تقاريرٌ عن إمدادات صواريخ إيرانية إلى روسيا... و«الأطلسي» يتحرّك

تقاريرٌ عن إمدادات صواريخ إيرانية إلى روسيا... و«الأطلسي» يتحرّك

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٢

تحوّلت أنظار العالم عن تطوّرات الميدان في أوكرانيا، إلى الاستخدام الروسي المزعوم للمسيرات الإيرانية في ضرباتها التي طاولت منشآت في أوكرانيا، بما فيها مسيرة «شاهد 136» التي أثبتت فعالية في إصابة الأهداف، وسط دفق إعلامي كبير يتحدث عن استمرار إمدادات أسلحة إيرانية إلى روسيا ومن ضمنها صواريخ أرض ـــ أرض، وتنديدات أوكرانية وغربية في المقابل، ووعودُ بإرسال مزيد من الأنظمة لمكافحة المسيرات إلى كييف.
وتتوالى تقارير الإعلام الغربي عن احتمال استمرار إمدادات الأسلحة من إيران إلى روسيا. وبحسب وكالة «رويترز»، أفاد اثنان من المسؤولين واثنان من الديبلوماسيين الإيرانيين بأن «طهران تعهدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض والمزيد من الطائرات المسيرة»، في خطوة من المرجح أن «تثير حفيظة الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية».
 
وأشارت إلى أن الاتفاق أبرم في السادس من تشرين الأول خلال زيارة أجراها النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر واثنان من كبار المسؤولين في «الحرس الثوري الإيراني» ومسؤول من المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى موسكو، لإجراء محادثات مع روسيا بخصوص تسليم أسلحة.
 
وأول من أمس، أفادت «واشنطن بوست»، في تقرير، بالأمر نفسه، مشيرة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية «أبلغت» الولايات المتحدة وأوكرانيا عن خطط إيران لبيع صواريخ باليستية متقدمة لروسيا، من طراز «فاتح»، وهو أحد أكثر الأسلحة التي تمتلكها إيران وفرة وثباتاً في المعارك. وتمّ استخدامه ضد التنظيمات الكردية المتمركزة في العراق عام 2018، والقوات الأميركية في قاعدة عين الأسد عام 2020، والهجوم على منشآت «أرامكو النفطية» في رأس تنورة بالسعودية في آذار 2021، بحسب الصحيفة.
 
وبعدما اتهمت كييف موسكو باستخدام المسيرات الإيرانية لضرب بنى تحتية مخصصة لتزويد الكهرباء والمياه، قال الكرملين، اليوم، إن «لا معلومات لديه» حول الأمر. وقال الناطق باسم الرئاسة، دميتري بيسكوف: «ليس لدينا مثل هذه المعلومات»، مشيراً إلى أنه «يتم استخدام التكنولوجيا الروسية، تحت أسماء روسية».
 
كما نفت إيران، أمس، تزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: «الأنباء المنشورة عن تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة لها أطماع سياسية، وتنشرها مصادر غربية. لم نوفر أسلحة لأي طرف من الدولتين المتحاربتين».
 
هل تقطع كييف علاقاتها بطهران؟
 
اقترح وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، على الرئيس فولوديمير زيلينسكي قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران. وقال كوليبا، في فيديو نشره عبر «فيسبوك»: «في ضوء الدمار الهائل الذي سببته المُسيَّرات الإيرانية للبنية التحتية المدنية في أوكرانيا والوفيات والإصابات التي لحقت بشعبنا (...) أقدم للرئيس اقتراحاً بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران».
 
وأضاف أن طهران زودت روسيا بطائرات مسيرة «بينما تخبرنا أنها ضد الحرب ولا تدعم أي طرف»، مشيراً إلى أنه «في الأيام الأخيرة، قالت كييف مراراً إن روسيا تستخدم طائرات من دون طيار إيرانية الصنع - بما في ذلك مسيرة شاهد 136 - لضرب البنية التحتية المدنية للطاقة في أوكرانيا».
 
وقال إن «تصرفات إيران تنم عن الشر وهي أكاذيب لن نتساهل معها (...) طهران تتحمل المسؤولية الكاملة عن تدمير العلاقات مع أوكرانيا». إلا أنه وعد بإعادة النظر في هذا الاقتراح «إذا توقفت إيران عن إمداد روسيا بالأسلحة».
 
«الأطلسي» على الخط
ومن جهته، سيقوم حلف شمال الأطلسي قريباً بتزويد أوكرانيا بمئات القطع من المعدات لمكافحة الطائرات من دون طيار، وفق إعلان الأمين العام لحلف «شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، اليوم، متحدثاً في منتدى برلين للسياسة الخارجية.
 
وقال ستولتنبرغ: «الناتو في الأيام المقبلة (...) سيقدم لأوكرانيا أنظمة لمكافحة الطائرات من دون طيار، ومئات من محطات التشويش النشطة».
 
وأمس، هدّدت واشنطن باتخاذ إجراءات بحق الشركات والدول التي تتعاون مع برنامج الطائرات المسيّرة الإيرانية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن «أي جهة تتعامل مع إيران قد تكون على علاقة بالطائرات المسيّرة أو تطوير الصواريخ الباليستية أو تدفق الأسلحة من إيران إلى روسيا، يجب أن تكون حذرة جداً وأن تتخذ الاحتياطات اللازمة (...) لن تتردد الولايات المتحدة في استخدام العقوبات أو اتخاذ إجراءات ضد الجناة».
وأضاف أن «تعميق روسيا تحالفها مع إيران أمر يجب أن يراه العالم بأسره على أنه تهديد كبير»، زاعماً أن بعض الطائرات المسيرة الإيرانية التي تباع لروسيا «يشوبها خلل»، وفق معلومات استخبارية أميركية.
روسيا تواصل ضرباتها
واليوم، واصلت روسيا ضرباتها على أهداف «محددة» في أوكرانيا.
 
وقال الممثل الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف: «خلال النهار، واصلت القوات المسلحة للاتحاد الروسي ضربها بأسلحة بعيدة المدى موجهة بدقة في الجو والبحر ضد أنظمة القيادة والطاقة العسكرية الأوكرانية، وكذلك الترسانات التي تحتوي على ذخيرة وأسلحة أجنبية الصنع. وكلها محددة وضربت أهدافاً».