لماذا تستمر واشنطن في تقديم دعمها للخوذ البيضاء.؟

لماذا تستمر واشنطن في تقديم دعمها للخوذ البيضاء.؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٥ مارس ٢٠١٩

 التمويل الأمريكي لأنشطة المنظمات أو الجماعات الغير أمريكية لا سيما في الشرق الأوسط مسألة يكثر الجدل فيها، حيث يرى قسم كبير من المحللين والمتابعن العرب بأنها أداة واشنطن في خلق معارضات ضد أنظمة الحكم التي تريد تغييرها أو إنهاكها والضغط عليها.
لقد أعلنت واشنطن مراراً في مسلسل دعمها المالي للجماعات المعارضة في سورية مواقفاً مختلفة، فتارةً تعلن مبالغ دعم لبعض الجماعات، وتارةً أخرى تعلن وقفها، كبرنامج دعم المعارضة السورية عسكرياً ولوجستياً والذي أعلنه الأمريكيون قبل فترة، فيما لم تنقطع المساعدات الأمريكية لما تُعرف بمنظمة الخوذ البيضاء الناشطة في المناطق التي تتواجد بها المعارضة.
حيث أعلنت الولايات المتحدة عبر بيان لخارجيتها عن عزمها تخصيص 5 ملايين دولار لتمويل نشاط "الخوذ البيضاء" والآلية المستقلة الدولية للتحقيق في الجرائم في سوريا.
القرار الأمريكي الأخير أثار غضب السلطة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين، فموسكو على سبيل المثال تعتبر الخوذ البيضاء مجرد واجهة لأعمال استخباراتية تقوم بها دول معادية لها على الساحة السورية، وكذلك الحال بالنسبة لدمشق التي ترى فيها مجموعة مرتزقة تتم إدارتهم من قبل مندوبي المخابرات المركزية بحسب اعتقادهم.
فيما بقيت تلك المنظمة تحظى بتواجدها الميداني وهي لا تزال تحوز على الاهتمام المالي من قبل واشنطن أيضاً، يقول أحد المراقبين بأن الأمريكي يعول كثيراً عليها من أجل تحريك ملف السلاح الكيماوي كل ما دعت الحاجة ضد دمشق وإحراج موسكو في ذلك أمام المجتمع الدولي.
بدوره يقول أحد المراقبين السوريين الموالين للسلطة بأن الخوذ البيضاء مشكوك بانتمائها والأدوار التي تقوم بها في مجال الحرب النفسية المعادية لسورية من خلال فبركة الكثير من المشاهد والقصص التي تتحول لاحقاً إلى مواد تستند إليها قوى غربية في استصدار عقوبات وقرارات معادية لسورية وشعبها "وفق قوله".
لماذا أعلنت واشنطن حالياً عن تقديم تلك الملايين للمنظمة؟ يسأل بعض المراقبين، ليجيبوا في ذات الوقت بأنه يمكن أن تكون لدى واشنطن خطة جديدة من أجل تحريك ملف الكيماوي بالتزامن مع مفاوضات الحل السياسي الذي تتم هندسته على مائدة الثلاثي الروسي ـ الإيراني ـ التركي بتنسيق مع دمشق عبر حلفائها، بمعنى آخر خلط الأوراق ووضع العصي في دولاب الحل هو ما تريده واشنطن حالياً وفقاً لهؤلاء.
المرحلة القادمة ستحمل تصعيداً كبيراً من قبل واشنطن على الساحة الدولية بما يخص الملف السوري، والأداة هي الخوذ البيضاء، وهذا أيضاً بالتزامن مع حراك درعا، ومايجري من قصف سوري ـ روسي لمواقع المعارضة والنصرة في ريفي ادلب وحماة وكذلك ريف اللاذقية الشمالي بحسب أحد المحللين.