"اسرائيل" والجولان والإجماع العالمي على تسليمها لسورية

"اسرائيل" والجولان والإجماع العالمي على تسليمها لسورية

أخبار عربية ودولية

السبت، ٧ ديسمبر ٢٠١٩

 لطالما كانت هضبة الجولان نقطة فاصلة في تاريخ الصراع السوري - الاسرائيلي، على اعتبار انها أرض سورية باعتراف العالم أجمع ومع ذلك ترفض اسرائيل أن تسلمها لسوريا، نظراً لأهميتها الاستراتيجية، حيث تطل الهضبة على سوريا وعلى الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومن يسيطر على هذه الهضبة يكسب الكثير من نقاط القوة في أي حرب قد تحدث في المستقبل.
قبل أيام تبنّت الأمم المتحدة قراراً يطالب "إسرائيل" بالانسحاب من الجولان المحتل ويطالب القرار "إسرائيل" بمغادرة كل الأراضي السورية المحتلة في الجولان حتى خط الرابع من يونيو 1967، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي. واعتبرت الجمعية العامة قرار "إسرائيل" الصادر في 14 كانون الأول/ديسمبر 1981، الذي بسطت به حكمها وفرضت قوانينها في الجولان المحتل، باطلاً ولاغياً.
وصوّتت 91 دولة لمصلحة هذا القرار، فيما رفضه 9 أعضاء، وامتنع 65 عضواً عن التصويت.
من جانبه، شدد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة لؤي فلوح، على أن "حق سوريا السيادي على الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 لا يخضع للتفاوض أو التنازل، ولا يمكن أبداً أن يسقط بالتقادم".
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول خلط الأوراق فيما يخص ملف الجولان، واعترف في آذار الماضي بسيادة "الكيان الاسرائيلي" على الجولان، ظناً منه ان بقية الدول ستحذو حذوه في هذا الاتجاه، إلا أن الاتحاد الأوروبي والدول العربية وسوريا أعلنوا رفضهم حينها للاعتراف الأمريكي بشأن مرتفعات الجولان، بينما اعتبرته أحزاب إسرائيلية تدخّلاً لمصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة.
أهمية الجولان
تتمتع هضبة الجولان بأهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى سوريا و"إسرائيل"، ومن يسيطر عسكرياً عليها يمكنه أن يصل إلى أي مكان في الدولتين، حتى بأبسط الأسلحة التقليدية.
والجولان هضبة تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية، فهي أرض زراعية خصبة، تنتشر فيها زراعة التفاح بكثرة، ومعظم اهالي الجولان من الطائفة الدرزية الذين يتمسكون بهوية الجولان السورية ويرفضون الجنسية الإسرائيلية.
وحالياً، يوجد في الجولان أكثر من 30 مستوطنة يهودية يقيم فيها حوالي 20 ألف مستوطن، كما يوجد حوالي 20 ألف سوري في المنطقة، معظمهم من الطائفة الدرزية.
وبالنسبة إلى "إسرائيل" تعتبر المرتفعات موقعاً ممتازاً لمراقبة التحركات السورية، كما أن تضاريسها تشكل عازلاً طبيعياً ضد أي قوة دفع عسكرية من سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هضبة الجولان، تعدّ مصدراً رئيساً للمياه لمنطقة قاحلة، إذ تتساقط مياه الأمطار من مرتفعات الجولان في نهر الأردن، وتوفر المنطقة ثلث إمدادات المياه الإسرائيلية.
الجولان في مفاوضات السلام
بعد مؤتمر مدريد للسلام، في العام 1991، دخلت المفاوضات السورية الإسرائيلية مرحلة متقدمة، خصوصاً في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين.
وحققت المفاوضات تقدماً ملحوظاً في شهر أغسطس 1992، بعدما وافق الإسرائيليون على اعتبار القرار 242 ينطبق على المسار السوري، وبدأ المفاوضون الإسرائيليون يتحدثون عن "انسحاب من مرتفعات الجولان".
وبعد التقدم المثير في المفاوضات، وصل المفاوضون إلى مسألة مهمة تمثّلت في هل يكون الانسحاب حتى حدود السابع من يونيو 1967 أم حسب الحدود الدولية.
وبالنسبة إلى سوريا، كان الانسحاب حتى حدود يونيو 1967 هو المطلوب، فهذا الشرط يمنح سوريا إمكانية الوصول إلى الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا.
وبعد تعطّل للمفاوضات، تسلم إيهود باراك رئاسة وزراء إسرائيل، أعيد فتح قنوات التفاوض، لكنها عادت وتعطلت مرة ثانية بسبب رفض باراك "ترسيم حدود يونيو 67".
الموقف السوري من طبريا
بموجب الحدود الدولية التي تم رسمها في العام 1923، تقع الحدود السورية على بعد 10 أمتار من الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا، غير أن اتفاقية ترسيم الحدود منحت سوريا الحق في استغلال بالحيرة في مجالي الملاحة والصيد.
وظلت سوريا تمارس هذا الحق حتى الرابع من يونيو1967 عندما أنهت سيطرة إسرائيل على الجولان السيطرة السورية على هذا الجزء من بحيرة طبريا.
ومن هنا جاء إصرار سوريا في المفاوضات السلمية على انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان إلى خطوط الرابع من يونيو 1967، غير أن الموقف الإسرائيلي هو أن الحدود الدولية لعام 1923، هو خارج الخلاف بشأن الجولان وترفض إمكانية الانسحاب إلى خط غربي هذه الحدود.
الدروز يرفضون قرار ترامب
بعد أن أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب أن الجولان "اسرائيلية"، رفض أهالي الجولان الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وتظاهر السكان في الجولان مشددين على أن هوية الجولان سورية.
وشهدت بلدة مجدل شمس، المطلة على خط الهدنة الفاصل بين سوريا وإسرائيل، احتجاجات شملت جميع سكان البلدة، ورفعوا الأعلام الدرزية والسورية وصوراً للرئيس السوري بشار الأسد.
كما رفعوا لافتات كتب عليها بالعربية "الجولان سوري رغم أنف الأعداء" و"نحن من يقرّر هوية الجولان"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأسوشيتد برس.
ما هي مرتفعات الجولان؟
تعتبر مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل خلال حرب يونيو1967، منطقة استراتيجية وتطلّ على شمالي فلسطين التاريخية ومناطق في الأردن ولبنان، كما أنها لا تبعد كثيراً عن العاصمة السورية دمشق.
وتقدر مساحة مرتفعات الجولان بحوالي 1800 كيلومتر مربع، يخضع ثلثاها للسيطرة الإسرائيلية.
ومرتفعات الجولان عبارة عن هضبة صخرية تطل على المستوطنات والمدن الإسرائيلية في الشمال الغربي، ولذلك فقد كان تحت في متناول الأسلحة السورية.
وباحتلال إسرائيل لها أصبح الجيش الإسرائيلي مسيطراً على كل الأماكن التي تطل عليها الهضبة، وصولاً إلى دمشق التي تبعد عنها 60 كيلومتراً فقط.
وتعتبر الهضبة أرضا زراعية خصبة، كما أنها مورداً مهماً من موارد المياه في المنطقة التي تعاني أصلاً شحا كبيرا في المياه.
 إسرائيل تعلن ضم الجولان
احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان خلال حرب يونيو 1967، إلى جانب احتلالها لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
وفي العام 1981، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن ضم إسرائيل رسمياً للجولان.
هذه الخطوة الإسرائيلية بضم الجولان لم تعترف بها أي دولة في العالم، ولا حتى أمريكا، قبل ترامب.
موقف سوريا من ضم الجولان
بالطبع، رفضت سوريا القرار الإسرائيلي، وظلت تحاول استعادتها، حرباً كما حدث في حرب أكتوبر 1973، أو سلماً كما حدث خلال مفاوضات السلام في تسعينيات القرن الماضي.
وكانت المفاوضات في التسعينيات قد تأسست على مبدأ مبادلة الأرض بالسلام، بحيث تعيد إسرائيل مرتفعات الجولان إلى سوريا مقابل توقيع معاهدة سلام مع دمشق.
غير أن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا تعطلت أكثر من مرة، ثم توقفت بشكل كامل بعد الأحداث لتي شدتها سوريا عام 2011 
 من يعيش في الجولان؟
على الرغم من المساحة الشاسعة التي تتمتع بها هضبة الجولان 1800كيلومتر مربع، فإن الكثافة السكانية فيها متدنية للغاية.
وكان أغلبية السكان الأصليين فرّوا من قراهم ومدنهم بعد أن استولت عليها إسرائيل عام 1967، فيما بقي عدد قليل من أبناء الجولان متمسكين بقراهم وأراضيهم.