على أوروبا ان تُنزل ترامب من أعلى الشجرة

على أوروبا ان تُنزل ترامب من أعلى الشجرة

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٢ يونيو ٢٠١٩

سنتجاوز الحديث عن الاسباب التي كانت وراء تراجع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، عن قرار توجيه ضربة لايران ردا على اسقاط ايران طائرة التجسس الامريكية المتطورة في الاجواء الايرانية عند مضيق هرمز، لاننا ببساطة نشكك بوجود مثل هذا القرار اصلا، وسنسلط بالمقابل الضوء على وضع ترامب بعد حادث اسقاط الطائرة.
ببساطة شديدة نقول، ان الامريكيين، ساسة وعسكر، وفي مقدمتهم ترامب، باتوا متيقنين، ان ايران سترد لا محالة على اي عدوان يمكن ان تتعرض له، وبالتالي ليس في مصلحتهم، وترامب اولا، الدخول في حرب مع ايران، ليس بامكانهم حسم نتائجها، والتي قد تنسف كل حظوظ رئيسهم في البقاء في البيت الابيض لولاية ثانية.
ليس هناك من شك ان ترامب يمر في ظروف صعبه جدا، فهو في غاية الاحراج، فالرجل لم يتوقع ان تُقدم ايران على اسقاط طائرة التجسس الامريكية في مثل هذه الظروف الحساسة، فهذا آخر ما كان يتوقعه، فترامب كان "مقتنعا"، ان ايران لن تجرؤ على التعرض لاي هدف امريكي، بعد كل هذا التحشيد العسكري الامريكي غيرالمسبوق في المنطقة.
"اقتناع" ترامب هذا يعود الى تصديقه الساذج بما وصل اليه من "الفريق باء" عن ايران، فقد نفذ وبشكل اعمى، سياسة هذا الفريق، الذي يرى في فرض حظر خانق وتجويعي على الشعب الايراني، مصحوبا بتهديدات عسكرية في غاية الجدية، كفيل بدفع ايران للاستسلام والرضوخ امام امريكا، دون ان يكون مضطرا للدخول معها في حرب.
ترامب وبإعتماده السياسة القائمة على التهديد العسكري والحظر في حدوده القصوي، ضد ايران، منذ اليوم الاول لدخوله الى البيت الابيض، حطم جميع الجسور الدبلوماسية التي كانت ستحفظ له تراجعا مشرفا، عن مواقفه المتطرفة ازاء ايران.
ايران لم تُسقط هيبة التكنولوجيا الامريكية، وقبلها هيبة امريكا نفسها، بصاروخ من صنع محلي فحسب، بل اسقطت سياسة فرض الحظر التجويعي على الشعب الايراني، فليست ايران من تتحمل الارهاب الاقتصادي الامريكي، الذي يطال حتى الغذاء والدواء، وتقف ساكتة، فعلى ترامب وكل من حرضه على التعامل مع ايران بطريقة الكابوي، ان يدركوا جيدا ان الالم الذي يحاولون تحميله على الشعب الايراني سيصيبهم لا محالة.
تبرز اليوم مسؤولية اوروبا اكثر من اي وقت اخر، لإنزال ترامب من اعلى الشجرة، عبر اقناعه السماح لها بتفعيل آلية التبادل التجاري مع ايران، بهدف التخفيف عن الارهاب الاقتصادي الذي تفرضه امريكا على الشعب الايراني، وهو ما يمكن ان يساهم في ايجاد مخرج لترامب من الورطة التي دفعه اليها "الفريق باء"، ويحول دون ان تقدم ايران على خطوات، لن تخطر ببال ترامب ولا من يتلاعب به.
ماجد حاتمي/ العالم