موسم تاريخي لزيتون اللاذقية.. فهل تنخفض أسعار الزيت؟ …الإنتاج غير مسبوق والتوقعات 200 ألف طن

موسم تاريخي لزيتون اللاذقية.. فهل تنخفض أسعار الزيت؟ …الإنتاج غير مسبوق والتوقعات 200 ألف طن

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢

عبير سمير محمود
يستبشر مواطنون في اللاذقية من موسم الزيتون للعام الحالي مع ما تشهده الأشجار من حمل كبير لم يمر على البساتين الخضراء منذ عشرات السنين، متمنين أن ينعكس هذا الواقع على أسعار الزيت وفق مبدأ «العرض والطلب» الذي وكما يقولون «يتحكم بالسوق».
ورأى عدد من الفلاحين أن محصول الزيتون يشهد نقلة غير مسبوقة بعد عامين من كارثة الحرائق التي التهمت الأخضر واليابس على حد تعبيرهم، لافتين إلى أن الإنتاج لا علاقة له بالتسعير إذ إن المبيع متعلق بباقي المواد في السوق لتوازي القدرة الشرائية ومصروف الفلاح، والسؤال: هل يعقل أن نبيع الزيت بالرخص ونشتري باقي احتياجاتنا بالغلاء؟
في المقابل، يتساءل مواطنون عن سبب ارتفاع أسعار غالونات زيت الزيتون بشكل كبير مقارنة بسنوات سابقة، ليتراوح سعرها بين 200 – 275 ألف ليرة، وبدأت بالارتفاع منذ موسم الحرائق والذريعة كانت بأنه لا مواسم ولا إنتاج بسبب التهام النيران للأشجار وتأثيرها على باقي المحصول، قائلين: ما الحجة اليوم والأشجار مثقلة بالثمار ألا يجب أن تنخفض الأسعار مقارنة بحجم الإنتاج كما كان العكس عند انخفاض الإنتاجية وجنون التسعيرة في العامين الماضيين؟
تقديرات أولية
بالعودة إلى مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا فقد أكد لـ«الوطن»، أن محصول الزيتون هذا العام متميز بإنتاج يتجاوز 200 ألف طن كتقديرات أولية، وهو رقم لم يسجل منذ سنوات طويلة، إضافة إلى أن الحالة الصحية للمحصول ممتازة لغاية تاريخه.
وبيّن دوبا أن الإصابة بذبابة الفاكهة لا تزال متدنية إذ كان لموجة الحر التي أصابت المحافظة خلال الفترة الماضية، أثر إيجابي في المحصول بتوقف دورة حياة الذبابة، ما يتطلب الاهتمام من المزارعين وجميع المعنيين خلال الفترة المقبلة للحفاظ على محصول صحي حتى تجاوز المرحلة القامة وهي مرحلة حرجة وهامة جداً بالنسبة للزيتون.
وأضاف إن على الفلاحين التقيد بالإرشادات الخاصة بموسم الزيتون للحصول على زيتون جيد بدرجة إصابة متدنية لأن الإصابة تؤدي لتدني جودة المحصول، مشيراً إلى أهمية مراجعة الوحدات الإرشادية للوصول إلى إجراءات دقيقة الهدف منها هذا العام إنتاج زيتون مطابق للمواصفات عالي الجودة لإنتاج زيت عالي الجودة مرغوب تفتح له أسواق التصريف.
وذكر دوبا أن أهم نصيحة هي التقيد بمواعيد القطاف دون تأخير أو تبكير، وذلك حسب كل صنف وكل منطقة، إضافة للتقيد بتعليمات عصر الزيتون وتخزين الزيت بدءاً من عدم تكديس الزيتون وانتظار الدور بالمعاصر منعاً لحدوث تخمرات تؤثر في نوعية الزيت المنتج، وعدم استخدام أوعية بلاستيكية للتخزين وتعبئة الزيت حصراً بعبوات الصفيح المطلية باللكر الغذائي أو أوعية ستانليس ستيل أو كروم غذائي للحفاظ على المادة بشكل سليم.
وحول التوقعات بخصوص الأسعار، قال دوبا: إن الموسم مبشر ومن المتوقع أن يكون هناك فائض بالإنتاج وبالتالي قد يحصل انخفاض بالسعر، وفي الوقت نفسه نتمنى أن يبيع الفلاح بسعر جيد يناسبه.
موسم تاريخي
بدوره، أكد رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة اللاذقية عمران إبراهيم لـ»الوطن»، أن الإنتاج الأولي لمحصول الزيتون هذا الموسم يتوقع بنحو 210 آلاف طن، ما يعتبر إنتاجاً ممتازاً لم يسجل تاريخياً كإنتاج أولي للمحافظة.
وأوضح إبراهيم أن الظروف المناخية خلال الشتاء الماضي ساهمت بدور إيجابي بتحسين التحريض الزهري والعقد، إضافة لقلة الإصابة ببعض الآفات التي تؤثر في الأزهار والثمار وجميعها عوامل إيجابية بالنسبة للموسم.
وأشار إلى أن زراعة الزيتون في اللاذقية تعتبر الزراعة الأولى من حيث المساحة، وتمتد على 45 ألف هكتار، وعدد أشجار الزيتون يبلغ نحو 10 ملايين شجرة مثمرة، ويعتبر الصنف الأكثر انتشاراً صنف الخضيري بأكثر من80 بالمئة، ويليه صنف الدرملالي وأصناف مثل الخلخالي المنتشر بالحفة والصفراوي والدكراوي في جبلة.
ولفت رئيس دائرة الأشجار المثمرة إلى اعتماد عدد كبير من العائلات في اللاذقية على زراعة الزيتون إذ يعمل بها أكثر من 65 ألف أسرة بمختلف مراحل الخدمة والقطاف والعصر والعائدية.