العراق يتخذ إجراءات احترازية في ظل تأزم الوضع بين إيران وأمريكا

العراق يتخذ إجراءات احترازية في ظل تأزم الوضع بين إيران وأمريكا

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٢ مايو ٢٠١٩

قال الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي، إن هناك وساطات من عده دول للحيلولة دون وقوع حرب بين واشنطن وطهران ومنها العراق، وخاصة بعد زيارة بومبيو التي حمل فيها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي رسائل بأنهم لا يريدون حربا وأن يكون العراق طرفا في المواجهة .
 
وأضاف أفقهي لـ "سبوتنيك" إن هناك تصريح غريب من السفير الأمريكي الجديد في العراق بأن العراق سيكون حطبا للمواجهة بين واشنطن وطهران، باعتبار أن العراق سيكون الضحية لو تم الهجوم من العراق على إيران، ما يدل على أن أمريكا تريد جر العراق إلى آتون الحرب، موضحا أن الشعب والبرلمان العراقي يقفان ضد هذه المحاولات.
تحسبا لإغلاق مضيق هرمز أعلن رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، أمس الثلاثاء، عن وضع بدائل استراتيجية في حال إغلاق المضيق. بحسب "السومرية نيوز".
 
وأضاف عبد المهدي، إن "العراق وسط العاصفة بين الولايات المتحدة  وإيران"، مؤكدا أن "هناك اطرافاً لها مصلحة بتأجيج الوضع داخل المنطقة".
 
قال الكاتب والسياسي الدكتور دياري الفيلي لـ "سبوتنيك"، "إن السيد عادل عبد المهدي بدأ يدرك حقيقة هذا التصور، وصار يتحرك في مسارين متوازيين، الأول يبدأ من نقطة التعويل على فكرة إمكانية أن يطرح العراق مشروعا للتقريب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، والمسار الآخر يكمن في الاستعداد لإمكانية زيادة التوتر بين واشنطن وطهران، على اعتبار أن العراق سيكون الساحة الأكثر تأثرا جراء حدة الاشتباك بين الطرفين، خاصة إذا ما علمنا أن رئيس الوزراء العراقي بدأ يرسل رسائل واضحة المعالم مفادها أن هناك قوى على الأرض العراقية، تعمل لمصلحة لإيران، وقد تقوم بخطوات غير مدروسة وانفعالية، تساهم في تأجيج المشكلة وتدفع بالجانب الأمريكي في اتخاذ خطوات عسكرية".
 
وأضاف الفيلي، إن "العراق لا يملك خيارات كثيرة، ولابد له من القيام بخطوة سياسية تلعب الدور الكبير في إضفاء نوع من المسؤولية تجاه ما يحدث، كون من مصلحة العراق التحرك وبخطوات متسارعة، وعليه تفعيل مبادرات دبلوماسية، لا أن يتحول إلى ساعي بريد بين الولايات المتحدة وإيران، ونقطة الأشكال الحقيقية تكمن في الدور الذي يتوجب على العراق أن يقوم به، فهل هناك فعلا استراتيجية واضحة المعالم ومتفق عليها بين القوى السياسية العراقية؟ هل عندنا مشروع يشكل رؤية انطلاق لإجماع وطني يستطيع من خلاله رئيس الوزراء العراقي وحكومته ممارسة دور الوساطة بين هاتين القوتين المؤثرتين على المشهد السياسي العراقي".
في حين قال عضو مجلس النواب العراقي، رائد فهمي لـ "سبوتنيك" ، إن "رئيس الوزراء العراقي يسعى في أقرب وقت لإرسال وفد لإيران والولايات المتحدة لتهدئة الأزمة المحتدمة بينهما"، موضحا أن "إيران أسهل في إرسال وفد عراقي أكثر من الولايات المتحدة التي يتطلب اتفاقا مع السلطات الأمريكية".
 
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني محمد حسين البحراني لـ "سبوتنيك"  إن "العراق يتمتع بعلاقات ودية مع الطرفين إيران والولايات المتحدة، بالإضافة الى علاقات طيبة مع السعودية لذلك فهو مؤهل للوساطة وهذا ما جاء علي لسان رئيس الوزراء العراقي  عادل عبد المهدي الذي اكد أن الجانبين الأمريكي والإيراني لا يسعيان للحرب".
 
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد إيران بأن الحرب تعني نهايتها، وذلك في ظل تصاعد التوتر بين البلدين في منطقة الخليج.
 
وكتب ترامب على "تويتر": "إذا أرادت إيران الحرب، ستكون تلك الحرب هي النهاية الرسمية لها". وتابع: "لا تهددوا الولايات المتحدة الأمريكية مجددا".
 
ووصلت حاملة الطائرات الأمريكية "أبراهام لنكولن" إلى بحر العرب في طريقها إلى الخليج، على خلفية التصعيد الأخيرة بين أمريكا وإيران، التي هددت بإغلاق مضيق هرمز.
 
وتستعد إيران لحماية سواحلها وفرض وجودها في مياه الخليج بقوة بحرية تضم زوارق سريعة وغواصات خفيفة، يمكنها العمل في المياه الضحلة، وتنفيذ هجمات سريعة، مقارنة بقدرة محدودة لحاملة الطائرات الأمريكية في تلك المياه.