كيف تتحول الرغبة الجنسية إلى إدمان؟

كيف تتحول الرغبة الجنسية إلى إدمان؟

آدم وحواء

الأربعاء، ١٧ يناير ٢٠١٨

في الوقت الذي يشكل فيه الإقبال على العلاقة الحميمية أمراً طبيعياً وصحياً لدى العديد من الأزواج ليعكس متانة علاقتهم العاطفية، يتجه البعض الآخر إلى الإدمان عليه بشراهة لدرجة المرض وتدمير النفس.

إن اختلاف نسبة الشهوة الجنسية الصحية لدى الأشخاص هو أمر موضوعي بالدرجة الأولى، فبعض الأشخاص يكتفون بممارسة العلاقة الحميمية على أساس أسبوعي، في حين أن آخرين يرغبون في الاستمتاع بها بشكل يومي، بحسب أخصائية العلاقات الزوجية ليندي ريزكين التي تشير إلى أنه يمكن أن تكون الشهوة الجنسية مرتبطة بظرف ما، كأن يكون الطرفان في مرحلة مبكرة من علاقتهما الزوجية لذا تكون الرغبة لديهما خلال السنوات الأولى أكثر من الأزواج الذين قضوا مع بعضهما سنوات طويلة.
ولكن متى تتخطى الممارسة الحميمية الخطوط الحمراء لتصبح إدماناً ومشكلة مرضية تستلزم العلاج؟

من وجهة نظر علمية، الإدمان على العلاقة الحميمية هو إشغال النفس بالتفكير بممارستها في معظم الأوقات، فيعمد الشخص إلى مشاهدة الأفلام البورنوغرافية التي تثير غريزته وتجعله يبحث عن شريك للتنفيس عن رغباته الجنسية خارج إطار الزواج، حتى لوكان لهذا الأمر تداعيات سلبية على العلاقة الزوجية أو العمل أو العلاقات الاجتماعية.

ووفق المستشارة النفسية لأمريكية كيلي ماكدانييل، وهي مؤلفة كتاب “النساء في مواجهة الحب والعلاقة الحميمية وإدمان العلاقات”، فإن الأشخاص الذين يقعون في فخ الإدمان الجنسي يعتبرون العلاقة الحميمية وسيلة للتنفيس عن مكبوتات ومعاناة نفسية مروا بها نتيجة التعرض لحادث اغتصاب أو تحرش في الصغر أو للهروب من أمر سلبي يجعلهم يبحثون عن المتعة في الإباحية، فيصبح الأمر إدماناً يصعب التخلص منه.

بالنسبة لماكدانيل، هناك بعض العلامات الواضحة التي تدل على إدمان الشخص على الجنس، مثل الانشغال في أوقات الفراغ بمشاهدة الأفلام الإباحية، أو البحث عن شركاء محتملين لإقامة العلاقة الحميمية على حساب العلاقات والعمل والصحة، والمحاولات الفاشلة للحد من النشاط الجنسي، وصرف الأموال للحصول على بعض التجارب الحسية مثل التدليك، الشعور بالغضب أو الحزن في حال عدم تلبية الرغبات الجنسية، الاستمناء القهري، بالإضافة إلى ما يطرحه الموضوع من مخاطر عالية لارتكاب جرائم جنسية مثل التحرش أو الاغتصاب.

إن الفرق بين الشره الجنسي والإدمان الجنسي يكمن في أن هذا الأخير يشبه إلى حد ما الإدمان على المشروبات الكحولية أو السجائر أو الكوكايين، حيث يحمل صاحبه على الإفلاس وتدمير صحته الجسدية مع علمه بذلك، لكن في الوقت نفسه لاتكون لديه القدرة للتراجع أو التوقف عن هذا الإدمان.

وتؤكد ماكدانيل أن هذا النوع من الإدمان يستوجب علاجاً نفسياً مكثفاً للمريض، يكون عبارة عن جلسات فردية أو جماعية ربما تتضمن تناول العقاقير المهدئة، لأن الأمر يتعلق فعلياً بمرض دماغي يستوجب علاجه كأي حالة إدمان أخرى.