ما هي خيارات تركيا أمام معضلة المقاتلين الأجانب في إدلب؟

ما هي خيارات تركيا أمام معضلة المقاتلين الأجانب في إدلب؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٦ أكتوبر ٢٠١٨

نضال حمادة
بعد التوقيع على اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا لإدارة الصراع في الشمال السوري وتحديدا في محافظة إدلب، تجد أنقرة نفسها أمام معضلة الصدام العسكري مع مجاميع مسلحة أتت بها من زوايا الارض الاربعة قبل سبع سنوات، ودربتها في معسكرات تابعة لحزب العدالة والتنمية ولحلف شمال الاطلسي في غازي عنتاب، ومن ثم أدخلتها الى سوريا لقتال الجيش السوري وإسقاط الرئيس السوري بشار الاسد الذي شكل إسقاطه هدفا استراتيجيا لتركيا ومن ورائها الغرب.
ولطالما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ بداية الحرب في سوريا وعليها أن هدفه يتلخص برحيل الرئيس السوري والنظام في سوريا، من هنا تبدو تركيا أمام أزمة حقيقية في معالجة ملف المسلحين الأجانب، فلا هي مستعدة لخوض معركة عسكرية ضدهم تسبب سقوط قتلى في صفوف الجيش التركي وتثير غضب الشارع في تركيا على حزب العدالة والتنمية، وليس لانقرة مصلحة في التفريط بورقة هؤلاء المسلحين وتركهم فريسة للطيران الروسي والجيش السوري، وليس لديها النية في جلبهم الى داخل تركيا وبالتالي تطرح تركيا عدة خيارات على المسلحين الاجانب وهي كما يلي:
١: من أراد من المسلحين الأجانب أن يعود إلى بلده فإن تركيا تعمل على ذلك ولكن لا تتحمل تبعات ما سيحدث له.
٢: من أراد منهم الخروج إلى تركيا والاستقرار فيها فله ذلك بشرط أن يستقر في أماكن محددة تختارها تركيا وتحت وصايتها، وهذا الامر يوجد اعتراض عليه حتى داخل حزب العدالة والتنمية فضلا عن رفض المعارضة لهذا الامر.
٣: من أراد من المسلحين الأجانب أن يذهب إلى أفغانستان التي تعد مركزاً لجذب الجهاديين فسوف تؤمن له تركيا هذا الامر، وقد خرجت بالفعل بعض المجموعات إلى أفغانستان عن طريق تركيا خلال العام الماضي وهذا العام.
٤ : من أراد من المسلحين الأجانب أن يذهب إلى بلد غير هذه البلدان فلن يسمح له بالتوجه إلا إلى السودان كونها لا مشكلة لدى الخرطوم في ذلك.
أما من يرفض هذه الخيارات من المسلحين الأجانب فسوف يكون أمامه خيارين:
أ: الإنتقال الى المنطقة الشرقية من أجل قتال المسلحين الأكراد وابتزاز امريكا حتى تطبيق اتفاق ما هناك مع أنقرة.
ب : سوف يتم حصر وجودهم في منطقة محددة ومن ثم سوف يشن عليهم عمل عسكري.
أو سيتم السماح لهم بالخروج الآمن إلى البادية شرق حماة حتى تتجنب تركيا الدخول معهم بمواجهة عسكرية وبذلك ترمي الكرة عند السوري وحلفائه كما تبحث أنقرة نقلهم جميعا إلى بلد آخر حسب تطورات الأحداث في الخليج والشرق الأوسط.
العهد