فحص ما قبل الزواج ..وثيقة أساسية لإتمام العقد ..أم مجرد إجراء ..؟! حوالى ٣٠٠ مراجع يومياً لعيادة الفحص

فحص ما قبل الزواج ..وثيقة أساسية لإتمام العقد ..أم مجرد إجراء ..؟! حوالى ٣٠٠ مراجع يومياً لعيادة الفحص

أخبار سورية

الأحد، ١٠ أبريل ٢٠٢٢

دينا عبد:
منذ حوالى السنوات العشر انطلق البرنامج الوطني الذي يتضمن فحوصات ما قبل الزواج، والذي يهدف للحد من الإصابات التي تنتقل عن طريق الأمراض الوراثية.
“تشرين” زارت العيادة والتقت د.مجد كيالي عضو مجلس فرع دمشق لنقابة الأطباء، والمشرف العام على عيادة الفحص الطبي ما قبل الزواج الذي تحدث عن هدف العيادة فقال: الفحص الطبي ما قبل الزواج هو إجراء الفحص للمقبلين على الزواج لمعرفة إن كان هناك أي إصابات تتعلق في بعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي؛ التلاسيميا) والأمراض المعدية كالتهاب الكبد الفيروسي b وc ونقص المناعة المكتسب (الايدز) بهدف إعطاء المشورة الطبية، حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر، أو للأبناء في المستقبل وتقديم الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحياً.
وعن آلية الفحوصات شرح د.كيالي :كل عريسين يراجعان العيادة يتم تسجيل بياناتهم كاملة مع صورهم التي تسجل في صفحة العريسين؛ ثم يخضعان لفحص الدم، بعد ذلك يراجعان الطبيب الفاحص للسؤال فيما إذا كانت هناك أمراض وراثية، لأنه ليست كل الأمراض الوراثية يتم كشفها عن طريق التحاليل؛ واذا كان هناك إشكال فيتم التوضيح من قبل الطبيب.
وفي حال كان هناك إشكال بشذوذات الخضاب ( التلاسيميا) أو(فقر الدم المنجلي) أو كان أحد الطرفين مصاباً مثلاً بإصابات فيروسية، كالتهاب كبد فنحن في هذه الحالة لا نمنع الزواج إنما نعطي لقاحاً للطرف الثاني؛ أما إذا أثبتت نتائج التحاليل أن هناك إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الايدز) فإننا نمنع الزواج، ونرسل التقرير لوزارة الصحة مباشرة لإيقاف الزواج ومتابعة حالة المصاب .
وبين د.كيالي أن هناك حالات يجب ألا يستمر فيها الزواج بناءً على نتائج التقرير التي تصدر من خلال الفحوصات ومع ذلك واجبنا تجاههم إعطاؤهم المشورة والنصيحة الطبية بأن هذه الأمراض ستنتقل إلى الأبناء في المستقبل الذين سيولدون ولديهم أمراض متعددة كحالات فقر الدم الذي يحتاج إلى نقل دم بشكل مستمر ؛ونوه د.كيالي بأنه لدينا مشكلة في المحكمة الشرعية وهي أن العروسين عندما يتعهدان بالقبول أمام القاضي الشرعي فإنه يزوجهم وهذه بحد ذاتها مشكلة ؛ فحتى الآن لم يصدر لدينا( منع زواج شرعي) وهذا نفتقر له لأن تقرير الزواج عندما يخرج من العيادة مرفوضاً يجب على المحكمة أن توقف هذا الزواج لأن الهدف حماية الأبناء مستقبلاً من الإصابة بالأمراض الوراثية.
وهناك مشكلة أخرى وهي أن العريس يكون متزوجاً (بكتاب براني) الذي سيثبت في المحكمة الشرعية لأن هناك بعض الحالات من هذا الزواج يكون فيها حالات حمل فتثبت في المحكمة.
وبين د. كيالي أنه رغم أن القانون الذي صدر يمنع الزواج بكتاب(براني) إلا أن هناك حالات زواج تسجل وتثبت.
ورغم ذلك وفي حال وجود إصابة أو مرض لأي طرف فإننا نكتب على التقرير منع زواج فتقرير الزواج وثيقة أساسية ضمن عقد الزواج ودونها لا يتم الزواج وهذا ماتم بالاتفاق مع وزارة العدل (بدون ورقة التقرير الطبي الصادرة عن مخبر عيادة ماقبل الزواج) لايتم الموافقة على أي زواج في حال كان التقرير مرفوضاً.
وحتى عندما يحدث طلاق بين زوجين وعادا وتزوجا مرة ثانية فإنهما مطالبان بتقرير زواج فخلال مدة الانفصال قد تحدث مع أحدهما مشكلة صحية معينة.
عدد المراجعين يومياً يتراوح بين٢٠٠إلى٣٠٠ فاحص يومياً ولدينا إحصائيات نقدمها لوزارة الصحة بشكل ربعي تتضمن نسبة التقارير المرفوضة.
ونصح د.كيالي المقبلين على الزواج بضرورة اتباع هذا الفحص لما له من أهمية في الكشف عن أمراض موجودة عندهما وهما لايعرفان سواء أكانت وراثية أو غير ذلك؛ مبيناً أن هناك أشخاصاً لديهم أمراض ويوقفوا حالات الزواج، هؤلاء أشخاص واعين بضرورة ماسيحصل مستقبلاً.
تكلفة التحاليل بقرار من وزارة الصحة (٥٥ ألف ليرة سورية).
بدوره د.مصطفى مسالمة المسؤول عن عيادة الفحص السريري لمراجعي عيادة فحص ماقبل الزواج بيّن لتشرين أن هناك أمراضاً لا تظهر إلا بالفحص السريري والمخبري ؛ فأحياناً من الممكن أن يكون الإنسان حامل طفرة أو مورثة لاتظهر كأعراض عليه ويكون سليماً ؛ ولكن عندما يحمل الاثنان هذه الطفرة ويتزوجا فمن المؤكد أن الأطفال سيولدون مصابين أو حاملين للمرض؛ ودائماً اقول الوقاية خير من قنطار علاج وننصح المقبلين على الزواج بإجراء الفحص الطبي قبل موعد الزواج بمدة لاتقل عن شهرين ليتسنى لهما التخطيط لحياتهم بشكل أفضل وتالياً تحسباً لأن تكون النتائج غير مرغوبة الأمر الذي يشكل إحراجاً أو حالة نفسية لدى أحدهما.
وعن ضرورة وجود عيادة نفسية مرافقة لعيادة فحص ماقبل الزواج عاد د.مجد كيالي المشرف العام على العيادة ليؤكد قائلاً: في حال تم رفض تقارير الزواج قد يصاب الخاطبان بصدمة نفسية أو حالة اكتئاب فننصحهما بمراجعة مختص اجتماعي أو نفسي من أجل شرح هذه الحالة فهناك حالات تأتي إلى عيادة الزواج لاتفهم مامعنى الرفض وماذا سيحصل للأبناء مستقبلاً.
وفي حديثنا مع بعض مراجعي العيادة قالت إحدى المراجعات إنها تفضل الانفصال في حال كشفت الفحوصات أي مرض فأنا متفهمة بأن الأبناء سيحملون هذه الأمراض مستقبلاً.
بينما العاطفة غلبت إحدى المراجعات التي عارضت فقالت: حتى لو لم يناسبني وهناك مشاكل صحية سأتزوج من أحب وليس بالضرورة أن أنجب أطفالاً.
وبيّن رجل يتزوج للمرة الثانية أن التحاليل والفحوصات تكشف أمراضاً لانعرفها ولا تبدو أعراضها علينا إلا إذا قمنا بالتحاليل المخبرية.
تشرين