منها تقليص الفجوة الجندريّة بين الجنسيْن.. كيف تصبحُ المرأة "متحرّرة"؟

منها تقليص الفجوة الجندريّة بين الجنسيْن.. كيف تصبحُ المرأة "متحرّرة"؟

آدم وحواء

الجمعة، ١٤ يونيو ٢٠١٩

تمكّنت فئة قليلة من النّساء، ومن سنوات قريبة، نيْل الجزء اليسير من حقوقها، وما زالت حتى اللّحظة تسعى للوصول إلى التمكين في بعض ميادين الحياة، رغم تهميش دورها فيها.
إلا أنّ بعضًا من هؤلاء السّيّدات، استطعنَ فعلاً الوصول إلى الاحترافيّة في بعض الأعمال، وأصبحنَ "رياديات" ينافسنَ الرّجل في تولّي المناصب القياديّة، وصولاً إلى مناصب عليا، لم يحتلّها سابقًا إلا الرّجال، كما يقول المتخصّص في الدّراسات الاجتماعيّة، الدكتور فارس العمارات.
وجرّاء هذا التّنافس الذي أضاع بعض الفرص من الرّجال، يوضّح العمارات، أنّ البعض منهم أخذوا يتّهمون النّساء بالتحرُّر، غير المنطقيّ، واتّهامها بالخروج عن سكّة القيم والعادات، جرّاء اختلاطها بالرّجال، ومحاورتها، بل ومنافستها في العمل والابتكار، الذي أوصلها إلى مستوى متقدّم من الرّيادة.
وفي سياق متّصل، يشير العمارات، إلى أنّ العولمة، والثورة، المعلوماتيّة فعلتْ فعلتها، وتمكّنت من تحويل الكثير من المسارات، إلى مسارات إنتاجيّة، جعلها تبرُز، وتصبح مهمّة في موقعها.
متى تحصد لقب "المتحرّرة"؟
العمارات حسب قوله، يؤكّد، على أنّ المرأة لا يمكن وصفها بـ "المتحررة" طالما تتّسم مشاركاتها في بعض الميادين بالضّعف، حتى وإنْ كانت تطالب بالمساواة، ومنحها حقوقها التي هي في الأساس حقّ مشروع لها، كما لا يمكن الانتقاص من تلك الحقوق، أو انتقاؤها بما يحلو للمجتمع الذكوريّ، الذي ينبذها، وينبذ مشاركتها له في المجتمع.
أمّا متى لها نيل لقب "المتحرّرة"، فإنّها لن تصل إلى حالة التحرّر الإيجابيّ في الفكر، والمنطق، والتّحليل المبني على تلبية الاحتياجات، وتأدية الدّور المنوط بها، إلا إذا تحرّرت من قيد السّلطة الذّكوريّة، من ناحية.
وأيضًا، عندما تصبح قادرة على إثبات كامل أحقيّتها في العيش كجزء فاعل في مجتمعها، وكشريك للرّجل في صنع القرارات، من ناحية أخرى.
وإذا استطاعت فعلاً التّخلّص من تبعيّات الانقياد خلف الأفكار الهدّامة، التي تعتبرها أنّها من ضلع أعوج لخدمة الرّجل، وإرضاء شهواته. وأثبتت لنفسها، مدى أهميتّها كفرد فاعل قادر على تحقيق رسالتها الإنسانيّة، عندها نستطيع التّأكيد بأنّها تسير نحو تحرّرها.
وانتهى العمارات، بالدّعوة إلى تقليص الفجوة الجندريّة بين الرّجل والمرأة، والذي لن يتجسّد إلا في ظلّ وجود قوانين تعمل على تفعيل دورها ضمن كافة مستويات صنع القرار، وتحقيق العدالة بينهما.