ترامب وكورونا.. مكاسب على حساب حياة الاميركيين

ترامب وكورونا.. مكاسب على حساب حياة الاميركيين

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٥ أبريل ٢٠٢٠

حسين الموسوي
قد يكون دونالد ترامب الرئيس الاميركي الوحيد في العصر الحديث للولايات المتحدة الذي يدخل البيت الابيض اتيا من خارج المنظومة السياسية التقليدية في البلاد. فهو وصل الى رئاسة الولايات المتحدة وفي جعبته تجربته في الاعمال والتجارة والصفقات المشبوهة. وبعد اكثر من ثلاث سنوات من رئاسته ومع فرض ازمة فيروس كورونا نفسها بقوة في الولايات المتحدة كما العالم، ما زالت عقلية التجارة والارباح والصفقات تتحكم في ادارة ترامب للازمة رغم التحذيرات والمخاطر المتزايدة في كل يوم نتيجة كورونا وفشل ادارة ترامب في التعامل معها. 
وللبدء من احدث التطورات، يمكن التطرق الى حادثة حاملة الطائرات "يو اس اس روزفلت". حيث بعث قبطان الحاملة "بريت كروزيير" رسالة الى قيادة البحرية الاميركية حذر فيها من انتشار فيروس كورونا على متن الحاملة التي يتواجد عليها حوالي 5000 شخص. وطالب باجلاء الجنود من الحاملة بسرعة تفاديا لتفشي الفيروس وتهديد حياتهم جميعا. كروزيير قال في رسالته (البحارة لا يريدون الموت). اما عن جواب الادارة الاميركية فقد كان طبيعيا بالنظر لشخصية الذي يرأسها. قرار باقالة "كروزيير" من منصبه بحجة "عدم الثقة بقدرته على القيام بواجبه".
 
لكن الواقع هو الثقة المفقودة تتعلق بقدرة ادارة ترامب على القيام بواجبها تجاه فيروس كورونا. فبالنسبة لترامب ودائرته الضيقة، حتى الموت تجارة ويمكن جني الارباح منه. وكذلك الفيروسات والاوبئة والازمات. والامثلة والدلائل عديدة في هذا السياق.
 
في العام 2016 و في خطاب ضمن حملته الانتخابية، توجه ترامب للاميركيين وقال (لا يهمني ان قال لكم الطبيب انه لا امل لكم وامامكم اسابيع لتغادروا الحياة. اصمدوا حتى الثامن من نوفمبر (موعد الانتخابات) وبعدها موتوا وانا اعدكم بأني ساذكركم وادعوا لكم)..
 
هذا النوع من التعاطي يكشف اسلوب ادارة ترامب لازمة كورونا. فهو يعلم انه لا يعلم ما يكفي لمواجهة الفيروس ولذلك لجأ منذ اليوم الاول للوم ادارة سلفه "باراك اوباما" وتحميله مسؤولية العجز عن تلبية حاجة الطواقم الطبية والخدمات الضرورية في سياق مواجهة الفيروس. اضافة الى تعيينه نائبه "مايك بنس" الجاهل بامورالعلم والعدو للعلماء (كما يقال عنه في الولايات المتحدة) رئيسا للجنة مكافحة كورونا.
 
والاهم كان سقوط ترامب في الدفاع عن شعاره الذي اوصله للبيت الابيض ( اميركا اولا)، حيث صال وجال طلبا للمساعدة من دول كان يستعديها ويرمي العقوبات عليها في كل الاتجاهات.
 
لكن الشعارات هي مجرد شعارات بالنسبة للرئيس الاميركي. الاهم المصالح الخاصة والمكاسب التي يمكن ان يجنيها.
 
في الايام الاخيرة خرجت اصوات داخل البيت الابيض تشتكي من تدخل "جاريد كوشنير" صهر ترامب ومستشاره في عملية مواجهة فيروس كورونا. حيث تقول التقارير ان كوشنير شكل خلية منفصلة من موظفين في ادارة ترامب ومن شركات واطراف في القطاع الخاص. ما قام به كوشنير اثار فوضى في غرفة ادارة الازمة المتعلقة بكورونا.
 
الامر لا يتوقف هنا. فكوشنير وعائلته متورطون في اعمال مشبوهة تتعلق بمواجهة كورونا كما سربت تقارير اميركية.
 
شركة "اوسكار" للتامين الصحي. اسسها "جوشوا كوشنير" شقيق جاريد الاصغر. اعلنت انها انشأت مركزا لاجراء الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا. والتي بطبيعة الحال ليست مجانية. كما انها واجهت تهما بخرق قانون التامينات الصحية في اكثر من 15 ولاية اميركية.
 
واكثر من ذلك، فان " بيتر ثييل" الملياردير الاميركي واحد اهم داعمي ترامب واحد مؤسسي "باي بال" "pay pal" استثمر ملايين الدولارات في شركة كوشنير الاصغر.
 
الشركة سجلت خسائر باكثر من 110 مليون دولار العام الماضي وحوالي 57 مليون في العام 2018. من هنا كان انتشار فيروس كورونا فرصة ذهبية لتعويض الخسائر وتسجيل مكاسب لترامب وعائلته.
 
حين حاول ترامب عقد صفقة مع شركة المانية حول تصنيع لقاح كورونا المحتمل للولايات المتحدة فقط، ورد اسم كوشنير وشركات مرتبطة بترامب في القضية. اي ان حياة ملايين الاميركيين ليست مهمة طالما ستؤمن المليارات لترامب. وكما علق احدهم حين خرج ترامب قائلا ان كل شيء على ما يرام بالنسبة لمواجهة الفيروس، " ترامب قصد مكاسبه المالية بكلمة (على ما يرام) " وهذه المكاسب يصر على تحقيقها حتى لو على جثث الاميركيين.
 
العالم