تصعيد خطير للنظام التركي في حلب ستكون له عواقب وخيمة يتناغم مع العدوان الإسرائيلي على مصياف والجيش على أهبة الاستعداد

تصعيد خطير للنظام التركي في حلب ستكون له عواقب وخيمة يتناغم مع العدوان الإسرائيلي على مصياف والجيش على أهبة الاستعداد

أخبار سورية

الأحد، ١٥ مايو ٢٠٢٢

حذر مراقبون للوضع الميداني في حلب وعموم مناطق سورية، من أن تصعيد النظام التركي أول من أمس في ريف حلب الشمالي والغربي خطير للغاية وله دلالاته العسكرية التي لا تحمد عقباها، لتزامنه مع العدوان الإسرائيلي على ريف مصياف، ورأوا أن الجيش العربي السوري لن يقف مكتوف الأيدي وأنه قادر على الرد وبإيلام في التوقيت المناسب.
وأكد الخبراء أن التناغم المكشوف بين العدوانين التركي والإسرائيلي مدفوع من عواصم خارجية، في مقدمتها واشنطن، للضغط على موسكو، التي تخوض حرباً طاحنة في أوكرانيا، من بوابة الملف السوري الذي نجح فيه الضامن الروسي وعبر الاتفاقيات الموقعة مع نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بالاحتفاظ بخطوط التماس وخرائط السيطرة شمال وشمال شرق البلاد وفي منطقة «خفض التصعيد» بإدلب هادئة لأكثر من ٢٦ شهراً.
وشدد الخبراء على أن الكرملين يراقب الوضع الميداني في سورية عن كثب للحفاظ على التهدئة ومنع انزلاق المناطق إلى مواجهة شاملة لن تسلم من براثنها الأطراف المعتدية، بدليل توجيه رسائل نارية مباشرة إلى النظام التركي عقب التصعيد الأخير، وقبلها تصريحات محذرة للكيان الإسرائيلي، بغية الكف عن تغيير قواعد الاشتباك ومغبة اللعب على المكشوف في سورية الورقة بالغة الحساسية بالنسبة لموسكو، وفي هذا الظرف العصيب التي تتكالب فيه عواصم القرار في الأزمة الأوكرانية للنيل من القيادة الروسية ومن مقدرات ومستقبل بلادها.
ولفتوا إلى أن بالونات الاختبار التركية والإسرائيلية ستجد ردود الفعل المناسبة لها من موسكو ودمشق، الراغبتين بتوجيه ودفع عملية السلام بالاتجاه الصحيح عبر الحوار بين السوريين لحل الأزمة المستعصية منذ أكثر من ١٠ سنوات، لكن العاصمتين وبدعم من حلفاء سورية غير عاجزتين على رد الصاع صاعين وتحقيق مكاسب عسكرية على امتداد رقعة الجغرافية السورية.. ومساء الجمعة اعتدت الميليشيات الممولة من نظام أردوغان، وبأوامر مباشرة من رأس النظام، على حافلة مبيت للجيش العربي السوري في محور عنجارة- قبتان الجبل بريف حلب الغربي، ما أدى إلى ارتقاء ١٠ عسكريين وجرح ٩ آخرين قبل استشهاد طفل وجرح آخر خلال اعتداء التنظيمات الإرهابية المدعومة من أردوغان بقذائف صاروخية على بلدتي نبل والزهراء شمال حلب خلال مراسم تشييع الشهداء، عدا تضرر منازل وممتلكات المدنيين فيهما.
وتلا التصعيد الإرهابي التركي مباشرة عدوان إسرائيلي، ومن خلال رشقات صواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب بانياس، باتجاه بعض النقاط في المنطقة الوسطى، ما تسبب بارتقاء ٥ شهداء بينهم مدني واحد وجرح ٧ مواطنين ووقوع خسائر مادية، منها اندلاع حرائق عديدة في أحراج ريف مصياف، الأمر الذي يدل على التنسيق بين النظام التركي والكيان الإسرائيلي لرفع مستوى التصعيد الممنهج الذي يشعل المنطقة ويضعها فوق صفيح ساخن قابل للانفجار في أي لحظة.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية في ريف حلب الغربي ، بأن المقاتلات الروسية نفذت أمس ولليوم الثاني على التوالي، وفي إطار رسائل التحذير للنظام التركي من أبعاد تفجير الوضع الميداني، ٥ غارات جوية طالت محيط الفوج ١١١ في ريف حلب الغربي، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح إرهابيين تابعين للنظام التركي وتدمير عتاد عسكري لهم.
وأول من أمس شن الطيران الحربي الروسي وعقب الاعتداء الإرهابي على حافلة الجيش، ٥ غارات مماثلة استهدفت مقراً لميليشيات «السلطان مراد» الممولة من نظام أردوغان قرب قرية مشعلة التابعة لناحية كفر جنة في منطقة عفرين المحتلة من النظام التركي شمال غرب حلب، حيث قتل لا يقل عن ٣ إرهابيين وجرح أكثر من ٧ آخرين، حسب مصادر أهلية في المنطقة لـ«الوطن».
وشيعت محافظة حماة أمس بموكب رسمي وشعبي مهيب إلى مثاويها الأخيرة، جثامين الشهداء الذين ارتقوا الجمعة بالعدوان الإسرائيلي على مصياف، وذلك من مشفى مصياف الوطني.