وزير الدفاع ورئيس الأركان الأميركيان للكونغرس: الصين الخطر الأمني الأول

وزير الدفاع ورئيس الأركان الأميركيان للكونغرس: الصين الخطر الأمني الأول

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٤ مارس ٢٠٢٣

قدّم وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خطاباً مطوّلاً في مبنى الكابيتول هيل اليوم، للضغط على الكونغرس بهدف الموافقة على طلب إدارة الرئيس جو بايدن للميزانية المالية لعام 2024 للبنتاغون، والتي يطلق عليها "الميزانية التابعة للاستراتيجية"، وتركز على إدارة المنافسة الاستراتيجية للبلاد مع الصين.
 
ويمثّل طلب ميزانية البنتاغون هذا العام زيادة بنسبة 3.2٪ عن السنة المالية 2023، وزيادة بنسبة 13.4٪ عن السنة المالية 2022، بقيمة تصل إلى 842 مليار دولار.
 
وفي شهادة مُعَدّة أمام لجنة المخصصات في مجلس النواب، أكّد وزير الدفاع الأميركي أنّ الولايات المتحدة "تمتلك أقوى سلاح بحرية في العالم، وستعمل على إبقائه في هذا المستوى"، محذراً من الخطر الذي تمثله الصين من خلال سرعة تطويرها لجيشها وبحريتها، وذلك عقب اشتداد النقاش الأميركي مؤخراً بشأن القدرات البحرية الصينية، ومدى تأثيرها في تفوق البحرية الأميركية.
 
وقال أوستن إنّ واشنطن "ستدعم أوكرانيا ما تطلّب الأمر، ونحن شكلنا فريقاً للتأكد من سرعة تسلّم كييف للأسلحة والقدرات اللازمة"، مؤكداً أنّ القوات الأميركية "تسعى لضمان وصول الأنظمة الدفاعية التي تحتاج إليها أوكرانيا في القتال".
 
وأضاف: "إذا خفضنا ميزانية الدفاع، فسيكون علينا شراء مزيد من الذخائر، وهذا سيؤثّر في جهود الاستقرار في العالم"، معتبراً أنّ "لدينا قدرات هائلة لحماية مصالحنا وحماية استراتيجيتنا، ولدينا بحرية هي الأقوى والأكثر سيطرة في العالم، وسنواصل التأكد من بقائها على هذا النحو".
المنافسة الاستراتيجية مع الصين
وتابع أوستن موضحاً أنّ "عناصر الأمن الوطني لدينا، والذين يعملون مع شركائنا في تايوان، يعززون قدراتهم، وهذا البرنامج يعطي قيمة مضافة مع الطرف الآخر، كما حدث مع أوكرانيا. وسنواصل تعزيز جهود الحرس الوطني، ونكمل كل ما نفعله مع تايوان".
 
وشدّد وزير الدفاع الأميركي على أنّ "القاعدة الصناعية هي عنصر أساسي يمكّننا من تحقيق ميزة استراتيجية، وسنواصل العمل مع مراكز الصناعة للتأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا لإبلاغها متطلباتنا، وللمساعدة حيثما أمكن ذلك على توسيع السعة والقدرات".
 
وأضاف أن "لدينا طلبَ شراء قيمته 170 مليار دولار، وطلبنا من الكونغرس سلطة تعاقد لأعوام متعددة، فنحن لا نشتري فقط الذخائر التي يمكن أن تنتجها الصناعة، بل نساعد ونستثمر أيضاً في زيادة سعتها، لتتمكن من التوسع وتجهيزنا بسرعة بما نحتاج إليه، ومساعدتنا على تجديد مخزون بعض حلفائنا وشركائنا، الذين تبرعوا به لأوكرانيا".
زيارة الرئيس الصيني لروسيا
وبشأن زيارة الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، لروسيا، ولقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال أوستن إنّ "الزيارة والبقاء هناك بضعة أيام يبعثان برسالة مقلقة للغاية. إنها رسالة دعم، ونحن لا نرى الصين تقدم أيّ دعم ماديّ إلى روسيا في الوقت الحالي، لكننا نراقب هذا من كثب".
 
وقال: "إذا كانت الصين تنوي السير في هذا الطريق، فأعتقد أن ذلك سيكون مقلقاً للغاية بالنسبة إلى المجتمع الدولي"، مضيفاً أن "علينا أن نتأكد من أننا لا نزال قوة قتالية ذات صدقية، وسنفعل كلّ ما في وسعنا للتأكد من أننا نفعل ذلك".
 
وبشأن النزاع بين الصين وتايوان، أكد أوستن أنّ "العمل العسكري ضدّ تايوان لن يكون وشيكاً أو أمراً لا مفر منه"، وقال إنه "يعتقد أن الطريقة التي تضبط الأمور في مكانها الصحيح هي التأكد من أنّ الطرفين قادران على التواصل وإجراء المحادثات".
 
وقال أوستن: "تواصلت عدّة مرات مع نظيري الصيني، وسأستمر في القيام بذلك، وأعتقد أنّ القادة العسكريين عليهم أن يكونوا قادرين على التحدث، بعضهم إلى بعض، من أجل إدارة التصعيد. لذا، أعتقد أن هذا التواصل مهم حقاً".
 
وأوضح أنّ واشنطن "تعزز قدرة أحواض بناء السفن الأميركية، لبناء السفن التي تتطلبها استراتيجيتنا"، مضيفاً: "نحن نشتري (منها) غواصتين هجوميتين من طراز فرجينيا، وغواصة صاروخية باليستية من طراز كولومبيا".
رئيس هيئة الأركان المشتركة: تخفيض ميزانيتنا سيضعف جهوزيتنا
بدوره، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، إنّ قواته "أجرت هذا الشهر 63 تدريباً مشتركاً على مستوى العالم مع حلفائنا وشركائنا".
 
وأضاف ميلي أنّ "معدلات الجاهزية أعلى الآن مما كانت عليه في أعوام عديدة، ويوجد 60٪ من قوة الخدمة الفعلية لدينا في أعلى حالات الاستعداد في الوقت الحالي"، كاشفاً أنه "يمكن للقوات أن تنتشر للقتال في أقل من 30 يوماً، ويمكن نشر 10٪ للقتال في أقلّ من 96 ساعة، وهذا يعني أنّ جيشنا جاهز".
 
وتابع: "إذا تمّ تخفيض الميزانية، فستتراجع جاهزيتنا، والتدريب سيتراجع كذلك، وهذا سيزيد في الخطر مع الصين، وهذه الميزانية هي لردع الحرب"، مؤكداً أنّ "قواتنا البحرية تمتلك قدرات مذهلة وفتاكة، وستُحدث فارقاً كبيراً، وتساعد على ردع أيّ نوع من العدوان من جانب الصين".
 
الصين هي التحدي الأمني الأول لواشنطن
وأكّد رئيس الأركان الأميركي أنّ "الصين هي التحدّي الأمني الأول في العالم، لكنّ الحرب مع الصين ليست حتمية أو وشيكة"، لافتاً إلى أنّ "خفض الميزانية سيزيد في المخاطر، ويرسل رسالة خاطئة، والنتيجة المحتملة ستكون تسريع ما يمكن أن يكون نوعاً من التحركات العدوانية في المستقبل، من في الصين أو دول أخرى".
 
وكشف ميلي للجنة الكونغرس أنّ "الصين تُعَدّ أخطر خصم جيوستراتيجي تواجهه الولايات المتحدة اليوم، وستستمرّ في مواجهته خلال نصف قرن، وربما خلال القرن بأكمله".
 
وقال المسؤول العسكري الأميركي إنّ "الجيش الصيني تحوّل من جيش مشاة قائم على الفلاحين في عام 1979، إلى جيش من الطراز العالمي، والذي هو أقرب ما يكون إلى الولايات المتحدة".
 
وأكّد ميلي للكونغرس أنّ "الصينيين ليسوا أفضل منا، فلديهم طريق طويل ليقطعوه من أجل ذلك، لكنّهم يغلقون الفجوة بسرعة كبيرة جداً، ويجب علينا أن نتأكّد من أنّنا سنظلّ الرقم واحداً في جميع الأوقات"، زاعماً أنّ ذلك "سيساعد على المحافظة على السلام، بينما في حال تخلّفنا بطريقة ما عن المواكبة، سيصبح ذلك خطيراً للغاية".
سيطرة كييف على القرم "صعبة للغاية" عسكرياً
وبشأن الوضع في أوكرانيا، ذكّر ميلي بأنّ "الرئيس كان واضحاً جداً بشأن الوضع  الاستراتيجي النهائي في أوكرانيا، وهو أن تظلّ أوكرانيا دولة ذات سيادة حرة، مع أراضيها الشرعية، والقتال من أجل أوكرانيا أكبر كثيراً من القتال من أجل بلد فقط".
 
وتطرق المسؤول الأميركي إلى هوية شبه جزيرة القرم الروسية، لافتاً إلى أنّ "ما قاله الرئيس في التوجيهات التي قدمها، وكذلك الوزير بلينكن وسوليفان، هو أنّ هذا قرار يعود إلى أوكرانيا، ومهمتنا هي مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها"، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع روسيا، بل نحن نساعد دولةً على الدفاع عن نفسها وسلامة أراضيها وشعبها"، على حد زعمه
 
وأشار ميلي إلى أنّ "استعادة القرم هي أقصى هدف وضعه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، علناً، وهو هدف من الصعب للغاية تحقيقه على المستوى العسكري".
 
أرقام الميزانية الاستراتيجية الجديدة
ويتضمّن طلب الميزانية زيادة بنسبة 40٪ في مبادرة الدفاع في المحيط الهادئ، والتي تهدف إلى مواجهة التوسع العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بحيث أكّد أوستن أنّ "مبلغ 9.1 مليارات دولار سيساعد على تمويل دفاعات أفضل لهاواي وغوام، والتي ظهرت عنصراً أساسياً للعمليات العسكرية الأميركية في المنطقة".
 
وتشمل الميزانية المقترحة أكثر من 61 مليار دولار للقوات الجوية، بما في ذلك تمويل جديد للمقاتلات النفاثة والقاذفة الاستراتيجية B-21، والتي تمّ الكشف عنها في كانون الأول/ديسمبر الماضي، و48 مليار دولار للبحرية، والتي تشمل بناء تسع سفن حربية.
 
وتسعى وزارة الدفاع للحصول على 11 مليار دولار من أجل مزيج من ذخائر المدفعية بعيدة المدى، والتي تشمل ما أطلق عليه أوستن "استثمارات كبيرة في الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت".
 
كما ستعمل ميزانية البنتاغون أيضاً على تسهيل الحياة للأفراد العسكريين، إذ اقترح بايدن زيادة الرواتب بنسبة 5.2٪ لأفراد الخدمة والمدنيين في وزارة الدفاع، ووصفها أوستن بأنها "أكبر زيادة في الرواتب العسكرية منذ عقود، لكنها لا تتطابق مع معدل التضخم السنوي الحالي البالغ 6٪ في الولايات المتحدة".
 
وبحسب أوستن، ستساعد الميزانية المقترحة أيضاً على حلّ مشكلة الانتحار لدى أصحاب الرتب العسكرية، من خلال تضمين تمويل إضافي للصحة العقلية وتحسين الوصول إلى رعاية الصحة العقلية.
 
وستستثمر الوزارة أيضاً في قوة عاملة متخصصة لمكافحة الاعتداء الجنسي والتحرش والانتحار، وغير ذلك من المشاكل التي يعانيها الجيش الأميركي.