البرازيل بؤرة "كورونا" الجديدة؟

البرازيل بؤرة "كورونا" الجديدة؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١١ مايو ٢٠٢٠

كشفت أرقام نشرتها وزارة الصحة البرازيلية، أمس السبت، أن حصيلة الوفيات بفيروس "كورونا" تجاوزت عتبة العشرة آلاف في هذا البلد الذي بات يحتل المرتبة السادسة عالمياً في عدد الضحايا.
 
وأحصت السلطات عشرة آلاف و627 وفاة، فيما بلغت الإصابات 155 ألفاً و939، في أرقام تُواجَه بتشكيك كبير من المجتمع العلميّ الذي يعتبر أنّ الحصيلة الوطنيّة للضحايا أكبر في الواقع بـ15 أو حتّى 20 مرّة.
وبالوتيرة التي يتقدم بها وباء "كوفيد 19"، قد تصبح البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 210 ملايين نسمة، والأكثر تضرراً بين بلدان أميركا اللاتينية، في حزيران/ يونيو، المركز الجديد للوباء. وأمس، سجّلت 730 وفاة إضافية خلال 24 ساعة، في رقم قريب من العدد اليومي القياسي الذي سجل قبل يوم. كما سجلت عشرة آلاف و611 إصابة مؤكدة خلال اليوم.
ومع بلوغ عتبة العشرة آلاف وفاة، أعلن البرلمان "المتضامن في الألم" و"احتراماً لعشرة آلاف برازيلي توفوا"، السبت حداداً وطنياً لثلاثة أيام. ودعا رئيسا مجلسي الشيوخ والنواب البرازيليين إلى اتباع توصيات وزارة الصحة قبل "عودة أكيدة ونهائية إلى الوضع الطبيعي". كذلك، عبّر رئيس المحكمة العليا دياس توفولي عن "حزنه العميق" و"تضامنه مع عائلات" الذين توفوا.
وفي الوقت الذي كان أركان الدولة البرازيلية مشغولين بمعالجة الفيروس، والنظر في كيفية حصر انتشاره، ظهر الرئيس اليميني جاير بولسونارو، وهو يمارس رياضة التزلج عند بحيرة في برازيليا، وفق ما أورد الموقع الإلكتروني الإخباري "ميتروبوليس". وقالت وكالة "فرانس برس" عن الرئاسة البرازيلية قولها إن بولسونارو "لم يقرر التوجه بأي كلمة إلى البرازيليين".
 
ساو باولو وريو ديو دي جانيرو الأكثر تضرراً
أدت أزمة "كورونا" منذ آذار/ مارس الماضي إلى مواجهات مستمرة بين رئيس الدولة الرافض لإجراءات العزل باسم حماية النشاط الاقتصادي، وحكام الولايات ورؤساء البلديات الذين فرضوا هذه التدابير بدعم من المحكمة العليا. والولاية البرازيلية الأكثر تضرراً وبفارق كبير عن الولايات الأخرى هي ساو باولو (جنوب شرق) التي أعلن حاكمها جواو دوريا لسكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة، أول من أمس، تمديد إجراءات الحجر حتى نهاية الشهر. وقال: "نحن في أسوأ لحظة من الوباء"، مضيفاً أن "الوضع محزن... ويجب علينا تمديد العزل حتى 31 أيار/مايو الجاري".
وسجل في هذه الولاية، التي تعد القاطرة الاقتصادية للبرازيل، وحدها أكثر من ثلث الوفيات الناجمة عن "كوفيد 19"، وبلغ عددها 3608 بينما بلغ عدد الإصابات 44 ألفاً و411.
أما البؤرة الكبيرة الثانية في البلاد فهي ولاية ريو دي جانيرو التي ارتفع فيها عدد الوفيات (1653) والمصابين (16 ألفا و929) بشكل كبير في الأيام الأخيرة، إلى درجة أن سلطاتها باتت تفكر في عزل تام، خصوصاً في عاصمتها ريو. وكما حدث في ساو باولو، أعلن حاكم الولاية ويلسون ويتسل، في مرسوم الإثنين الماضي، تمديد إجراءات العزل المطبقة في ولاية ريو دي جانيرو حتى 31 أيار/ مايو، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وكانت ريو، الخميس، الولاية التي سجل فيها العدد الأكبر من الوفيات بالوباء في البلاد يساوي نسبة 10.2% من إجمالي الوفيات في البلاد. لكن بالمقارنة مع عدد السكان، تشهد ولايتا الأمازون في الشمال وسيارا في الشمال الشرقي أوضاعاً أسوأ، حيث سجلت ولاية الأمازون التي تضم عدداً كبيراً من قبائل السكان الأصليين، 232 وفاة لكل مليون نسمة، أي أكبر بثلاث مرات من المعدل الذي بلغ 79 وفاة في ساو باولو.
وبينما لا يتوقع أن يبلغ الوباء ذروته في البرازيل قبل عدة أسابيع، تشهد سبع ولايات في الجنوب الشرقي والشمال والشمال الشرقي حالة إشغال لوحداتها للعناية المركزة بنسبة 90% تقريباً. وهذه الولايات هي ساو باولو، وريو دي جانيرو، والأمازون، وبرنامبوك، ومارانخاو، وبارا، وسيارا.
أما العزل المطبق في عدد من الولايات فقد بلغ أقصى حدود فاعليته، إذ إن البرازيليين الذي ملّوا القيود المفروضة على تحركاتهم منذ نهاية آذار/ مارس الماضي، بدأوا يخرجون من منازلهم في غياب إجراءات قمعية.
ولم يكفّ بولسونارو عن انتقاد حكام الولايات منذ بدء الأزمة، معتبراً أن العلاج أسوأ من العلة التي يعتبرها "انفلونزا بسيطة" وأن الاقتصاد البرازيلي والعودة إلى مراكز العمل يجب أن يكونا أولوية. وأمس، كتب تغريدة على موقع "تويتر" تعليقاً على إغلاق مصنع في شمال شرق البلاد، قال فيها إن "جيش العاطلين من العمل لا يكف عن التضخم". وأضاف "هل وصلت الفوضى؟".
وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، يمكن أن يواجه اقتصاد البرازيل انكماشاً نسبته 5.3% من إجمالي الناتج الداخلي هذه السنة.