العراق.. انسحاب عسكري أميركي قبل نهاية 2020؟

العراق.. انسحاب عسكري أميركي قبل نهاية 2020؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٩ مارس ٢٠٢٠

مع إعلان قوات «التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش»، بقيادة الولايات المتحدة، انسحاب قواتها من قاعدة القائم، الاستراتيجية الواقعة على حدود العراقيّة – السورية، وتسليمها إلى الجيش العراقي، يعود إلى الواجهة مجدّداً السؤال عن «موعد» انسحاب القوّات الأجنبية المنتشرة على طول الخارطة العراقيّة.
المتحدث باسم «التحالف»، مايلز كاغنز، أكّد أن «التحالف يعيد تمركز قوات من عدد قليل من القواعد الصغيرة»، في وقت نقلت فيه وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في «التحالف» قوله إن «أول عملية إعادة انتشار تمّت في القائم، حيث نُقل 300 عسكري من هناك». ونفى المسؤول أن تكون عملية إعادة الانتشار رضوخاً أمام تصاعد الهجمات الصاروخية، والتي استهدفت القوّات الأميركية، لكنّه أشار في الوقت عينه إلى أن «قوات التحالف ستغادر 3 قواعد من أصل نحو 12 منتشرة فيها (إضافة إلى القائم، من المقرّر انسحاب القوّات من قاعدتي القيارة وكركوك، شمال العراق بحلول نهاية شهر نيسان/ أبريل المقبل»، مشدّداً، في نهاية حديثه، على أن «إجمالي عدد القوات المنتشرة في العراق سيبقى كما هو».
مصادر أمنيّة رفيعة، في حديث إلى «الأخبار»، وصفت الإجراء الأميركي بـ«الروتيني»، مؤكّدةً أن إعادة التموضع/ الانتشار، ستدفع بالقيادة العسكرية الأميركية إلى حصر تواجدها في قاعدتي «عين الأسد الجوّية» (غرب العراق) وأربيل. وفي السؤال عن إمكانية انسحاب تلك القوّات من بلاد الرافدين، وقدرة الجانب العراقي على التوصّل مع الجانب الأميركيّ إلى جدول زمني ينظّم عملية الانسحاب، تؤكّد المصادر «عبثية المفاوضات... لأنها شراء للوقت»، فالجانب الأميركي «أقرب إلى فكرة الانسحاب، لجملة من الأسباب».
وتفنّد المصادر تلك الأسباب، بالقول إن «التكلفة المالية الهائلة، التي تصرفها واشنطن على قواتها في العراق، قد تدفع إلى تنظيم انسحاب في المدى المنظور»، خاصّة أن تلك التكلفة قد بلغت خلال الأعوام الأخيرة أكثر من 1.2 تريليون دولار. وعن الهجمات المستمرّة ضد المصالح الأميركية في العراق، تشير المصادر إلى أنها «قد تدفع واشنطن إلى التعجيل في تنفيذ الانسحاب، لكن لن يكون من دون حفظ ماء وجهها». هنا، تؤكّد المصادر أن الانسحاب «الموعود» قد تسبقه ضربات أميركية مركّزة ضد مقار ونقاط انتشار حلفاء طهران، من فصائل المقاومة المعروفة وغير المعروفة، وبذلك «لن تقدّم واشنطن نصراً مجانياً لطهران، بل انسحاباً مكلفاً لحلفاء الأخيرة (كما أنه مكلف لواشنطن)».
وترجّح المصادر أن يكون الانسحاب بُعيد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية (تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل)، لكنّها لا تستبعد، في الوقت عينه، إمكانية «تقريب» الموعد، خاصّة إن شعر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بصعوبة الظفر بالولاية الثانية، مع تفشّي فيروس كورونا المستجد في بلاده، والذي سيقوض الكثير من خياراته داخلياً وعالمياً. هذه الخيارات، وفي هذا الظرف، قد تدفع بالرئيس الأميركي إلى تنفيذ «وعوده»، وتكرار سيناريو أفغانستان في العراق، في الوقت المنظور، وبتطوّر «لم يكن يحسبه أحد».