موسكو «لا تستعجل» إنهاء الحرب: صادرات الأمونيا رهن المفاوضات

موسكو «لا تستعجل» إنهاء الحرب: صادرات الأمونيا رهن المفاوضات

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٦ سبتمبر ٢٠٢٢

مع استمرار المعارك في الشرق الأوكراني، والتصعيد المرافق لها على صعيد مفاوضات تصدير الأسمدة الروسية، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على منصة «منظمة شنغهاي للأمن» في سمرقند بأوزبكستان، ليؤكد أن بلاده «لا تستعجل» إنهاء حملتها العسكرية، وأنها لا تزال تحرز تقدماً ميدانياً.
بوتين الذي جدد القول إن الهدف الرئيسي من العملية العسكرية يبقى «تحرير أراضي دونباس بالكامل»، شرح أن العمليات الهجومية في دونباس «لا تتوقف، بل تتقدم بوتيرة بطيئة (...) وخطة (العمليات) لا تستدعي تغييراً»، مشدداً على أن بلاده «لا تقاتل بجيشها الكامل».
الرئيس الروسي ردّ على الاتهامات الأوكرانية والغربية لقواته بارتكاب مجازر بحق المدنيين في الشرق الأوكراني، باتهام مماثل للقوات الأوكرانية بأنها «تقوم بأفعال إرهابية» وتلحق أضراراً بالبنى التحتية المدنية الروسية.
مفاوضات لتصدير الأسمدة
وبعد تذكيرٍ بوتين في كلمته بأن سبب العملية العسكرية كان منع الغرب من تفكيك روسيا، أشاد بجهود نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لإنهاء الحرب. لكنه قال إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير مستعد لإجراء محادثات سلام.
بالتوازي، دعا الرئيس الروسي إلى حل المشكلات المتبقية بشأن صادرات الأسمدة الروسية، ورفع القيود التي تفرضها العقوبات الغربية على تصدير الأسمدة من بيلاروس.
وقال بوتين للصحافيين إن مصدري الأسمدة الروس يواجهون مشكلات في الشحن والتأمين.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، إنه لن يؤيد فكرة إعادة السماح بمرور صادرات الأمونيا الروسية عبر أوكرانيا إلا إذا أعادت موسكو أسرى الحرب الأوكرانيين إلى كييف.
وقال في مقابلة لوكالة «رويترز» إنه عرض هذا الترتيب على الأمم المتحدة، لاستئناف صادرات الأمونيا الروسية عبر أوكرانيا لتخفيف النقص العالمي في الأسمدة.
واقترحت الأمم المتحدة ضخ غاز الأمونيا المملوك لشركة «أورالتشم» الروسية لإنتاج الأسمدة عبر خط أنابيب إلى الحدود الأوكرانية، حيث تشتريه شركة «ترامو» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً.
ويمكن لخط الأنابيب ضخ ما يصل إلى 2.5 مليون طن من الأمونيا سنوياً من منطقة الفولغا الروسية إلى ميناء بيفديني الأوكراني على البحر الأسود، المعروف باسم يوجني باللغة الروسية، بالقرب من أوديسا. وتم إغلاق خط الأنابيب في 24 شباط.
على صعيد متصل، أجازت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في شكل استثنائي، للرئيس الأوكراني بأن يلقي كلمته عبر تقنية الفيديو خلال الجمعية العامة السنوية للمنظمة الأممية الأسبوع المقبل.
ومن أصل 193 دولة عضواً، أيدت 101 دولة هذا القرار الذي يشكل استثناء على قاعدة التحدث شخصياً، ويتيح لفولوديمير زيلينسكي «إلقاء مداخلة مسجلة مسبقاً» خلال الأسبوع الذي تعقد فيه الجمعية العامة. وصوتت سبع دول ضد القرار بينها روسيا، وامتنعت 19 أخرى عن التصويت.
تصعيد أميركي
دخلت واشنطن على خط اتهام موسكو بارتكاب مجازر في الشرق الأوكراني، دعماً لحملة متواصلة من جانب الحكومة الأوكرانية.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن روسيا تتصرّف بشكل «مروّع وارتكبت على الأرجح جرائم حرب»، وذلك بعد أنباء عن العثور على مقبرة جماعية في أوكرانيا.
وقال للصحافيين «هذا جزء مروّع من رواية متواصلة. كلما رأينا المد الروسي يتراجع من أجزاء احتلها في أوكرانيا، نرى ما الذي يتركه خلفه (...) العثور أخيراً على أكثر من 440 قبراً في إيزيوم يذكرنا بذلك».
وكان الرئيس الأوكراني أعلن اليوم، أنه تم العثور على «أكثر من 400 جثة» في مقبرة جماعية قرب إيزيوم المدينة التي استعاد الجيش الأوكراني السيطرة عليها أخيراً.
وخلال مؤتمر صحافي، قال بلينكن إن روسيا تتعرض «لضغوط» بعد مخاوف أعربت عنها بكين ونيودلهي بشأن النزاع.
وأعرب المسؤولان الهندي والصيني عن هذا القلق لبوتين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون. وأبلغ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرئيس الروسي أن الوقت «ليس للحرب»، بحسب لقطات تلفزيونية. والخميس، أقر بوتين بأن الصين، حليف روسيا الرئيسي، أعربت عن «قلقها» حيال النزاع في أوكرانيا.