الحظر الأمريكي على نفط إيران.. فشل ترامب ورفض دولي متتال

الحظر الأمريكي على نفط إيران.. فشل ترامب ورفض دولي متتال

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٠ أغسطس ٢٠١٨

مع اقتراب موعد بدء التنفيذ للحظر الأمريكي على قطاع النفط الإيراني في شهر نوفمبر المقبل تتزايد التحذيرات حول تأثيره السلبي على اسعار النفط العالمية. حيث  حذّرت ​وكالة الطاقة الدولية​، في تقرير، من عودة المخاوف حيال العرض العالمي على ​النفط​، مع معاودة فرض الحظر الأميركي على ​إيران​.
وأشارت إلى أنّه "حين تعطي العقوبات النفطية على إيران مفعولها، ربّما بالاقتران مع مشكلات في الإنتاج في بلدان أخرى، قد يكون من الصعب للغاية الحفاظ على العرض العالمي"، لافتةً إلى أنّ "آفاق السوق قد تبدو عندها أقل هدوءًا بكثير ممّا هي عليه اليوم".
 
وكانت قد طلبت ​الولايات المتحدة الأميركية​ من جميع الدول، وقف وارداتها من النفط الإيراني بصورة تامة بحلول 4 تشرين الثاني إن أرادت تفادي العقوبات.
 
وذكرت الوكالة التي تشرف على سياسات الطاقة للدول الصناعية فى تقريرها الشهري، الذى نقله موقع "إنفيستينج" المعني بالشأن الاقتصادي العالمي، أنه مع بدء تطبيق الحظر النفطي ضد إيران في نوفمبر المقبل وربما مع مشكلات الإنتاج في أماكن أخرى، قد يكون الحفاظ على معدلات الإمداد العالمية صعبا للغاية وسيأتي على حساب الحفاظ على حصة احتياطية كافية."
 
وتلقى أسعار النفط العالمية دعما من النمو الكبير في معدلات الطلب، بجانب المخاوف من تراجع أحجام المعروض.
 
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بما يقارب 80 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2014، بسبب المخاوف بشأن نقص الإمدادات، لكنها تراجعت فى الأسابيع الأخيرة مع استعادة ليبيا لبعض إنتاجها المتوقف، وتلميح واشنطن إلى أنها قد تمنح المشترين الآسيويين للنفط الإيراني بعض الإعفاءات من العقوبات للعام المقبل.
 
ومع ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها لا تزال تسعى إلى إجبار مشترى النفط الإيراني على وقف عمليات الشراء بالكامل على المدى الطويل.
 
وإيران هى ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، حيث يبلغ إنتاجها حوالى 4 ملايين برميل يوميا أو 4 في المائة من الإمدادات العالمية.
 
فيما تعهدت السعودية، التي تشهد علاقتها مع طهران توترا هي الأخرى بالتدخل لمنع أي نقص في الإمدادات.
 
وتنتج السعودية حوالي 10.4 مليون برميل فى اليوم، ويمكنها نظريا رفع الإنتاج إلى أكثر من 12 مليون برميل فى اليوم، إلا أن مثل هذه الخطوة ستترك العالم بلا مخزون إحتياطيا لتفادى أى تعطل محتمل في الإمدادات في الدول المنتجة مثل ليبيا أو فنزويلا أو نيجيريا.
 
يأتي ذلك فيما تحذر وسائل اعلام صينية من أن حظر النفط الايراني سيشعل أسعار النفط.
 
وقدمت إذاعة الصين الدولية اليوم الجمعة تحليلاً عن توفير ايران لمتطلبات السوق العالمية للنفط مؤكدة ان حرمان العالم من هذا النفط سيؤدي الى إرتفاع سعره.
 
وشبّهت الاذاعه الصينية مواقف وسياسات ترامب بأنها حفرة فضائية قاتمة تمنع رؤية مستقبل الإقتصاد العالمي مستذكره بذلك بحظر النفط الايراني وافرازاته الدولية.
 
وأضاف التحليل المُذاع من الاذاعه الصينية بأن الحكومة الامريكية حذرت كل من يتعامل مع ايران تجارياً بالتخلي عن التجارة معها حيث وقعَت شركتا بيجو ورينو الفرنسي في هذا الفخ الامريكي.
 
ورأت بأن الحرب التي شنتها واشنطن اقتصادياً ستترك اثرا سلبياً على النمو الاقتصادي الدولي وعلى الولايات المتحده نفسها رغم مزاعم البعض بأنه سيعود بالنفع على اقتصادها.
 
كما أكد المحللون علي أن الإقتصادات العالمية باتت متقاربة وأية زيادة في التعريفات الجمركية من شأنها أن تزيد من أعباء التجارة الدولية محذرين صندوق النقد الدولي من تداعيات هذه القرارات.
 
وختاماً رأى المحللون ان السياسات الامريكية كالانسحاب من الإتفاق النووي وشن حروب اقتصادية والإنسحاب من معاهدة باريس جميعاً تدل على عدم إمكانية توقُّع القرار الأمريكي والثقة به.
 
يأتي ذلك فيما يؤكد مسؤول اقتصادي باكستاني أن الحظر الامريكي لن يترك اثرا هاماً على الاقتصاد الايراني.
 
قال رئيس اتحاد الثقافة والتجارة بين ايران وباكستان خواجه حبيب الرحمن: إنه ونظراً للتغيرات على الصعيد الدولي والعلاقات الطيبة بين طهران واسلام آباد فلن تشهد علاقاتهما تاثيراً سلبياً من جراء الحظر الأمريكي.
 
وفي كلمة ألقاها اليوم الجمعة بملتقى أعضاء إتحاد ثقافة وتجارة ايران وباكستان في مدينة لاهور أضاف حبيب الرحمن بأن الحالة الاقتصادية الايرانية ومقارنة بعام 2015 أي عام التوقيع على الاتفاق النووي، تحسنت فضلاً عن نية روسيا استثمار 50 مليار دولار في ايران.
 
كما لفت حبيب الرحمن الى دعم روسيا السياسي لايران وانضمام تركيا اليها مشيداً بالتعاون الاقتصادي بين إسلام آباد وطهران.
 
يأتي ذلك فيما تحث الدول الأوروبية شركاتها على مواصلة اعمالها مع إيران، حيث أبدت الحكومة السويسرية أسفها من الوضع "المتدهور" فيما يتعلق باجراءات الحظر الاقتصادي التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، لكنها أوصت الشركات السويسرية بمواصلة روابطها للأعمال مع الجمهورية الإسلامية وفق ما تراه مناسبا لها.
 
وقال فابيان مينفيش من سكرتارية الدولة للشؤون الاقتصادية في سويسرا "القرارات الأمريكية بشأن العقوبات لا تؤثر على الموقف القانوني لسويسرا فيما يتعلق بإيران".
 
لكنه أضاف أن اجراءات الحظر الاقتصادي الأمريكية الجديدة قد تؤثر على الشركات السويسرية التي لها علاقات أعمال مع إيران.
 
ومضى قائلا "تأسف سويسرا أن وضع العقوبات فيما يتعلق بإيران يتدهور مجددا."
 
وقال إن الحكومة الاتحادية السويسرية ستدافع عن المصالح الاقتصادية لسويسرا، لكنها لا يمكنها أن تملي على الشركات ردود أفعالها على المناخ الجديد، مضيفا أن "الحكومة السويسرية توصي الشركات بمواصلة روابطها التجارية مع إيران وفقا لما تراه ملائما لها".
 
وقالت نستله، ومقرها سويسرا، وهي أكبر شركة صناعات غذائية في العالم وتنتج حليب الأطفال المجفف والمياه المعبأة في إيران، يوم الثلاثاء إنها لا ترى أي تداعيات مباشرة من إعادة فرض اجراءات الحظر الأمريكية.
 
تركیا لن تلتزم بالحظر الامیركی ضد ایران أيضا
 
وفيما تمر علاقات أنقرة وواشنطن بأسوأ حالاتها اكد وزیر الخارجیة التركی مولود جاویش اوغلو بان بلاده سوف لن تلتزم بالحظر الامیركی ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
 
وقال اوغلو خلال استقباله المبعوث الخاص للرئیس الایرانی محمود واعظی، لقد اعلنا صراحة باننا سوف لن نلتزم بالحظر الامیركی ضد ایران.
 
ووصف وزیر الخارجیة التركی مواقف ایران تجاه مختلف القضایا ومنها الخروج الامیركی من الاتفاق النووی بانها جدیرة بالتقدیر.
 
ويبدو أن محاولات الإدارة الأمريكية لتصفير تصدير النفط الإيراني باءت بالفشل. حيث أبدت حلفاء واشنطن الأوروبيين رفضهم لهذه الخطوة التي جاءت بمباركة سعودية صهيونية والرفض لم يكن أوروبيا فحسب بل تعدى إلى الصين وتركيا الذي أعلن عن التزامه بعقود شراء النفط والغاز من إيران والهند الذي أعلنت عن ارتفاع استيرادها للنفط الإيراني بدل انخفاضها ما يعني فشلا ذريعا لإدارة ترامب ومستشاريه الصهاينة في فرض الحصار على الجمهورية الإسلامية في إيران.