طهران: لم نخرق الاتفاق النووي.. والترويكا الأوروبية تطيع سياسة واشنطن

طهران: لم نخرق الاتفاق النووي.. والترويكا الأوروبية تطيع سياسة واشنطن

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١١ سبتمبر ٢٠٢٢

قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض، محمد مرندي، إنّ "إيران لم تخرق الاتفاق النووي"، معتبراً أنّ "الدول الأوروبية الـ3 ( فرنسا وبريطانيا وألمانيا) تطيع سياسة البيت الأبيض". 
وقال مرندي، في تغريدة، إنّ "إيران تدرك أنه من دون اتفاق متين، وإنهاء للاتهامات الغربية الباطلة، سيفشل أي اتفاق نووي".
وأوضح مرندي، في حديث عبر الميادين، أنّ "الترويكا الأوروبية وواشنطن تعلمان بسلمية البرنامج النووي الايراني"، مشيراً إلى أنّ إيران تريد التوصل الى اتفاق يسمح بحماية حقوقها.
وتابع مرندي: "لا يمكننا الثقة بالأميركيين والأوروبيين"، مضيفاً أنّ "الدول الأوروبية الـ3 حليفة للولايات المتحدة، وليست حيادية، ولا يجب أن ننخدع بالبروباغندا".
وقال مرندي، عبر الميادين، إنّ "رئيس الوكالة الذرية يقف في صف الأوروبيين والأميركيين ويخضع لهم"، مشيراً إلى أنّ "مسؤولاً أوروبياً أكّد، خلال المفاوضات، أن مطالب إيران محقة، لكن الأميركيين هم الذين يؤخرون ويماطلون".
وفي سياق حديثه، شدد مرندي على أنّ إيران "جاهزة لتوقيع الاتفاق"، لافتاً إلى أنّ "الأوروبيين هم في حاجة إليه أكثر من إيران، بسبب حاجتهم إلى الغاز".
وفي موضوع الغاز الإيراني، قال مرندي للميادين إنّ "إيران تبيع غازها ونفطها، وقادرة على الحصول على الموارد المالية"، مضيفاً أنّه "كلما تأخّر الاتفاق زادت المشكلة لدى أوروبا، التي تريد الغاز مع اقتراب فصل الشتاء".
أمّا بشأن الولايات المتحدة الأميركية، فقال مرندي إنّ "الرئيس الأميركي جو بايدن ضعيف، ويعاني مشاكل داخلية واقتصادية، قبل الانتخابات النصفية".
وأضاف مرندي أن "لا مشكلة لدى الأوروبيين في التوصل الى اتفاق، بل المشكلة هي لدى بايدن الضعيف". وقال إنّ "هناك مجموعة إرهابية في ألبانيا، مدعومة من الأميركيين، هي التي تقوم بهجمات ضد إيران".
طهران: البيان الثلاثي مستغرب ومنحرف عن نهج مثمر في المفاوضات
وردّت وزارة الخارجية الإيرانية على بيان الترويكا الاوروبية، قائلاً إنّ "البيان الثلاثي الأوروبي مستغرب، ومنحرف عن نهج مثمر في المفاوضات".
وأضافت الخارجية الإيرانية: "نحذر الأطراف الأوروبية من تأثير الطرف الثالث، الذي كان ضد عملية التفاوض منذ البداية، ويحاول الآن إفشالها".
وتابعت: "ننصح الدول الأوروبية بأداء دور فعّال لإنهاء الخلافات القليلة المتبقية بدلاً من تدمير العملية الدبلوماسية".
وذكرت الخارجية الإيرانية أنّ "طهران ما زالت لديها الإرادة والاستعداد لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق"، موضحةً أنّ "إيران تؤكد ضرورة تجنب التسييس، وتوجيه اتهامات إليها، لا أساس لها".
وأسفت لأن "الدول الأوروبية تدعم بصورة كاملة كياناً لديه مئات الرؤوس النووية، وتعارض برنامجنا السلمي".
وأكدت الخارجية الإيرانية أنّ "فشل الولايات المتحدة الأميركية في حملة الضغوط القصوى درس لمن يعتقد أن التهديدات والعقوبات تمنع الإيرانيين من السعي لتحصيل حقوقهم".
بيان أوروبي: موقف إيران تجاه الوكالة الذرية "يهدّد" إحياء الاتفاق النووي
وفي وقت سابق اليوم، أعربت فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن "إحباطها" من مطلب لإيران في محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، يدعو إلى إغلاق ملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمتعلق بـ"العثور على آثار يورانيوم في ثلاثة مواقع" إيرانية.
 
وأضافت الدول الـ3، في بيان، أنّ "إيران اختارت عدم انتهاز فرصة دبلوماسية حاسمة، وواصلت بدلاً من ذلك التصعيد في برنامجها النووي"، مشيرة إلى أنّ "موقف طهران يتعارض مع التزاماتها الدولية الملزمة قانوناً، ويهدد احتمالات استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة". 
 
وأعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان ثلاثي، اليوم السبت، أنّ "النص النهائي، الذي صاغه الاتحاد الأوروبي بخصوص اتفاق إيران النووي، شمل تعديلات بلغ من خلالها الحد الأقصى للمرونة".
 
وأمس الجمعة، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إنّ  برنامج إيران النووي السلمي أظهر أكبر نسبة من الشفافية حتى الآن، مضيفاً أنّ العودة إلى نظام التحقق السابق مرهونة بتنفيذ التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق النووي من جانب جميع أطراف الاتفاق.
وأتى ذلك رداً على تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت فيه إنّ "مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يتجاوز بـ 19 مرة الحدّ المسموح به"، مضيفةً أنّه ليس في استطاعتها تأكيد أنّ البرنامج النووي الإيراني "سلمي حصراً".
الجدير ذكره أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن بحث، أمس الجمعة، مع نظرائه البريطاني والألماني والفرنسي في التحديات التي تشكلها إيران  والعمل معاً لمواجهتها، وفق بيان الخارجية الأميركية.
بدوره، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاتهامات الموجَّهة إلى إيران  بشأن تخصيب غير مصرّح به، لافتاً إلى أنّ مفتشي الوكالة زاروا إيران عدة مرات في إطار تعاونها معها، وأكدوا "الطابع السلمي لنشاطات إيران النووية مرات متعددة"، مؤكّداً أنّ "إنهاء تحقيقات الوكالة جزء من الضمانات التي نسعى لها من أجل التوصل إلى اتفاق نووي مستدام".
وفي 2 أيلول/سبتمبر، أكّد مصدر إيراني مطلع للميادين أنّه "إذا أزال الأميركيون الغموض في مسألتي الضمانات وادعاءات الوكالة الدولية، فسيكون الاتفاق في متناول اليد".
وسبق أن حذّرت إيران من أنّ تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تؤدي إلى "انحراف التعاون في الملف النووي عن مساره الصحيح".