في عيد الحبّ... عندما ترفض المرأة زوجها

في عيد الحبّ... عندما ترفض المرأة زوجها

آدم وحواء

الاثنين، ١٢ فبراير ٢٠١٨

العلاقة الجنسية ضرورية بين الزوجة وزوجها، فهي تكمّل الحب الذي يجمعهما وتضيف إلى علاقتهما الشعورَ بانتماء الواحد للآخر. كما أنّ العلاقة الجنسية بين الزوجين نوعٌ من الإهتمام بالآخر وبمشاعره، لذا هي ليست فقط «فعلاً»، بل إنها «فنٌّ» يستعمله الزوجان لإضافة الرومانسية، ما يميّز الكائنات البشرية عن الكائنات الأخرى التي تتكاثر بدون اللجوء إلى الحنان والحب والرومانسية. ولكن أحياناً، «تؤجّل» الزوجة، أو تبتعد عن زوجها وترفض إقامة علاقة جنسية معه... خصوصاً بعد الإنجاب، حيث تعتبر بعض النساء، أنّ الأطفال هم أولوية. فمتى تبتعد المرأة عن زوجها جنسياً؟ وكيف يمكن أن يتجنّب الزوجان هذه المشكلات؟ وما هو دور الرجل (الزوج) في هذا المضمار؟
يحتفل العالم في 14 شباط بعيد الحب. تبدأ التحضيرات له، منذ بداية شهر شباط، وتستمرّ لفترة حيث يختار الحبيبان الهدايا من وردة حمراء إلى تلك الغالية الثمن، ويحجزان لعشاءٍ فاخرٍ تعبيراً عن الحب والإهتمام.
 
كما يُظهر العشاق المتزوّجون حبَّهما لبعضهما، حتّى مع وجود الأطفال، فالحب كان أوّل ما جمعهما. ومن مظاهر الحب، الإهتمام بالشريك على جميع الأصعدة ومنها الصعيد الجنسي. ولكن بعض الأحيان ترفض الزوجة العلاقات الحميمة مع زوجها.
 
البحث عن سبب عضوي
 
قبل التحدّث عن الأسباب النفسيّة التي يمكن أن تدفعَ المرأة إلى الهروب من العلاقة الجنسية مع زوجها، يجب التأكد من أنها لا تعاني أيَّ سبب عضوي. كما يمكن التأكد من أنّ الزوجة لا تعاني العجزَ الجنسي أو البرودة الجنسية.
 
وأهم أسباب البرودة الجنسية عند المرأة:
 
• الاضطرابات النفسية ومنها الإكتئاب والقلق والتوتر العصبي والإحباط والملل والضيق والعصبية.
• الضغوط الإجتماعية التي تعايشها المرأة كالمشكلات العائليّة، سوء التفاهم وغيرها...
• المشكلات العلائقية، كالإضطراب في العلاقة الرومانسية بين الزوجة وزوجها وتوتّر العلاقة، ما يجعلها باردة جنسياً.
 
الأسباب النفسية لإبتعاد الزوجة عن زوجها
 
هناك الكثير من الأسباب التي تُنفر المرأة من العلاقة الجنسية مع زوجها، ومنها:
 
أولاً: أسبابٌ تتعلّق بطريقة أداء العملية الجنسية، حيث يهمل الزوج مداعبة زوجته، فتكون العملية الجنسية بينهما «أوتوماتيكية»، لا تأخذ بعين الإعتبار مشاعرها واحتياجاتها. يجب أن يعرف الرجل بأنّ المرأة تحتاج بطبيعتها وقتاً أطولَ منه للشعور بالاندفاع نحو العلاقة الجنسية، كما أنها تحب «التحضيرات الجنسية» قبل ممارسة الحب.
 
ثانياً، النظافة الشخصية مهمّة جداً في العلاقة الجنسية. فالإستحمام ونظافة الأعضاء التناسلية ورائحة الجسد العطرة وروائح غرفة النوم الجذابة... كلها تساعد على الإستسلام للعملية الجنسية والإنسجام فيها، والعكس صحيح.
 
ثالثاً، إنّ النقطة الأخيرة التي تؤثر تأثيراً مباشراً في العلاقة ما بين الزوج والزوجة هي «مفهوم العلاقة الجنسية». فالخوف من العملية الجنسية بسبب تربية جنسية خاطئة وترسيخ فكرة مفادها أنّ «العملية الجنسية» حتّى مع الزوج فعل «غير مقبول إجتماعياً» تدفع المرأة إلى رفض أيِّ علاقة جنسية مع زوجها معتبرةً بأنها علاقة «زنى»، ما يجعلها فريسةً سهلةً لاضطراب تشنّج المهبل، التي تكون أسبابُه نفسيّةً خصوصاً إذا عانت المرأة من تحرّشٍ جنسيٍّ أو إغتصاب.
 
وطبعاً هناك أسباب أخرى منها المشكلات العلائقية بين مختلف أفراد العائلة الواحدة وخصوصاً بين الأم والأب، بالإضافة إلى الأمراض النفسية والإضطرابات الشخصية وأسباب غير واعية تجعل المرأة سجينة البرودة الجنسيّة كقلّة شعورها بالثقة في النفس، و بأنّ جسمها غيرُ جذّاب...
 
والحل...
 
إنّ التناغم، الحبّ والعاطفة، والاهتمام النفسي والجنسي هي ثلاثة مفاتيح أساسية تُبقي المرأة منجذبةً لزوجها. وللإنجذاب قواعده الخاصة بين الزوج والزوجة، ومنها:
 
أولاً، التحضير ما لا يقلّ عن نصف ساعة للعلاقة الجنسية، والتذكّر بأنّ هذه العلاقة لا تنطلق بـ«كبسة زر» ولا يمكن أن تستمرّ فقط لخمس دقائق، بل يجب على الشريكين أن «يتشاركا الحب» والمداعبة حتّى وصول كليهما إلى الرعشة الجنسية (وليس الرجل فقط). والكلام الرقيق الرومانسي قبل، وخلال وبعد العلاقة الحميمية أساسي ومهمّ لانجذاب الطرفين لبعضهما. كما أنّ الاهتمام بالمظهر الخارجي وممارسة الرياضة والبقاء بشكل مقبول، يساعد على زيادة ثقة الزوجين بنفسيهما، ما يُحصّن علاقتهما.
 
ثانياً، قراءة الكتب التي تُعنى بموضوع العلاقات الجنسية ومشكلاتها. فالثقافة الجنسية مهمة جداً لفهم الجسم والتثقيف الجنسي وتغيير الوضعيات الجنسية خلال العلاقة الحميمة بين الزوجين.
 
ثالثاً، إهتمامُ الزوج بزوجته (ليس فقط خلال العلاقة الجنسية) يلعب دوراً أساسياً في تقبّل المرأة لهذه العلاقة. مثلاً مساعدة الزوج لشريكته في أعمال المنزل، ورعاية الأطفال، وإعرابه عن الشكر والتقدير لها، من الأمور التي يمكن أن تعزّزَ إندفاعها للعلاقة.
 
رابعاً، لا يجب أن يكون الإنجذابُ جسدياً وجنسياً فقط، بل يجب أن يكون هناك إنجذابٌ روحيّ. يعتبر علم النفس الثنائي (Couple Psychology) بأنّ الرجل ينجذب إلى الشكل الخارجي للمرأة كما تفعل هي أيضاً.
 
طبعاً، يلعب الشكل الخارجي دوراً هاماً، ولكنه ليس الأساس لبناء علاقة متينة بين الزوجين. إنّ الزواج الناجح والعلاقة الجنسية التي تستمرّ بين الزوجين، لا ترتكز فقط على الشكل الخارجي لرفيق العمر ولكن أيضاً على الإنجذاب الروحي لبعضهما البعض.