كم أنفق خصوم سورية من المال لإشعال الحرب فيها وتغذيتها؟

كم أنفق خصوم سورية من المال لإشعال الحرب فيها وتغذيتها؟

أخبار سورية

الجمعة، ٢٦ أغسطس ٢٠٢٢

يقول أحد الحكماء: «أعطني المال الذي تم إنفاقه في كل الحروب وسوف أكسو كل طفل في العالم بملابس الملوك التي يفتخرون بها».
إذا أخذنا الحرب في سوريا نموذجاً، وسألنا: كم أنفق خصوم دمشق من المال لإشعال الحرب فيها وتغذيتها على مدى 11 عاماً؟ وماذا كان من الممكن أن يصنع هذا المال لو تم تسخيره في غير الحرب؟ يا ترى ما هي النتائج التي سنحصل عليها؟
2000 مليار دولار طلبها رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان لإسقاط نظام الحكم في دمشق.. قطر موّلت الاضطرابات في سوريا خلال أول عامين من الأحداث بـ 4 مليار دولار (المصدر: صحيفة فايننشال تايمز).
«البنتاغون» الأمريكي أنفق على تنفيذ برنامج تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية خلال عامي 2014 و2015 نحو 384 مليون دولار (المصدر: صحيفة «USA TODAY»).
عام 2016، كشفت البنتاغون عن برنامج تدريبي جديد لمقاتلي العشائر السورية قدّرت تكاليفه الأولية بحوالي 400 مليون دولار.
في الأعوام اللاحقة تم تخصيص أموال من ميزانية الدفاع الأمريكية لدعم «قسد» والفصائل التابعة لواشنطن في سوريا، تصل سنوياً إلى أكثر من 500 مليون دولار.. وهي مستمرة حتى اليوم.. أي وصل مجموعها وسطياً إلى نحو 3 مليار دولار.
بريطانيا هي الأخرى أنفقت نحو 477 مليون دولار منذ عام 2015 حتى 2021 لدعم مقاتلي المعارضة في سوريا، وفق تقرير استقصائي بريطاني.
موقع «جسور» المعارض كشف عن استلام الائتلاف المعارض منذ تأسيسه وحتى عام 2017 مبالغ مالية ضخمة، تُقدّر بحوالي (200) مليون دولار.
مؤتمرات المانحين جمعت منذ 2013 حتى اليوم أكثر من 60 مليار دولار تحت عنوان «دعم الشعب السوري»!.
كل الأرقام السابقة هي من الأرقام المعلنة، ومحددة ببعض سنوات الحرب، وما خفي أعظم.. فعلى سبيل المثال لم نستطع الوصول إلى ما أنفقته السعودية لتسليح المعارضة في سوريا، وخاصة برنامج «تيمبر سيكامور» السري بين الاستخبارات الأمريكية والسعودية
ففي عام 2013 ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن السعودية أصبحت أكبر مزود أسلحة لفصائل المعارضة.
وماذا عن تمويل غرف العمليات المشتركة – «الموك» في الأردن و«الموم» في تركيا، ورواتب ما يقارب 50 فصيلاً عسكرياً في جنوب وشمال سوريا.
يبدو الرقم الحقيقي لتغذية الصراع في سوريا هائل، ويصل لعشرات مليارات الدولارات.. والسؤال هو :
ماذا لو تم استثمار هذه الأموال لمكافحة الجوع في العالم؟
وفق حسابات الأمم المتحدة، ارتفع عدد الجياع في العالم إلى حوالي 828 مليون شخص عام 2021، من بينهم نحو 70 مليون جائع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يقوم برنامج الأغذية العالمي سنوياً بتوزيع ما يقرب من 15 مليار حصة غذائية بتكلفة تقديرية تصل إلى 0.31 دولاراً أمريكياً للحصة الواحدة، أي إن إطعام جياع العالم سنوياً يكلف نحو 5 مليار دولار!
هذا الرقم السنوي يعادل ما أنفق سنوياً لإشعال وتأجيج الحرب في سوريا وفق الأرقام المعلنة، وربما لا يعادل نصف أو ربع ما أنفق وفق الأرقام الحقيقية المخفية!
الرقم التقريبي 5 مليار دولار الذي أنفق سنوياً في الحرب السورية وفق الأرقام المعلنة يعادل أيضاً موازنة سوريا لعام 2022 التي بلغت 5,3 مليار دولار.
ماذا لو استخدمت هذه الأموال في تنمية سوريا بدلاً من تدميرها؟!