خامنئي يطمئن... وعين واشنطن على «هرمز»

خامنئي يطمئن... وعين واشنطن على «هرمز»

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٠ أغسطس ٢٠١٨

قدّم المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، جرعة تطمين للإيرانيين، من خلال تأكيده أن ليس هناك ما يثير القلق، تعليقاً على استئناف واشنطن العقوبات ضد طهران. وفي خطاب سابق نُشر مضمونه أمس، قال خامنئي مخاطِباً عدداً من النشطاء التقاهم: «يجب أن لا يقلقوا (المناصرون) على حالنا، إن أحداً لا يستطيع ارتكاب أي حماقة، فليكونوا على ثقة بذلك، لا يوجد أي شكّ في هذا الأمر. فلتخبروا الجميع بذلك». وبعد أيام على دخول الدفعة الأولى من الإجراءات العقابية الأميركية ضد إيران، لم تظهر مؤشرات على انعكاسات سلبية حتى الآن، في وقت سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً وصل إلى 0.3 في المئة.
ووسط الضغوط الأميركية على دول العالم للالتزام بالعقوبات، بدأت طهران حملة مضادة، قوامها التواصل مع الحلفاء والأصدقاء والشركاء الاقتصاديين، في خطوة تجلّي رغبة إيرانية في تثبيت قواعد مبكرة تحصّن الاقتصاد والتجارة بما يخفّف من وطأة الحظر الأميركي. وفيما انشغلت كل من بغداد وطهران بموقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، المؤكد التزام حكومته بالعقوبات الأميركية وردود الفعل على هذه التصريحات، تحرّكت الدبلوماسية الإيرانية باتجاه كل من أنقرة وموسكو. ووصل مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، إلى أنقرة، في زيارة على جدول أعمالها المعلن لقاء مع وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، والرئيس رجب طيب أردوغان، وتسليم الأخير رسالة تهنئة بفوزه بالانتخابات. ومن تركيا، أشار واعظي إلى أن من سمّاهم بـ«أعداء البلدين» يخطّطون لـ«المساس بالعلاقات الوثيقة، لكن بفضل وعي القيادة والشعبين الإيراني والتركي ستُمْنى هذه المخططات بالفشل قطعاً».
وفي ملفّ العقوبات، انضمت سويسرا إلى المندّدين بالعقوبات الأميركية. وأعربت الحكومة السويسرية، أمس، عن «أسفها» لما سمّته «الوضع المتدهور»، مُعيدةً التأكيد على دعم عمل الشركات السويسرية في إيران، ومواصلة روابطها «وفق ما تراه مناسباً لها». ولفت مسؤول حكومي إلى أن القرارات الأميركية في شأن العقوبات «لا تؤثر في الموقف القانوني لسويسرا في ما يتعلق بإيران»، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن العقوبات الجديدة قد تؤثر في الشركات السويسرية.
وعلى مقلب واشنطن، وضعت القوات الأميركية المناورات التي أجراها الحرس الثوري الإيراني في الخليج وعند مضيق هرمز، الأسبوع الماضي، في خانة «الرسالة». ورأى قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، جوزيف فوتيل، أنه «من الواضح جداً أنهم حاولوا أن يستخدموا تلك المناورات لكي يبعثوا لنا رسالة»، مضيفاً أن النظام الإيراني أراد أن يثبت أنه يمتلك قدرات عسكرية في مضيق هرمز الاستراتيجي. وبدت تعليقات الجنرال الأميركي نابعة من رصد أميركي دقيق للمناورات التي تفيد المعلومات بإجرائها بشكل ضخم وباستخدام أسلحة وقطع عسكرية متطورة، حيث أشار فوتيل إلى أن القوات الإيرانية تملك في هذه المنطقة ألغاماً وقوارب متفجرة وصواريخ دفاع ساحلي، فضلاً عن رادارات. لكنه، وفي الوقت نفسه، حذّر من أن القوات الأميركية «يَقِظة بشكل استثنائي.. ونحن نراقب أي تغيير»، مشدداً على أن «إحدى مهماتنا الرئيسة هي ضمان حرية الملاحة وحرية التبادلات التجارية، وسنواصل القيام بذلك في كل أنحاء المنطقة».