثقة بالسياسات الاقتصادية التي طالما رسمتها الأقلام الخضراء كخرائط لتوجهاتها المستقبلية، ولا شك أن الحالة المؤسساتية العامة الخدمية والإنتاجية والاقتصادية التي صدمت المواطن بأدائها الضعيف ساهمت بشكل أو بآخر في تعميق المشكلات، وتغييب أبسط مقومات الحياة، فالسياسة المعيشية المتبعة تعتمد نهج (الحمية)، فمن حمية اللحوم والبيض والبطاطا، إلى حمية البندورة، ومع تقاذف الاتهامات ما بين التجار الذين يشتكون من قلة المحروقات اللازمة للنقل وارتفاع أسعارها لتصل إلى 100 ألف ليرة لـ “البيدون”، والمزارعين الذين تتعدد أوجه معاناتهم، خاصة موجة الصقيع التي ضربت المنطقة الساحلية المنتجة للخضار، وغيرها من الأسباب التي يدرجها الجميع تحت عنوان “المقنعة”، تبقى المطالب بتفعيل الرقابة على الأسواق، وإعادة النظر بأساليب دعم سلة المواطن الغذائية التي تفقد دسمها المعيشي مع استمرار السياسات السعرية المجحفة بحق المواطن بعصر جيوبه الخاوية؟!.
البعث