ما هي أهداف أردوغان من جولته في إفريقيا؟

ما هي أهداف أردوغان من جولته في إفريقيا؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٨ يناير ٢٠٢٠

ما هي أهداف أردوغان من جولته في إفريقيا؟

بدأ الرئيس التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان أمس الأحد، جولة إلى القارة الإفريقية حيث سيلتقي في جولة تستغرق ثلاثة أيام رؤساء ومسؤولي الجزائر وغامبيا والسنغال.
 
تأتي جولة أردوغان إلى القارة الإفريقية في وقت تحول فيه تعزيز العلاقات السياسية والدفاعية والاقتصادية مع الدول الإفريقية في السنوات الأخيرة إلى أحد الأهداف الاستراتيجية للجهاز الدبلوماسي التركي.
 
يسعى الرئيس التركي أثناء الجولة في الجزائر وغامبيا والسنغال إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين تركيا والدول الإفريقية لكن في الوقت نفسه يحظى كسب الدعم الإفريقي للإجراءات في ليبيا أهمية خاصة.
 
أهمية الجزائر بالنسبة لتركيا
 
أول وجهة لجولة أردوغان الإفريقية هي الجزائر. أي الدولة المهمة التي تعتبر أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة.
 
من المتوقع أن يوقع أردوغان خلال لقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اتفاقية لإنشاء المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي.
 
أعلن رئيس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي فؤاد توسيلي أن أردوغان يحاول زيادة حجم التجارة مع الجزائر إلى 5 مليارات دولار في العام.
 
موقع الجزائر الجغرافي مهم حالياً لتركيا. لأنها تقع بالقرب من صديقين إفريقيين مهمين لتركيا أي ليبيا وتونس ، ففي حال ارتاح أردوغان للتعاون مع الجزائريين، بالإضافة إلى الملف الليبي، فإنه سيمضي بعدد من الخطوات مع تونس والجزائر.
 
السنغال، إفريقيا القريبة من أمريكا
 
السنغال الدولة الإفريقية ستكون الوجهة الثانية لأردوغان في جولته التي تستمر ثلاثة أيام.
 
قال إحسان شاهين ، رئيس مجلس التعاون السنغالي التركي ، حول أهمية هذا البلد الإفريقي: السنغال هي أقرب بلد إفريقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ان الظروف السياسية والجغرافية جعلت من السنغال أن يكون لها علاقات تجارية حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الامر بحد ذاته عامل جذب تجاري خاص من شأنه ان يحظى باهتمام المصدرين. لدينا في الوقت الراهن تبادلات تجارية مع السنغال بقيمة 410 ملايين دولار ونتوقع أن تتجاوز مليار دولار أيضاً في العامين المقبلين.
 
تسعى تركيا في السنغال إلى إنشاء مركز تجاري كبير، و ان أحد الأهداف السياسية والاقتصادية الرئيسة لوزارة الخارجية التركية في السنغال هو محاولة إنشاء منطقة تجارة حرة احتكارية ستكون ذات فائدة كبيرة للاقتصاد التركي إذا تم تنفيذها.
 
غامبيا والعلاقات التجارية مع تركيا
 
جمهورية غامبيا بلد صغير في غرب إفريقيا يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، يوفر فرصاً تجارية خاصة لتركيا.
 
أعلن رئيس مجلس التعاون التركي الغامبي شعبان دينتش أنه في عام 2019 ، كان لدى البلدين تبادل تجاري بقيمة 49 مليون دولار فقط، لكن لا يوجد شيء اسمه ميزان. لأن رجال الأعمال الأتراك أرسلوا سلعاً بقيمة 48 مليون دولار إلى غامبيا بينما باع الغامبيون سلعاً بقيمة مليون دولار فقط إلى تركيا.
 
تعمل تركيا حالياً مع غامبيا في مجال الحديد والصلب والصناعات الغذائية والمواد الصحية ، لكن يتوقع أن يقوم رجال الأعمال الأتراك في المستقبل القريب بتوفير جزء كبير من إمدادات غامبيا والمواد الخام عبر اتفاقيات تجارية.
 
مصر.. الملف المغلق حالياً
 
تتمتع تركيا في الوقت الراهن، بعلاقات جيدة مع معظم الدول الإفريقية ، وعلى الرغم من المخاوف بشأن ليبيا والسودان والصومال ، تعمل تركيا على تقوية العلاقات السياسية التجارية في دول أخرى. لكن بشأن مصر لم يحدث أي تغيير خاص، والعلاقة لا تزال مجمدة كما كانت.
 
خلال السنوات الأخيرة، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، كرئيس وزعيم لحزب العدالة والتنمية ، مرات عدة في خطبه، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالديكتاتور والانقلابي ، ووصف محمد مرسي بشهيد الديمقراطية.
 
يرى أردوغان السيسي في الصورة الكبيرة للمنافسات الإقليمية إلى جانب أمريكا والسعودية والإمارات والكيان الصهيوني. بالإضافة إلى قضية جماعة الإخوان المسلمين لديه خلاف كبير مع السيسي في ملف فلسطين وشرق البحر الأبيض المتوسط .
 
في المحصلة ينبغي القول، على الرغم من أن تركيا قد ضاعفت بعثاتها الدبلوماسية وسفاراتها وقنصلياتها في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة ، إلا ان استمرار التوتر مع مصر قد كلف أنقرة ثمناً باهظاً ، وهناك عدد لا بأس به من المحللين الذين ينصحون أردوغان باستمرار بالتخلي عن العناد والتحرك نحو تطبيع العلاقات مع مصر.
 
زيادة عدد السفارات من 12 إلى 42
 
تضم القارة الإفريقية 54 دولة ، ولدى تركيا 42 سفارة في هذه القارة وتخطط لزيادة عدد السفارات إلى 50 سفارة بحلول عام 2023. بلغ إجمالي حجم التجارة التركية مع الدول الإفريقية في عام 2002 ، في بداية نشاط حزب العدالة والتنمية ، 4.5 مليارات دولار في العام ، ولكن بلغت النسبة 24 مليار دولار في عام 2018.
 
في بداية نشاط حزب أردوغان وأصدقائه، كانت لدى تركيا 12 سفارة في إفريقيا ، لكن لديها الآن 42 سفارة. كما كان لدى الدول الإفريقية 10 سفارات فقط في أنقرة عام 2008 ، بينما لديها الآن 36 سفارة، وأنشأت تركيا مجلس تعاون حول العمل والإنتاج والتجارة مع 45 دولة إفريقية.