الانحرافات السلوكية لدى المراهقين..معناها وأسبابها

الانحرافات السلوكية لدى المراهقين..معناها وأسبابها

آدم وحواء

الخميس، ٧ يناير ٢٠٢١

انحراف سلوك المراهق مشكلة اجتماعية لا تخلو منها أي بقعة في العالم ، والمنحرفون يشكلون خطراً على المجتمع، ويسببون القلق والخوف على أنفسهم وعلى ذويهم، ويتراوح الانحراف من مخالفات اجتماعية بسيطة إلى جرائم بشعة. لهذا كان لقاؤنا والدكتور إبراهيم حجي خبير علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث؛ للتعرف إلى معنى الانحراف السلوكي للمراهق وأسبابه
 
معنى الانحراف
 
للانحراف آثار سلبية على الأسرة
لاشك أن للانحراف آثاراً سلبية على الأسرة والمجتمع؛ فالشاب والفتاة في مرحلة المراهقة يتبعون السُّلوك الانحرافي الذي يكون مُكتسباً وليس فطرياً، فهم لم يُولدوا مُنْحرفين
 
المراهقون يقعون ضحايا للانحراف، وتعدُّ رفقة السُّوء من أعظم أسبابه، ففي ظل انشغال كل عضو من أعضاء الأُسرة خاصَّة الوالدين، يبدأ السُّلوك المُنحرف يتوغّل للمُراهق
 
يُعرَّف أنّه اختراقُ التوقُّعات الاجتماعية وانتهاكها، بمعنى الخروجُ عن المعايير التي يُحدّدها المُجتمع لديه ويرتضيها للسّلوك ولا يُلتزم بها
 
هو السّلوك الذي يكُون خارج التّنبؤات المُشتركة والمُمكِّنة في المحيط الاجتماعيّ
 
أسباب انحراف المراهقين
 
البيئة الأسرية هي الأساس في شخصية المراهق
البيئة الأُسرية هي الأساس في تشكيل وبناء شخصية المراهق، وفقاً للدراسات الحديثة؛ فإنّ غالبية المُنحرفين ينتمون لأُسر غير مترابطة أسرياً
 
هناك ارتباط وعلاقة وثيقة بين انحراف المراهق وانحراف أحد والديه، كما أن أي خطأ في التنشئة الاجتماعية يولّد الانحراف، من حيث التدليل الزائد، القسوة الزائدة، عدم المساواة في المعاملة بين الأبناء
 
 
الفقر يقود كثيرا إلى عدم الاستقرار الاجتماعي
وفي أحيان كثيرة يقودُ الفقر لحالةٍ من عدم الاستقرار الاجتماعيّ والحرمان الاقتصاديِّ، مما يسبب مجموعة من المشاكل الاجتماعية التي تُهدّد الأسرة؛ والتي تعد عقبةً في وجه التنشئة والتربية المُثلى
 
ضعف الوازع الدينيّ: إذ إنّ الشّباب الذي تخلّى أو ابتعد عن تعاليم دينه وشرعه سيقع بلا شك في الانحراف بشكلٍ أكبر من الشّباب الذي تمسّك بها
 
الفراغ: إذا فرغَ المرء ولم يجد ما يفعله، فسيكون وقوعه في الانحراف أسهل ممّن يشغل وقته بما يفيد
 
 
فسادُ بيئة الإنسان: إنّ الإنسانَ انعكاسٌ لما في بيئته، فإذا صَلُحت صَلُح وإذا فسدتْ فسَد، فمن نشأ في بيئة تُشجّع الانحراف أو تُيسّر دربه، فإنّه سيكون أكثر احتمالية للوقوع في الانحراف من غيره
 
أصدقاءُ السّوء: تزيد احتماليّة انحرافِ الشّباب إذا كان أصدقاؤهم كذلك، (إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكير)ِ
 
فسادُ والديّ الإنسان أو أحدهما: لهذا يجبُ على المرء أن يختارَ شريكاً صالحاً ليُشاركه حياته وتربية أولاده، فإنّ أخلاقَ الوالدين وتعاملهما وقيمهما تؤثّران على الأبناء
 
 
كثرة المال..أحد أسباب انحراف المراهق
اليُتم: عندما يفقدُ الإنسان والده الذي كان يرعاه ويُدبّر أموره وأسباب معيشته سيزوره الهمّ والفقر والغمّ؛ ممّا قد يدفعه لكثيرٍ من السلوكيات السيئة كالسرقة وبيع المخدرات وغيرها، وبالتالي لطريق الانحراف
 
كثرة المال: فيقوم الشباب بتبذير المال وإنفاقه بإسراف فيما لا يُفيد، وقد يكون هذا أحد أسباب انحرافهم
 
الحرية المطلقة: عندما يُمارس الشّباب حُريّتهم بشكلٍ مُطلقٍ وغير مسؤول، فإنّ عواقب الأمور تكون وخيمة، فهم يظنّون أنّ معنى الحرية يتجسّد في قول وفعل ما يشاؤون، وفي الخروج والدخول دون رقيب، وفي لبس وصرف ما يُريدون
 
ما الذي يمكن اعتباره سلوكاً منحرفاً؟
 
الانحراف..ما يثير استهجان وغضب المجتمع
يعرف السلوك الانحرافي على أنه الخروج عن قيم وقواعد مجتمع ما، وقد يكون هذا السلوك الانحرافي إجرامياً أو غير إجرامي. بمعنى أن سلوكاً ما قد يعتبر انحرافاً في مجتمع وطبيعياً في مجتمع آخر. وكل مجتمع يحدد قواعده، ولكن ما يمكن اعتباره سلوكاً انحرافياً
 
في كل مجتمع هو ما يثير استهجانه وغضبه ورفضه. أحياناً يكون السلوك انحرافياً في عرف القانون ومقبولاً لدى المجتمع، فمثلاً تحدد الدول سن الزواج القانوني بحيث يتم معاقبة المخالفين لقواعد الدولة، إلا أن بعض المجتمعات لا ترى غضاضة من الزواج بسن يقل عن السن القانوني الذي حدده وهكذا