زيارة بنيامين نتنياهو إلى إفريقيا.. الأهداف والدوافع

زيارة بنيامين نتنياهو إلى إفريقيا.. الأهداف والدوافع

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٦ فبراير ٢٠٢٠

وصل بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إلى عاصمة أوغندا كامبالا على رأس وفد اقتصادي يضم 45 شخصاً ويوسي كوهين رئيس الموساد ، للقاء رئيس البلاد. وخلال هذه الزيارة ، وصل رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان إلى هذا البلد.
يسعى نتنياهو من هذه الزيارة إلى تحقيق أهداف مختلفة. فبحسب العديد من التقارير يحاول بنيامين نتنياهو من خلال هذه الزيارة إقناع أوغندا بفتح سفارتها في القدس مقابل وعود بالتبرعات المالية وإنشاء سفارة إسرائيلية في أوغندا. ففي حال حدث ذلك ، فستكون أوغندا ثالث دولة تفتح سفارة لها في القدس بعد الولايات المتحدة الأمريكية وغواتيمالا. اذ سيشكل هذا إنجازا كبيرا لنتنياهو قبل الانتخابات البرلمانية.
كما قال أنه توصل إلى اتفاق مع عبد الفتاح البرهان بشأن التعاون لتطبيع العلاقات بين الجانبين إسرائيل والسودان. و من ناحية أخرى تشير بعض التقارير إلى جهود يبذلها الصهاينة لإقامة علاقات مع السلطات المغربية  الجهود التي تبذل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في اطار مشروع تسريع تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية.
والحقيقة هي أنه بعد تعري السياسات العنصرية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني بشأن القضية الفلسطينية تتعرض تل أبيب لضغوط شديدة من قبل الرأي العام والشعوب الحرة في العالم. حيث أثار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ردود فعل سلبية للغاية من قبل المجتمع الدولي.
يعتقد الكثير من منتقدي المجتمع اليهودي أن ذلك كان قراراً خطيراً، ففي حال عدم تماهي المجتمع الدولي معه ، فقد يضعف مكانة هذا الكيان في نهاية المطاف ويسرع في زواله. لهذا السبب بدأت تل أبيب بمناورات دبلوماسية مكثفة في هذه القارة. المكان الأسهل التي يمكنها لربما من خلال تقديم الوعود بدعم مالي استجلاب دعم مؤقت لسياسات تل أبيب المتطرفة.
تدرك تل أبيب جيداً أنه منذ تولي إدارة ترامب السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، قد علقت في مثل هذه السياسات الراديكالية والتي لا يمكنها من أجل الاستمرار فيها، الاعتماد على الدول التي تعتبر نفسها صاحبة مكانة لدى الرأي العام الشعبي العالمي.
تسعى إسرائيل أيضاً إلى تحقيق أهداف أخرى من هذه الزيارة، والتي يمكن ذكرها بإيجاز في النقاط التالية:
1- كان مواجهة نفوذ وتأثير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في القارة الأفريقية أحد الأهداف التقليدية لإسرائيل من أجل التواجد في هذه القارة. وعلى الرغم من أن معظم نفوذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعود إلى الجاذبات الأيديولوجية للإسلام الثوري والتحرري بين شعوب دول هذه القارة ، إلا أن إسرائيل تحاول في المقابل من خلال تشجيع حكومات هذه البلدان على قمع أي حركات تحررية الى مواجهة نفوذ وتأثير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه القارة.
من الناحية التقليدية ، فإن جيران إسرائيل الذين هم دول مسلمة في الغالب ، ليسوا سوقاً مناسباً للبضائع الاستهلاكية الإسرائيلية وهذا الكيان يسعى منذ سنوات للحصول على نفوذ أكبر في سوق القارة الأفريقية. من المؤكد أن نتنياهو يحاول القول للرأي العام الإسرائيلي بأن اوغندا ستفتح سفارة في القدس مقابل وعود بالتبرعات المالية وتأسيس سفارة إسرائيلية في أوغندا. كما قال إنه توصل مع البرهان الى اتفاق حول العمل على تطبيع العلاقات بين الجانبين، واعرب عن أمله في أن يتم تنفيذ هذا القرار قريباً.
2- القضايا المهمة في هذه الزيارة هي المحادثات للحصول على مكانة المراقب في الاتحاد الأفريقي.
3- إن حاجة الكيان الصهيوني الى دعم هذه الدول السياسي في المحافل الدولية لتل أبيب واستجلاب أصواتها في الأمم المتحدة لصالحه هو هدف تقليدي آخر من اهداف تواجد إسرائيل في هذه القارة.
4- صادرات الأسلحة الإسرائيلية إلى هذه البلدان نمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة ، ويأمل هذا الكيان في ان يتمكن من الحفاظ على هذا النمو من خلال المشاورات الثنائية.
5- يعد الوصول إلى المواد الخام لهذه القارة ، وخاصة اليورانيوم ، هدفًا آخر لتواجد إسرائيل في هذه القارة.
باختصار يمكن القول أنه على الرغم من أن الصهاينة في المدى القصير يرون أن قارة أفريقيا هدفاً سهلاً بهدف الموافقة على سياساتهم الراديكالية ، لكن ينبغي الإنتباه إلى أن الرأي العام لهذه القارة هو أحد الإمكانات الجدية لمواجهة أطماع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وهناك احتمال لتفعيل هذه الإمكانات المعادية لإسرائيل في القارة في أي لحظة.