الاحتجاجات تراجعت ولم تتوقف.. والإضرابات مستمرة والأمن الأردني يتدخل

الاحتجاجات تراجعت ولم تتوقف.. والإضرابات مستمرة والأمن الأردني يتدخل

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٨ ديسمبر ٢٠٢٢

على وقع الاضطرابات الأمنية التي شهدتها البلاد والاحتجاجات التي عمت معظم المحافظات وأسفرت عن وقوع قتلى وحرق لمؤسسات الدولة ولاسيما في الجنوب، باشرت السلطات الأمنية في الأردن أمس تكثيف انتشار دورياتها في عدة محافظات تشهد تدهور الأوضاع المعيشية لمنع أي تظاهرات.
وفي بيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، قالت مديرية الأمن العام: إنها ستكثف انتشارها الأمني «لضمان إنفاذ سيادة القانون والحفاظ على أمن المواطنين».
وأضافت المديرية: إن «انتشار قوة أمنية في مختلف محافظات المملكة تكفل حفظ الأمن وحماية المواطنين، وتؤمّن حرية التنقل على جميع الطرق، والتصدي لكل من يحاول الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، والتعامل وفق أحكام القانون مع المخربين».
وسائل إعلام أردنية قالت: إن هناك قرارات سيادية اتّخذت فجر الجمعة على إيقاع التطورات الأمنية الحادة جداً، قوامها إطلاق من وصفتهم بالـ«مخربين» الرصاص ضد رجال الشرطة في تحول دراماتيكي نادر بعد اليوم العاشر من إضراب الشاحنات الذي تحوّل إلى عصيان مدني.
وكانت مديرية الأمن الأردني أعلنت في وقت سابق أمس، أنها تعاملت مع ما وصفته بأحداث شغب في عدد من مناطق المملكة، وأضافت: إنه تم «إلقاء القبض على 44 شخصاً شاركوا بتلك الأعمال في مختلف المناطق»، وأشارت إلى أنه ستتم إحالتهم للجهات المختصة، إضافة إلى مَن أُلقي القبض عليهم في الأيام السابقة.
وتحدثت المديرية عن تراجع ملحوظ في أعداد وحدة أعمال الشغب عن يوم أول من أمس لاسيما في محافظات الجنوب.
وجاءت الاحتجاجات على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات وغلاء المعيشة، على الرغم من أن الأردن لا تقع عليه أي عقوبات ويتلقى دعماً مالياً ونفطياً من دول الجوار لاسيما العراق ودول الخليج، كما أن الأردن يتمتع بغطاء حماية أميركي، ووصفته واشنطن في وقت سابق بالحليف الإستراتيجي.
وكل هذا الدعم والرعاية لم يمكن الحكومة الأردنية من التراجع عن قرارها برفع أسعار المحروقات، وردّ وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أول من أمس على المطالب بشأن خفض أسعار المحروقات من أجل إنهاء الأزمة التي تشهدها الأردن، قائلاً في مؤتمرٍ صحفي: فيما يتعلق بأسعار المحروقات، القضية ليست أنني لا أريد خفض أسعار المحروقات، بل القضية هي أنني لست قادراً على ذلك، مضيفاً: هناك فرق كبير بين ما يريده المواطن وبين ما تستطيع الحكومة تقديمه، وفق تعبيره.
وأشار الفراية إلى أنه إذا خفّضت الحكومة أسعار المحروقات، بعد 6 أشهر سيواجه المواطن الكثير من الصعوبات تُقدّر بأضعاف قدرة المواطن على تحمّل رفع الأسعار.
وأضاف: سنقدّم كل شيء نستطيع تقديمه للمواطن من أجل أن نحلّ المشكلات ونُحسّن الظروف، ولفت إلى أن الحكومة ومجلس النواب لا يوجد لديهم رغبة بمشاهدة البلد في الحالة التي يمرّ بها الآن.
وأكد الفراية أن الحكومة تقوم بتقديم كل ما في وسعها لدعم الطبقات الفقيرة والمستفيدة من المعونة الوطنية ضمن الموازنة.
وكانت السفارة الأميركية في الأردن حذرت الخميس الفائت رعاياها من السفر الشخصي والرسمي إلى 4 محافظات في جنوب البلاد، هي الكرك والطفيلة ومعان والعقبة، وذلك حتى إشعار آخر.
وبينت السفارة في بيان أن هذا الإجراء يأتي «بسبب تقارير عن الاحتجاجات المستمرة وإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة على المركبات في الشوارع والطرق السريعة في جميع أنحاء الأردن، خاصة في الجنوب».
وذكّرت السفارة رعاياها بأنه «حتى الاحتجاجات التي يقصد منها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول إلى مواجهة، وربما تتصاعد إلى أعمال عنف كما هو الحال دائماً».
الوطن