أوهام ترامب.. ظنون إرهابية تأخذ بيده إلى مزبلة التاريخ

أوهام ترامب.. ظنون إرهابية تأخذ بيده إلى مزبلة التاريخ

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٧ يناير ٢٠٢٠

ما حدث على طريق مطار بغداد في العراق، ليس حدثا عابراً، انه الزلزال الذي يهز المنطقة ومعه العالم، فالجريمة الامريكية ادخلت المنطقة في مسار جديد وحاسم، هي ذاتها التي يظنها ترامب انها طريقه الى البيت الابيض في الانتخابات القادمة.
الا ان هذا الاعتداء، قالت فيه الادارة الامريكية جمعاء وعبر ترامب ما تريده لكن بالدم، في اجرام واغتيال كان على الطريقة الاسرائيلية، ما يعني اوصلت المنطقة الى تحول استراتيجي، سنشهد تداعياته في الايام القادمة. اغتيال سليماني حكيم فيلق القدس، ومهندس الحشد الشعبي، جريمة تعتبر أكبر خطأ استراتيجي امريكي في هذا الزمان، لن ينجو من عواقبها الامريكي في كامل جغرافيا المنطقة، وهذا ما اثبتته ردود الفعل في سوريا التي للشهيد السعيد حكاية طويلة معها، فكانت برقية التعزية من الرئيس السوري بشار الاسد لسماحة آية الله العظمى الإمام علي الخامنئي، قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، مؤكدا انه " سيبقى ذكر الشهيد سليماني خالداً في ضمائر الشعب السوري الذي لن ينسى وقوفه إلى جانب الجيش العربي السوري في دفاعه عن سورية ضد الإرهاب وداعميه، وبصماته الجلية في العديد من الانتصارات ضد التنظيمات الإرهابية، هذا العمل الإجرامي الذي ارتكبته الإدارة الأميركية يؤكد مجدداً نهجها المتواصل في دعم الإرهاب ونشر الفوضى وعدم الاستقرار، ونشر شريعة الغاب خدمةً للمشاريع الصهيونية والاستعمار في المنطقة والعالم ككل." بالاضافة الى برقية أخرى وجهها الرئيس الاسد للرئيس حسن روحاني، اكد فيها ان " دماء الشهداء ستزيد محور المقاومة قوةً وتعاضداً وإصراراً على تحرير منطقتنا من الاحتلال والاستيطان ومصادرة حقوق الشعوب في أرضهم وثرواتهم." بالتزامن مع عشرات المواقف وبرقيات ورسائل التعزية من المسؤوليين السوريين، واللافت الغضب الشعبي في الشارع السوري الذي اصّر بكل شرائحه ان الامريكيين ما قتلوه، بل رفعه الله عزيزا، بعد أن اتم مناسك الجهاد، وكانت عينه على النصر، واما قلبه قلبه معلقا في الشهادة وارتقى شهيدا
إن المتابع الدقيق لما يجري في المنطقة يعلم ان ما حدث يعزز فرضية ان ما يقوم به الرئيس الامريكي ما هو الا ضمن لعبة المصالح المتبادلة بينه في منصبه الرسمي وبين القوى الاقتصادية والدولة العميقة في الولايات المتحدة الامريكية، فالقرار الذي اتخذ باغتيال اللواء قاسم سليماني، مفصول تماما عن خارط القوى الجديدة في المنطقة، وبالذات بعد انتصار محور المقاومة على الارهاب التكفيري وافشال المخطط الامريكي في المنطقة، فهذا القرار هو نتاج واضح لتحالف الدولة العميقة واللوبي الصهيوني المتحكم في قرار الدولة الامريكية، ما يعجل من افول وتراجع قوة الولايات المتحدة الامريكية، وفقدانها لدورها التي كانت تحاول تثبيته في العالم عبر هيمنة القوى، ما يعني بشكل دقيق ان هذه القوى الاستكبارية ستفقد استراتيجياً وجودها في المنطقة انطلاقا من العراق، وهي من اهم الخسارات في العناوين السياسية العريضة والعسكرية والامنية والاقتصادية للولايات المتحدة الامريكية، وهذا ما يمكن ان نسميه بالرد الاستراتيجي
وبكل بساطة نحن نعيش في مشهد فاصل وتحول لمرحلة جديدة بالحرب، انها مرحلة تطوير قواعد الاشتباك وليس تبديلها، فالرد على اغتيال امراء المقاومة وسادتها، يعني ان محورا كاملاً سيشارك به، وهذا الرد سيكون مرافقا للرد الايراني الذي يعتبر اساسيا في تطوير قواعد الاشتباك في هذا الفضاء من الجغرافيا، والذي سيترافق مع ردود من محور المقاومة على مختلف الجبهات والمحاور، لكن ابرزها وما نقرأه في هذه الايام، هو اخراج القوات الامريكية من المنطقة ككل، وستكون البداية من العراق التي ستشكل خسارة الولايات المتحدة الامريكية لقواعدها وتواجدها هناك، خسارة حتمية لقواعدها في سورية، وستجبر تحت الضغط بكافة اشكاله على الانسحاب من سورية بعد خروجها من العراق لفقدانها العمق الجغرافي الذي كان يساعد قواتها في سورية على البقاء والاستمرار
إن العنجهية التي تتصرف بها الولايات المتحدة معتقدة ان ما تقوم به سيخيف شعوب المنطقة التي تقاتل منذ اكثر من ثماني سنوات، تتجاهل دروس التاريخ التي تؤكد ان ابناء هذه المنطقة، يملكون ارادة التحرير وان القوات الغازية في العراق وسورية لا يمكن لها ان تجابه ارادة شعوب المنطقة وستخرج من هذه الارض طال الزمن ام قصر، فحبس الانفاس في المنطقة، يؤكد ان الرد على الجريمة المرتكبة، لن يقف عند حدود السقف المرسوم في واشنطن، بل سيشمل الاحتلال الامريكي في ارضنا، وليعلم ترامب الذي أدخل المنطقة مرة جديدة في مخاض، ان ما قام به لا يمكن تجاوزه، حيث يؤكد العارفين بفضل الشهيد السعيد على تحرير المنطقة من التكفيريين، ودعم فصائل المقاومة، ان هذا الرد سيكون مكلفا لواشنطن، وللقصة بقية تأتي
حسام زيدان