الجيش «المنهار»: لماذا ينفر جنود العدوّ من رتبة الضابط؟

الجيش «المنهار»: لماذا ينفر جنود العدوّ من رتبة الضابط؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٥ مايو ٢٠٢٢

الضابط رتبته «غير جديرة بالاحترام»، أمّا الضباط فهم «كلاب». لم يُقل هذا الكلام في معرض إشكال بين جنود وضباطهم، بل هذا ما قاله جنود إسرائيليون يخدمون حالياً في الجيش، أو أنهوا خدمتهم، لينخرطوا بعدها في وحدات مختلفة كالاستخبارات وسلاح الجو والوحدات اللوجستية والقتالية المختلفة، عن الضباط في الجيش الإسرائيلي.
وفي تقرير نشرته صحيفة «ذا ماركير» الإسرائيلية، أمس، يتبيّن أن «الجنود النظاميين من أبناء عصر التكنولوجيا المتقدمة، يركّزون على تنمية أنفسهم، فهم طموحون، ولا يحترمون المسؤولين عنهم، ويعتبرون أن الانصياع لأحد مهما علت رتبته أمر سخيف». وفي التقرير الذي أعدّته الصحافية ميراف أرلوزولوف، يتبيّن أن مختلف الجنود ينفرون من رتبة الضابط، ويرون أن من يقرر أن يصبح ضابطاً هو شخص «سادي» هدفه «ممارسة التنكيل بمن هو أدنى رتبه منه».
إضافةً إلى ذلك، فإنه لكي يصبح الجندي ضابطاً، عليه الخدمة لمدّة عام ونصف عام حتى عامين (بعد الخدمة الإجبارية)، بدلاً من السنة الواحدة كما كان متّبعاً في السابق. الأمر الذي «يقلّل من حافزية الجنود ورغبتهم في أن يصبحوا ضبّاطاً».
وطبقاً للتقرير، فإن الجيش الإسرائيلي يواجه «انهياراً» في موافقة الجنود على البقاء لسنوات إضافية في الخدمة الدائمة بعد عملهم لسنوات في الخدمة النظامية. كما أن «هناك صعوبة» في إقناع أي قائد فصيلة بالبقاء ليصبح قائد سريّة، حتى سن 26 – 28 عاماً. علاوةً على ذلك، وجد التقرير أن «الضباط الشبان لا يوافقون على البقاء في الخدمة الدائمة بعد سن 28 عاماً من أجل الحصول على رتبة رائد وما فوق».
وفي الإطار، لفت التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي شهد في السنوات الخمس الأخيرة «انهياراً آخر في نوعية القوى البشرية في الخدمة الدائمة»، والسبب هو «أن حاملي رُتب رائد لا يبقون في مناصبهم لتولّي رتبة مقدّم أو أعلى منها».
في غضون ذلك، قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إن هناك 70 ألف مجنّد شاب للجيش سنوياً، مع ذلك، اعترف هؤلاء الضباط بأن «ثمة مؤشّرات مقلقة إلى تراجع المحفّزات، وبأن الجنود النوعيين لا يسارعون لكي يصبحوا ضباطاً أو ذوي رُتب أعلى».
من جهته، أوضح عضو الكنيست السابق، عوفر شيلح، ماهية المؤشّرات المقلقة، وبضمنها أن «أكثر من 40% من الضباط الذين يؤهَّلون في مدرسة الضباط، يعتمرون القلنسوة (في إشارة إلى انتمائهم إلى تيار الصهيونية الدينية المتطرّف؛ حيث من المتوقع بحسب مسار صعود هذا التيار، أن يسيطر على مؤسسة الجيش)». وأضاف شيلح، الذي كان قد بادر إلى سنّ قانون تقصير الخدمة النظامية، أن «13% من الجنود يتسرّبون من الخدمة انطلاقاً من عوامل نفسية، ومثل هذه النسبة أيضاً لدى الحريديم (المتشدّدون اليهود) الذين لا يخدمون في الجيش من أجل التفرغ لدراسة التوراة».
ولفت شيلح إلى أن هناك أزمة شاملة في القوى البشرية تتمثل في «عدم الرغبة في الاستعداد للخدمة النظامية والتوجه إلى رتبة ضابط، أو التوقيع على الخدمة الدائمة، وصولاً إلى خدمة الاحتياط». وفي الإطار، وجّه شيلح انتقاداً إلى الجيش، على خلفية «عدم جهوزيته لمواجهة تحدي أزمة القوى البشرية الماثلة أمامه، خصوصاً أن الجيش لا ينجح في إقناع القوى البشرية الممتازة بالبقاء في صفوفه». وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يُدرك «انهيار النوعية في الخدمة الدائمة الأولى، للضباط الشبان، وفي الخدمة الدائمة عموماً، لكنه لا ينجح حتى الآن في وضع سياسة لمواجهة هذه الأزمة»، معتبراً أن الجيش «يحيا في حالة من الإنكار حيال الانهيار المحتمل في الجيش النظامي».
ووصف شيلح الأزمة القائمة في القوى البشرية، بأن «الجيش يسير بأعين مفتوحة في اتجاه الهاوية؛ حيث سيحصل الانهيار في غضون سنوات قليلة، وخصوصاً على مستوى التجنيد للخدمة النظامية».