العدو «يُبعد» جثمان أبو دياك في منتصف الليل

العدو «يُبعد» جثمان أبو دياك في منتصف الليل

أخبار عربية ودولية

السبت، ٧ ديسمبر ٢٠١٩

العدو «يُبعد» جثمان أبو دياك في منتصف الليل

وحيداً غريباً وصل الأسير سامي أبو دياك (1983 ــــ 2019) جثّة باردة إلى الأردن بعد عشرة أيام من استشهاده. قرّر العدو الإسرائيلي «الساعة الصفر» وأوصل جثمان الشهيد إلى أحد المعابر الثلاثة بين الأردن والأرض المحتلة، من بعد منتصف ليل الخميس ــــ الجمعة، كعادته في تسليم جثامين الشهداء تحت جنح الليل. جاء أبو دياك داخل كيس أسود، في تمييز واضح بين جثث الفلسطينيين والإسرائيليين، ليُنقل إلى مستشفى مدينة الحسين الطبية العسكرية.
 
الخارجية الأردنية ذكرت الخبر مع الإشارة إلى الشهيد بكلمة «المرحوم» من دون ذكر أي كلمة متعلقة بالاحتلال في إعلانها على لسان المتحدث باسم الوزارة ضيف الله الفايز، مع لفتة قصيرة إلى أن وصول الجثمان لدفنه جاء «بناءً على رغبة ذويه»، في الوقت الذي قال فيه شقيق الشهيد إلى «الأخبار» إنهم ناشدوا الجهات الرسمية بتسهيل نقل الجثمان إلى فلسطين لدفنه في قريته، سيلة الظهر جنوب غرب جنين (شمالي الضفة المحتلة). لكن هذا الطلب شبه مستحيل، لأن الإفراج عن جثمان الشهيد جاء بصفته حاملاً للجنسية الأردنية وليس بصفته فلسطينياً، وإلا لكان بقي في ثلاجات «مشرحة أبو كبير» الصهيونية حيث يقبع 51 شهيداً منذ نيسان/أبريل 2016، منهم أربعة أسرى استُشهدوا ولم يُسلموا إلى ذويهم حتى اللحظة.
عائلة أبو دياك، المحكوم منذ عام 2002 بثلاثة مؤبّدات و30 عاماً، كانت على علم بالتسليم، لكنّ أحداً لم يخبرهم أي ساعة بالضبط. فتحركت الأسرة من سيلة الظهر في الأرض المحتلة إلى المملكة بعد تأكيد الخارجية الأردنية استلام الجثمان، لتصل في حدود الثانية من عصر أمس إلى المستشفى وتلتقي ابنها أخيراً في أيام كانون الماطرة في عمّان. أما بقية العائلة الموجودة في عمّان وإربد، فوصلت قبيل أذان الجمعة، مع غياب واضح لحضور شعبي أو حزبي في المستشفى الذي احتضن الشهيد في ثلاجاته.
جراء ذلك، قررت العائلة أن يكون الدفن اليوم بعد صلاة العصر من مسجد سحاب الكبير إلى مقبرة سحاب بعد إرباك لساعات بسبب طريقة التسليم من الجهات الإسرائيلية. وكانت عائلة أبو دياك قد كشفت عن حمل ابنها للجنسية الأردنية حين توجهت إلى المملكة للطلب من السلطات الضغط على الجانب الإسرائيلي للإفراج عنه في آخر أيامه قبل أن يُستشهد. ويأتي الإفراج و«الإبعاد» لجثمان الشهيد في الوقت الذي تشهد العلاقات الأردنية ــــ الإسرائيلية تطورات غير مفهومة، فهناك ارتباك وتصادم في أكثر من ملف، منها الوصاية الهاشمية والقدس، وحتى مسألة «ضمّ الأغوار»، مع أن عمّان على موعد لاستقبال الغاز الإسرائيلي وفق اتفاقية الغاز مع شركة Noble Energy الأميركية. وهناك حديث وفق الإعلام المحلي عن رفع اللجنة الاقتصادية في رئاسة الوزراء توصياتها بمناقشة المشروع المشترك بين عمان وتل أبيب، الذي تعود فكرته إلى عام 1998.