ترامب يحشد معسكره استعداداً للتصدي لمحاولات عزله

ترامب يحشد معسكره استعداداً للتصدي لمحاولات عزله

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٩

يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية، خطر عزله، وفق آلية لم يسبق للكونغرس أن استخدمها في تاريخ الولايات المتحدة إلا ضد اثنين من أسلافه. وإن كانت فرص عزله تبقى ضئيلة في ظل الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، إلا أن الخطر يبقى جسيماً إلى حد يتطلب منه تعبئة مؤيديه. قال: «إننا في حرب» في شريط فيديو حصلت عليه وكالة «بلومبرغ» في أثناء اجتماعه، الخميس، مع دبلوماسيين من البعثة الأميركيّة لدى الأمم المتّحدة. وكان قد دعا الجمهوريين، الخميس، على «تويتر» إلى «القتال»، مضيفاً بحروف كبيرة «مستقبل بلدنا على المحكّ».
 
ويستعد ترامب لخوض أشرس معاركه في البيت الأبيض حتى الآن. وشن الرئيس (73 عاماً) هجوماً مضاداً شرساً، معوّلاً على حلفائه الجمهوريين ووسائل الإعلام المؤيدة له وحسابه على «تويتر»، على أمل نقل مركز الاهتمام منه إلى خصمه جو بايدن.
ويواجه الرئيس أزمة خطيرة بسبب مكالمة هاتفية أجراها خلال الصيف مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، طلب منه خلالها التحقيق حول جون بايدن، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس السابق هو المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً لهزيمة الرئيس في انتخابات 2020.
ويرى الديمقراطيون في هذا الاتصال «سوء استخدام للسلطة» على قدر من الخطورة يبرر الشروع بآلية عزل لا تُستخدم إلا في حالات نادرة جداً. وقالت رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي، إنّ «تصرّفات الرئيس واضحة بشكل مقنع، وهذا لا يمنحنا أي خيار سوى المضي قدماً». وتابعت: «هذا الأمر يتعلّق بالأمن القومي لبلدنا: إنّ رئيس الولايات المتحدة حنث بالقسم، ما من شأنه أن يُعرّض أمننا القومي للخطر، كما يعرّض سلامة انتخاباتنا للخطر». وقالت في مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي»: «سيستغرقون الوقت الذي يلزمهم ولن يكون الجدول الزمني هو الحكم. لكن (…) ليس ضروريّاً أن يستمرّ ذلك طويلاً».
ويقول بعض المراقبين إن دفاع ترامب يقوم على ثلاثة عناصر: تأكيد براءته، وطرح نفسه في موقع الضحية، وتوجيه التهمة إلى جو بايدن. ويردد ترامب منذ أسبوع أن اتصاله بزيلينسكي كان «خالياً من أي شوائب» و«قانونياً تماماً» و«عادياً». وكتب ترمب في سلسلة تغريدات، الجمعة، أنّ هذا الاتّصال كان «مثاليّاً» و«قانونيّاً تماماً»، «ليس ممكناً أن يكون أكثر شرفاً». وهاجمَ الديمقراطيين («الحزب الذي لا يفعل شيئاً») والصحافيين («التافهين») والمخبر الذي أبلغ عن المخالفات («عميل حزب؟»).
وأرسل البيت الأبيض بالخطأ إلى ديمقراطيين، الأربعاء، «عناصر تواصل» أُعدت لمساعدة الجمهوريين في الكونغرس في الدفاع عن الرئيس. وتشدد الوثيقة على أن الرئيس «لم يقدم أي مقابل» لنظيره الأوكراني.
يبدو أنّ الديمقراطيين الآن باتوا قادرين على حشد الغالبيّة التي يحتاجون إليها للتصويت من خلال اقتراح العزل في مجلس النواب ما يمهّد الطريق لمحاكمة محتملة للرئيس أمام مجلس الشيوخ الذي يُسيطر عليه الجمهوريّون.