اتفاق «تآمر إستراتيجي» قطري فرنسي على دمشق وغيرها … إيران ولبنان تؤكدان على الحل السياسي في سورية

اتفاق «تآمر إستراتيجي» قطري فرنسي على دمشق وغيرها … إيران ولبنان تؤكدان على الحل السياسي في سورية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠١٩

أكدت إيران ولبنان أمس ضرورة إيجاد حل سياسي للازمة في سورية، وعودة المهجرين من الخارج، على حين وقعت قطر وفرنسا «اتفاقاً إستراتيجياً» وصفه مراقبون بأنه «تآمر إستراتيجي» ضد سورية وغيرها.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني جبران باسيل في بيروت، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن أي حل سياسي للأزمة في سورية يجب أن يتضمن احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها وخروج كل القوات الأجنبية التي دخلت دون إذن من الحكومة السورية، مؤكداً استمرار بلاده بتقديم الدعم لإيجاد حل يقرره السوريون بأنفسهم بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
وأضاف: «نحن كأطراف خارجية ينبغي أن نقوم بدور المسهل والمعبد للطريق الذي يساعد السوريين على أن يصلوا للحلول المرتجاة بأنفسهم»، ودعا إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم بعد أن هيأت الحكومة السورية الظروف الملائمة لذلك.
من جانبها، نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية عن باسيل، قوله في المؤتمر: «إننا متفقون معه على وجوب التسريع بالحل السياسي لسورية» معتبراً أن «مسار «أستانا» يهم لبنان من ناحية الاستقرار وتهيئة الأجواء لعودة النازحين».
وتعتبر إيران إحدى الدول الثلاث الراعية لمسار «أستانا» إلى جانب كل من روسيا وتركيا.
وأضاف باسيل: «ندعم لجنة تشكيل (مناقشة) الدستور السورية وكل الجهود التي تصب في عودة النازحين، فسورية أصبحت آمنة»، وأضاف: «سمعنا دعماً إيرانياً لتأمين العودة السريعة والآمنة للنازحين».
ومن المقرر أن تنعقد الخميس المقبل قمة لرعاة «أستانا» في مدينة سوتشي الروسية لبحث عدة ملفات تخص الأزمة السورية أهمها الانسحاب الأميركي من شرق الفرات و«اللجنة الدستورية».
وأكد باسيل: «إننا (لم يعرف إن كان قصده لبنان فقط أم لبنان وإيران) نرفض سياسة إبقاء النازحين رهائن للحل السياسي في سورية».
وأعلن باسيل أن بلاده ستتغيب عن مؤتمر «وارسو» الذي تنظمه الولايات المتحدة الأميركية غداً في بولندا لبحث القضية الفلسطينية مبيناً أن سبب التغيب هو حضور «إسرائيل»، ولأن لبنان بحسب قوله «يتبع سياسة النأي بالنفس».
وبهذا الخصوص ثمن ظريف عالياً الموقف اللبناني الرافض للمشاركة في المؤتمر وقال: إن «مشكلة المنطقة هي الخطر والتهديد الذي يمثله الكيان الصهيوني ويجب ألا نسمح للآخرين بأن يجعلوه في غياهب النسيان لمصلحة بدعة جديدة يريدون من خلالها أن يروجوا لأخطار وتهديدات وهمية وواهية».
وبيّن ظريف أن إيران كانت وستبقى مع الشعب اللبناني ومستعدة للتعاون مع لبنان في جميع المجالات لما فيه مصلحة البلدين والمنطقة مشيراً إلى أنه ليس هناك من قانون دولي يحظر على إيران ولبنان أو أي بلدين التعاون مع بعضهما البعض.
والتقى ظريف الرئيس اللبناني العماد ميشيال عون ونقل رسالة شفوية من الرئيس الإيراني حسن روحاني له جاء فيها: «ندعوك مرة أخرى لزيارة إيران، ونتمنى لك إدارة سلسة للبنان»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وقال الرئيس اللبناني، عقب اجتماعه مع ظريف: إن «لإيران دورها الخاص في المساعدة في تحقيق عودة اللاجئين» السوريين، وأضاف: «إن الحكومة (اللبنانية) الجديدة ستعطي هذه القضية اهتماما خاصا».
في مقابل ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني، قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بالدوحة: «وقعنا اتفاقية لإطلاق الحوار الإستراتيجي الشامل بين قطر وفرنسا يشمل كافة الجوانب»، على حين قال لودريان: إن «الحوار الإستراتيجي بين باريس والدوحة سيتناول قضايا ليبيا وسورية ودور إيران، والنزاع بين قطر وجيرانها في المنطقة».
ويرى مراقبون، أن ما اتفقت عليه فرنسا وقطر بعد سنوات من دعمهما الإرهاب في سورية هو «تآمر إستراتيجي» ضد سورية.
ولا تزال فرنسا وقطر مستمرتين بدعم الإرهاب في سورية، حيث أكدت مؤخراً منظمة «الخوذ البيضاء» التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي أن تمويلها من الولايات المتحدة وقطر وفرنسا وبريطانيا.