أسماك من البحر الأحمر تغزو المتوسط بسبب ارتفاع درجات الحرارة

أسماك من البحر الأحمر تغزو المتوسط بسبب ارتفاع درجات الحرارة

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٦ يوليو ٢٠٢٢

سلط تقرير إخباري فرنسي، الضوء على هجرة الأسماك من البحر الأحمر، إلى البحر الأبيض المتوسط، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في الأخير.
وسجلت حرارة البحر الأبيض المتوسط خلال تموز/يوليو الجاري، ارتفاعا بـ 4 إلى 5 درجات فوق المعدل الطبيعي، ما أحدث خللا في النظم البيئية.
جاء ذلك، بالتزامن مع تعرض أوروبا لموجة حر شديدة، والتي تبدو أن تأثيراتها على البحر المتوسط كانت كبيرة.
وحذّر التقرير الذي نشره موقع تلفزيون ”تي أف 1″، من أن الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة في حوض البحر الأبيض المتوسط منذ أيار/ مايو الماضي، ”خلق حالة من الفوضى لا للبشر فحسب بل حتى للأنواع الحيوانية البحرية التي باتت تبحث عن مناخ ملائم لها“.
وقال لوران بوب، الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي في مختبر الأرصاد الجوية، إن ”موجات الحرارة البحرية تدوم لفترة أطول من موجات الحرارة على اليابسة، لذلك يمكن أن تمتد على مدى شهر أو بضعة أشهر أو حتى لعدة سنوات“.
وأضاف بوب أنه ”منذ بداية شهر حزيران يونيو الماضي، شهد البحر الأبيض المتوسط ارتفاعًا في درجات الحرارة“، محذرا من أن ”موجة الحر الجديدة التي تلوح في الأفق لن تؤدّي إلى تحسين الأمور“، حيث إنّ ”لها عواقب وخيمة على التنوع البيولوجي البحري“.
وقد حذر العلماء، في تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من أن ”نصف الأنواع البحرية التي تمت دراستها تتجه نحو القطبين للعثور على منافذ حرارية تتوافق مع خصائصها، ولكن في البحر الأبيض المتوسط يكون التحرك أكثر تعقيدًا ومن هنا مصدر قلقنا“، وفق الباحث.
وأشار التقرير الفرنسي إلى أن ”إحدى أولى موجات الحرارة البحرية التي تمت دراستها هي تلك التي حدثت في عام 2003 في البحر الأبيض المتوسط والتي ارتبطت بموجة الحر في نفس العام“.
وبين أن ”الوضع مشابه اليوم ولكن في ذلك الوقت لاحظنا آثارًا كبيرة جدًا خاصة على الأنواع التي لا تستطيع الهجرة أو تتحرك مثل الشعاب المرجانية الحمراء“.
وحذر الباحث من أنّ ”الخطر يكمن اليوم في رؤية النظم البيئية للبحار تتغير مع اختفاء الأنواع التاريخية وظهور الأنواع الأخرى التي غزت المنطقة“.
ووفق التقرير فإنه على سبيل المثال، في السنوات الأخيرة، ”شهدنا ظهور أنواع من الأسماك والطحالب في البحر الأبيض المتوسط قادمة مباشرة من البحر الأحمر“.
وأشار إلى أنها تحديدا الأنواع التي تعرف بـ ”ليسبسيان“ – التي سميت على اسم فرديناند دي ليسبس، القنصل الفرنسي في مصر الذي كان وراء إنشاء قناة السويس – وهي تستفيد بالفعل من الممر الذي توفره القناة إضافة إلى ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط لتثبت نفسها هناك.
وأشارت دراسة نُشرت في عام 2021، إلى استعمار الأسماك الزرقاء الكبيرة مثل ”إيل بتيروس“ وهي سمكة سامة من البحر الأحمر موجودة بالفعل بشكل رئيسي في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وكذلك ”قنديل البحر روبيلما نوماديكا، وهو من أنواع قناديل البحر السامة الذي يظهر بكثافة في إسرائيل“.
”كما استفادت الطحالب الحمراء الخطيرة من هذه الظروف لاستعمار السواحل الفرنسية“، وفق المصدر ذاته.
وفي عام 2013، ووفقًا لتقرير صادر عن مركز التحليل المتعلق بالتنوع البيولوجي، شكلت الأنواع القادمة من البحر الأحمر أكثر من ربع الأسماك التي تم صيدها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبدأت بعض الأنواع في ترسيخ وجودها في البحر الأبيض المتوسط.
وأوضح لوران بوب أن ”المزيد من الأنواع تنتشر في البحر من خلال التأثير المشترك لفتح القناة والاحتباس الحراري العالمي، وهذه الأنواع الجديدة تحل محل الأنواع المعتادة وتغير النظم البيئية في البحر الأبيض المتوسط“.
 
ونبه تقرير ”تي أف 1“ إلى أن ”هذه الظاهرة يمكن أن تتسارع في المستقبل، حيث ترتفع درجة حرارة البحر بمعدل ثلاث إلى أربع مرات أسرع من المحيط، وتظهر الدراسات أنه على مدار العشرين أو الثلاثين عامًا الماضية كانت موجات الحرارة أطول وأكثر تواترًا“.