الأزمة الإيطالية تنتظر الحل: حكومة ائتلافية أو رئاسية تدعو إلى انتخابات مبكرة

الأزمة الإيطالية تنتظر الحل: حكومة ائتلافية أو رئاسية تدعو إلى انتخابات مبكرة

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٢ أغسطس ٢٠١٩

غداة إعلان رئيس الوزراء الإيطالي استقالته، سعى الرئيس سيرجيو ماتاريلا إلى تسريع تأليف حكومة جديدة، تفادياً لتفاقم الأزمة. وإذا لم يتمكّن من ذلك عبر المشاورات، يُطرح حلّان وهما: تأليف حكومة تقنيين أو حكومة رئاسية تدعو إلى انتخابات مبكرة
 
باشر رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجيو ماتاريلا من مقره في قصر كيرينالي، أمس، المشاورات مع القوى السياسية كافة، ومن ضمنها يسار الوسط، لتلقّي مقترحاتها بشأن تشكيل ائتلاف حاكم جديد، مع السعي إلى تفادي عقد انتخابات مبكرة في الخريف مهما كلف الأمر.
ويريد رئيس الجمهورية، الذي يمتلك بموجب النظام البرلماني الإيطالي مفاتيح حلّ الأزمات الحكومية، المسارعة في حلّ هذه الأزمة، بعد استقالة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، أول من أمس، وفق الصحافيين المختصين في شؤون الرئاسة الإيطالية المعروفة بتكتمها.
وأوضح الصحافي من صحيفة «لاستامبا»، والمتابع للشؤون الرئاسية، أوغو ماغري، أن «ماتاريلا لن يضيع الوقت ولن يسمح خصوصاً بأن يقوم الآخرون بتضييعه. سيطلب الوضوح والإيجاز من أجل تفادي مناورات المماطلة». وأشار إلى أن المشاورات بدأت أمس، ويفترض أن تنتهي مساء اليوم. وفي السياق، استقبل الرئيس رئيسَي مجلس الشيوخ والبرلمان، لتليهما الكتل البرلمانية كافة. وتنتهي المشاورات بلقاء مع حركة «خمس نجوم»، التي حقّقت الغالبية (32%) في الانتخابات البرلمانية في عام 2018.
من جهته، أعلن زعيم حزب «الرابطة» اليميني المتطرّف ماتيو سالفيني، أنه يريد أن يطلب من الرئيس «سلوك الطريق المباشر» نحو الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة، مدفوعاً بنسبة تأييد حصل عليها أخيراً، وبحماية «قلب مريم العذراء الطاهر»، على حدّ تعبيره. ورغم تقدمه في استطلاعات الرأي بنسبة تأييد تتراوح بين 36 و38%، مقابل 15 إلى 16% لحركة «خمس نجوم»، لا يملك سالفيني سوى نسبة 17% من مقاعد البرلمان.
 
بدأت الأزمة في 8 آب/ أغسطس مع انسحاب سالفيني من الائتلاف الحكومي
 
وبدأت الأزمة في إيطاليا، في 8 آب/أغسطس، مع انسحاب سالفيني من الائتلاف الحكومي، بعد 14 شهراً من تشكيله مع حركة «خمس نجوم» التي اتّهمها بمعارضة كل مقترحاته، وطالب حينها بإجراء انتخابات برلمانية مباشرةً. ومن بين سلسلة خيارات يمكن لرئيس الجمهورية اللجوء إليها، الدعوة إلى انتخابات مبكرة كملاذ أخير، إذا تعذّر تحقيق غالبية ضرورية لتشكيل ائتلاف جديد. لكن ماتاريلا متردّد بهذا الشأن، في الوقت الذي تعاني فيه إيطاليا ــ ثالث اقتصاد في الاتحاد الأوروبي ــ من صعوبات اقتصادية وديون، وعليها أن تقدم مشروع موازنتها لعام 2020 إلى المفوضية الأوروبية، بالتزامن مع الموعد المحتمل لتلك الانتخابات في الخريف.
وكان «الحزب الديموقراطي» (يسار الوسط)، قد أعلن على لسان رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي عن استعداده دراسة فكرة التحالف مع حركة «خمس نجوم» لتشكيل حكومة «مؤسساتية» يقودها من جديد كونتي. لكن هذه الفكرة لا تحظى بتأييد في أوساط الحزب الديموقراطي. ويقول محلّلون إن ماتاريلا يمكن أن يمنح تأجيلاً موجزاً حتى الأسبوع المقبل لطرح الحل، إذا رأى أن هناك احتمالاً لإجراء تحالف غالبية جديد.
كذلك، يرى محلّلون آخرون أن رئيس الوزراء، الذي وصفه زعيم حركة «خمس نجوم» لويجي دي مايو بـ«خادم الأمة الذي لا يمكن لإيطاليا الاستغناء عنه»، قد خرج أقوى من هذه الأزمة. وقال رينزي إنه يأمل «أن تفتح صفحة جديدة لإيطاليا». ويعتبر أن «اتفاقاً بين حركة خمس نجوم والحزب الديموقراطي قد يكون حلاً»، رغم عداوتهما السابقة.
لكن هذه الفكرة لا تحظى بتأييد في أوساط «الحزب الديموقراطي»، الذي أبدى رئيسه نيكولا زينغاريتي تردداً بشأن حكومة ثانية برئاسة كونتي، على اعتبار أن حكومته الأولى قدمت تنازلات بشأن تشديدات أمنية دفع نحوها سالفيني عندما كان في الحكومة. أما العائق الآخر فهو خشية حركة «خمس نجوم» من ماتيو رينزي، الذي يمكن أن يغتنم الفرصة للسعي إلى تولي رئاسة «الحزب الديموقراطي» من جديد.
وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، يبقى أمام ماتاريلا خياران، الأول حكومة تقنيين بهدف اعتماد الموازنة والتحضير لانتخابات في ربيع 2020، أو حكومة «رئاسية» تكون مهمتها الوحيدة تنظيم انتخابات مبكرة في تشرين الأول/أكتوبر.