رسالتنا للشباب والفتيات في العام الجديد: دعوا القلق وتمسكوا بالأمل

رسالتنا للشباب والفتيات في العام الجديد: دعوا القلق وتمسكوا بالأمل

آدم وحواء

الخميس، ٤ فبراير ٢٠٢١

قد يشعر بعض الشباب والفتيات بمجرد تعرضهم لأي فشل، أو مرورهم بضائقة مادية أو نفسية بأنّ اليأس قد تمكن منهم وأنّ القلق بات رفيقهم الدائم إلا أنهم يجهلون ما حباهم الله به من قدرة على النهوض مرة أخرى، ومواجهة الصعاب بالإيمان والأمل.
 
ورغم ما شهده العام أجمع من حوادث سلبية في سنة 2020 إلا أنّ الكثير من الشباب والفتيات استطاعوا تجاوز عقباته، والنجاح بالخروج منه بهمة أكبر، وعزيمة أقوى.
 
المستشار التربوي والنفسي "الدكتور عبدالله خاطر" وجه نصائح للعام الجديد مهمة لهذه الفئة التي طالها القلق كي يتجاوزوه بيسر ودون أية آثار جانبية، كما شرح بشكل مبسط مفهوم القلق وأسبابه وطرق تجاوزه.
 
 نعيش في زمن القلق إلا أنّ الأمل موجود
 
بداية يؤكد "الدكتور عبدالله" بأننا نعيش في عصر القلق، ومؤشرات القلق على مستوى العالم جديرة بالاهتمام؛ إلا أنه وفي المقابل ما زال الكثير من الناس يعيشون في فسحة من الأمل، ويجعلون من التفاؤل بغد أجمل رفيقهم الدائم في مشوار الحياة.
 
وربما لا يوجد سبب يدفع الشباب والفتيات للشعور بالقلق، ويجب أن نعلم أنّ هذا الشعور ليس بالأمر السيئ، فأحيانًا يدفعنا للإبداع والإنجاز، وقد يلعب دورًا مهمًا بدفعنا للقيام بالسلوك المفيد والهادف والذي يسهل عملية التعلم.
 
أما في حال زادت حالة القلق عن الحد المعقول فإنه سيؤثر في شخصية المصاب انفعاليًّا واجتماعيًّا وسلوكيًّا، بل قد يصاحبه أعراض صحية كضيق في النفس أو تسارع في نبضات القلب أو الصداع.
 
القلق يؤثر على الحياة
 
 
من الواضح أنّ القلق يؤثر بشكل واضح على جودة حياة الشباب والفتيات، فتسبب لهم الإحباط وتصيبهم بالوهن الجسدي، كما يقلل من فاعليتهم في المجتمع، ويدمر علاقاتهم مع من حولهم، ويؤدي بهم إلى حب الانطواء والعزلة، لذا يجب عليهم ألا يستسلموا له، ويواجهوه بالتفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة والهوايات المختلفة، والبحث عن أشخاص إيجابيين يبعثون في النفس الراحة، ويزرعون في داخل الإنسان القلق نظرتهم الإيجابية للحياة.  
لابد من علاج القلق
لابد أن تعلم هذه الفئة بأنّ القلق لا يمكن أن يُترك دون علاج، فعلاجه موجود بعكس من يعتقد خلاف ذلك، ويمكن السيطرة عليه من الأسابيع الأولى للعلاج، وسرعان ما يمتثل المصاب به للشفاء، فإضافة لما تم ذكره سابقًا من أساليب تساعد على تجاوزه ليس هناك من حرج في استشارة طبيب نفسي إن كان الأمر يستدعي ذلك، فمن خلال مراجعة الطبيب تتم معرفة أسباب القلق المحتملة لدى المريض وطرق التكيف معها.
رسائل للمصابين بالقلق
 
هناك أربع رسائل مهمة لابد أن تصل لكل شاب وفتاة يعانون من القلق، وهي:
 
القلق جزء من الحياة.
القلق ليس عدوًا، ويجب فقط معرفة كيفية التحكم به والتعامل معه.
ما يشعر به المرء من أعراض فسيولوجية أثناء القلق مرتبطة بالتسارع القلبي والتنفسي وليست نوبة قلبية.
 
 
أمور يجب أن يعيها الشباب والفتيات
 
 
من الضروري والمهم لكل شاب وفتاة أن يتعلما كيف يصبحان أكثر وعيًّا لأفكارهما المضطربة، وكيف يحولانها إلى أفكار أكثر وعيًّا ومنطقية، وأهم الأساليب التي تساعد في ذلك:
 
أسلوب السهم النازل، وفيه يتم اكتشاف أسلوب نمط التفكير عند الشاب أو الفتاة، وما ينتج عنها، ويستخدم فيه الشخص السؤال الذي يبدأ بماذا لو؟ ثم يكتب الجواب الذي هو نتيجة لتفكيره.
أنظر إلى الأشياء بواقعية، فعندما يكون الشخص بحالة قلق فإنه يتخذ القرارات حول كل ما هو خطير بشكل تلقائي، فلا يتوقف ولو للحظة ليفكر هل هذا الموقف خطير أم لا؟ وهو بكل بساطة يفترضه كذلك.
لذا عليه أن يقيم المخاطر المحتملة، وهذه الأسئلة تساعده في ذلك:
 
هل أبني توقعاتي على أساس الحقائق أم المشاعر؟
 
هل قيّمت احتمالية وقوع النتيجة السلبية التي أخاف منها؟
 
هل أستخدم جميع ما لدي من المعلومات أم السلبية منها؟
 
 
 
تعامل مع العواقب بشكل طبيعي، فقد يقع الشاب أو الفتاة في دائرة فكرة خاطئة، وهي افتراض أنّ أي فشل قد يتعرض له قد يصبح كارثيًّا.
hope.jpg
 
 
 
نصيحة أخيرة:
فكروا بالقلق على أنه مجرد مثير، أو أنه ببساطة مجرد ضجيج يمكن التحرر منه.
ابحثوا عن الحلول المُناسبة للمشاكل والعوائق التي قد تحدث معكم، وتوقُعوا النّجاح دائمًا.
 ركِّزوا على ما يجعل حياتكم أكثر سعادةً وجمال، واطردوا القلق منها، وانظروا إلى الجانب المُشرق دائمًا، وعندما تشعرون بضغط أو تشاؤم بادروا إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتحدثوا مع الناس لتخرجوا من عزلتكم.
عليكم بالتفكير بصورة إيجابية ومتفائلة فهو يساعدكم على تحرير الطاقات الكامنة بداخلكم، ويعد أمرًا مفيدًا صحيًّا وذهنيًّا.
تعلّموا من اليوم فصاعدًا أن تتعاملوا مع التحدي على أنه فرصة للنمو، فرصة للتعلّم، فرصة للمواجهة الممتعة، فرصة للنضج أكثر والتعلّم من الحياة.
لا تفسحوا المجال للمشاعر السلبية أن تسيطر عليكم طويلاً، انتفضوا وانهضوا بعزيمة وقوة وتفاؤل، استعيدوا قواكم وتركيزكم، وتذكّروا الدرس الذي مررتم به دومًا كي لا تقعوا فيه مرة أخرى، بهذا تضعون أقدامكم على أول الطريق الذي يجعلكم تحولون الضعف والفشل إلى قوة ونصر، وعندها فقط ستستعيدون عزيمتكم وثقتكم بأنفسكم.