السينما المصرية في العيد ... بين الأكشن والكوميديا

السينما المصرية في العيد ... بين الأكشن والكوميديا

سينما

الاثنين، ٢٠ أغسطس ٢٠١٨

 سبعة أفلام مصرية تتنافس على جيوب المشاهدين خلال عيد الأضحى، ستثير حالة من النشاط السينمائي المحموم في صالات القاهرة والأقاليم، حيث باتت أيام أعياد الفطر والأضحى الموسمين الأكثر نشاطاً.

سبعة ربما لا يكون رقماً كبيراً، ولكن العبرة في هذا الموسم هو حجم هذه الأفلام إنتاجياً وأسماء نجومها وكتابها ومخرجيها، وهي أسماء كبيرة عددياً وفنياً بشكل يجعلنا نقول بلا تردد إنّّه واحد من أكبر المواسم التي شهدتها السينما المصرية منذ سنوات طويلة.

 


الأهم هذه الأفلام على المستوى الفني هو «تراب الماس» للمخرج مروان حامد وتمثيل آسر ياسين، منة شلبي، ماجد الكدواني، شيرين رضا، إياد نصار ومحمد ممدوح. يدور الشريط حول سلسلة من جرائم القتل الغامضة على خلفية سياسية واجتماعية مصرية، على بعض من أسرار تاريخية، على بعض من وقائع فساد معاصرة. «تراب الماس» هي الرواية الثالثة للكاتب أحمد مراد التي يقوم مروان حامد بتحويلها إلى فيلم بعد «الفيل الأزرق» و«الطيبين». واضح أن الاثنين تربطهما كيمياء واحدة وتفاهم ومفهوم مشترك عن الفن. وهذا المفهوم يقوم على الغموض والتشويق وعلى الاهتمام بالتكنيك وحرفية التنفيذ قبل أي شيء آخر. وقد نجح أحمد مراد في صنع عالم روائي جماهيري وسط مجتمع لا يتعاطى الأدب أو القراءة بشكل عام، حتى لو كان أغلب هذا الجمهور من المراهقين والشباب «العاديين» من أبناء الطبقة الوسطى الذين تربوا على أفلام الرعب والإثارة الأميركية، وهو ما يسعى مروان حامد إلى تحقيقه سينمائياً.

«تراب الماس» بلا شك هو فيلم الطبقة الوسطى من جمهور العيد وما بعد العيد


ولكن هل يعني ذلك أن مروان حامد هو المعادل السينمائي لأحمد مراد؟ هناك فارق الوسيط: مراد جسد نموذج الأديب البوليسي الشعبي على الطريقة الغربية، بينما حامد يسعى إلى صنع أفلام جماهيرية وجيدة الصنع في الوقت نفسه على الطريقة الهوليوودية. وكل منهما لا يشغل باله بقضايا فلسفية أو سياسية أو اجتماعية أعمق من مناقشات مواقع التواصل الاجتماعي ومحاضرات التنمية البشرية.
رواية «تراب الماس» من أوائل أحمد مراد المبكرة، الثانية بعد «فيرتيجو» وأفضلها في تصورنا. الحبكة فيها أكثر إحكاماً واللغة أقل تصنّعاً وتحذلقاً، وهي تخلو من الاقتباسات الفكرية التي راح يستخدمها في أعماله اللاحقة، وهي تحفل بما يمكن أن نطلق عليه «النميمة» الأدبية على طريقة رواية «عمارة يعقوبيان»، حيث تصور وقائع تزاوج وفساد بين أهل السلطة ورجال الأعمال تستدعي إلى الأذهان بعض أسماء ووقائع معروفة. ومن الغريب أن سيناريو الفيلم الذي كتبه أحمد مراد نفسه يختلف كثيراً عن الرواية لأسباب غير مفهومة أحياناً.
الفيلم بشكل عام من أكثر أعمال مروان حامد إتقاناً، خاصة في ما يتعلق بالتصوير والإيقاع، وإدارة الممثلين التي كانت مشكلة في أعماله السابقة. هو فيلم تثبت به صناعة السينما المصرية أنها قادرة على استنساخ هوليوود بشكل جيد. «تراب الماس» بلا شك هو فيلم الطبقة الوسطى من جمهور العيد وما بعد العيد. أما الجمهور «الشعبي» العريض، الذي يجتاح دور العرض في الأعياد باعتبار السينما «فسحة» لا تتكرر سوى كل بضعة أشهر، ويتكون معظمه من شباب ومراهقين ينتمون للأحياء الفقيرة، فسوف ينقسم بين فيلمي «الديزل» و«بني آدم». وهما من نوعية الـ«أكشن» التي أصبحت الورقة الرابحة سينمائياً وتلفزيونياً خلال السنوات الأخيرة.

تامر حسني في «البدلة»


الأول هو «الديزل» للنجم الأكثر شعبية حالياً محمد رمضان، الذي حققت أعماله السينمائية والتلفزيونية نجاحاً كبيراً لدى الطبقات الشعبية. أعمال تحفل بمشاهد العنف والانتقام والصراع على المال والسلطة خارج إطار القانون. «الديزل» من إنتاج آل السبكي وإخراج أحد أبنائهم كريم السبكي، تلك العائلة التي تخصصت في صنع الأفلام الأكثر شعبية والأكثر تعرضاً لانتقادات النقاد والإعلاميين بسبب ذوقها «الشعبي» الفج في ما يتعلق بالعنف والعري. في «الديزل»، يراهن آل السبكي ومحمد رمضان على صنع عمل يلقى الشعبية ولا يثير الجدل. لكن الفكرة والقصة والمعالجة لا تختلف كثيراً عن أعماله السابقة: شاب بسيط يعمل «دوبليراً» ومؤدياً للحركات الصعبة بدلاً من أبطال الأفلام، بينما تعمل خطيبته كمساعدة لإحدى النجمات. وعندما تموت خطيبته، يتحول من رجل طيب إلى وحش كاسر يمارس الانتقام ضد من تسببوا في مقتلها.

الجمهور «الشعبي» العريض سوف ينقسم بين فيلمي «الديزل» و«بني آدم»

إلى جانب رمضان، يضمّ ممثلاً «جاداً» هو فتحي عبد الوهاب، ونجمتين جميلتين هما المخضرمة هنا شيحة، والصاعدة ياسمين صبري، التي شاركت في بطولة آخر أعمال محمد إمام، المنافس الأول لمحمد رمضان، سواء في شباك التذاكر أو من خلال تبادل الغمز واللمز على مواقع التواصل الاجتماعي! «بني آدم»، يعود به الممثل يوسف الشريف إلى السينما بعد توقف لعشر سنوات تقريباً، منذ أول وآخر بطولة مطلقة له في فيلم «العالمي» الذي حقق نجاحاً كبيراً، انتقل بعده إلى التلفزيون ليقدم عدداً من المسلسلات الناجحة التي تنتمي إلى نوعية «الأكشن». لكنه «أكشن» الطبقة الوسطى المتعلمة الذي يختلف عن «أكشن» محمد رمضان الشعبي، حيث يلعب عادة دور رجل الأمن أو المواطن النموذجي: طبيب، ضابط مخابرات، رجل شرطة... 
في «بني آدم»، يلعب يوسف الشريف دور رجل أعمال غامض يعتقد من حوله أنه مجرم أثيم، ولكن يتبين أنه عميل سري يساعد الأمن على الإيقاع بالمجرمين. الفكرة نفسها التي لعب عليها مسلسل «رحيم» لياسر جلال في رمضان الماضي!
الطريف أن كلاً من الشريف وجلال أطلقا لحيتيهما في العملين. هذه اللحية التي تتخللها شعرات بيضاء علامة ذكورة، تختلف بالتأكيد عن عضلات وصدر محمد رمضان. والطريف أيضاً أن الشركة المنتجة للعملين يملكها رجل أعمال لديه علاقات شراكة قوية مع الأجهزة الأمنية!
فيلم «بني آدم» من تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج أحمد جلال. الأول كتب والثاني أخرج كل أعمال يوسف الشريف التلفزيونية الأخيرة، ومن المتوقع أن يتصدر الفيلم إيرادات العيد، أو على الأقل يشارك «الديزل» الصدارة. ولعلّ الرهان ليس بين رمضان والشريف بقدر ما هو رهان بين فئتين من الجمهور ليس معروفاً من منهما الأكثر تحمساً لزيارة صالات العرض السينمائي في العيد، أو من منهم يملك بعد ثمن «فسحة» زيارة السينما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة!
لا يمكن أن يخلو العيد من الأفلام الكوميدية الخفيفة، وهناك ثلاثة أعمال تنتمي لهذا النوع هي: «البدلة» لتامر حسني، وأكرم حسني، من تأليف أيمن بهجت قنر وإخراج مانو العدل. الفيلم الثاني هو «الكويسين» من بطولة أحمد فهمي، وحسين فهمي، وشيرين رضا، وبيومي فؤاد، وعدد كبير من نجوم الكوميديا، وإخراج أحمد الجندي، الذي قدم عدداً من الأعمال الكوميدية التلفزيونية الأكثر نجاحاً خلال السنوات الماضية.
الفيلم الخفيف الثالث هو «سوق الجمعة» من تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز، اللذين قدما عدداً من الأفلام عرفت باعتمادها على القصص والشخصيات الكثيرة التي يجمعها مكان واحد: «الكاباريه»، الفرح، القطار. وهما يعودان هذه المرة ليرصدا بعض الشخصيات ومظاهر الحياة في أحد الأسوق القاهرية المعروفة. أخيراً، يتبقى فيلم «بيكيا» لمحمد رجب وأيتن عامر وإخراج محمد حمدي، وهو آخر محاولات محمد رجب للبقاء كبطل أوحد، حتى لو كانت إيرادات الأفلامه تشهد تراجعاً مستمراً. 
* «البدلة» : بدءاً من الخميس في الصالات اللبنانية



«مينك إنت؟» باللبناني!
 

 


«مينك إنت؟»، هو عنوان الشريط اللبناني الوحيد الذي وصل إلى الصالات في موسم عيد الأضحى. بعد انتهاء عرض مسلسل «سَكَت الورق» (إخراج نديم مهنا وإنتاج NMPRO، وكتابة مروان نجّار) على mtv في الربيع الماضي، كشفت البطلة داليدا خليل (الصورة) أنّ العمل الدرامي سيتحوّل إلى فيلم. وفيه، تطلّ الممثلة اللبنانية بشخصية «لين» التي لعبتها على الشاشة الصغيرة مع تغييرات بسيطة على الدور. وهناك أيضاً تشابه بين «مينك إنت» و«سكت الورق»، لكن مع اختلاف جذري في النهاية. ويشارك داليدا في بطولة الشريط الذي يخرجه أيضاً مهنا: جوزف ساسين، وبريجيت ياغي، وجو طراد، ونهلة داوود، وجهاد الأندري... يذكر أنّ قصّة المسلسل دارت حول فتاة تكتشف سرّاً عن والدَيْها اللذين توفيا في ضيعة «عيون التل» في ظروف غامضة، لتبدأ البحث عن الحقيقة.



فسحة (سينمائية) للعائلة
 

 


في كلّ موسم، هناك مساحة مخصّصة لكل أفراد العائلة. في عيد الأضحى، سيكون الجمهور اللبناني على موعد مع فيلمَيْن مميّزَيْن، هما: «الحورية الصغيرة» (إخراج بلايك هاريس وكريس بوشارد)، و«كريستوفر روبين» (إخراج مارك فورستر)، الآتيان من عالم الرسوم المتحرّكة الساحر. استناداً إلى نصّ «الحورية الصغيرة» الذي نشره الكاتب والشاعر الدانماركي هانس كريستيان أندرسن في عام 1837 وتحوّل في ما بعد إلى أفلام (أبرزها «ديزني» في عام 1989) ومسلسلات كرتون، كُشف النقاب أخيراً عن فيلم جديد بالعنوان نفسه، يدور في فلك الدراما والفانتازيا، وبعيد عن عالم التحريك.
الشريط الذي يشارك في بطولته وليام فورسيذي وشيرلي ماكلين ووليام موسيلي وجينا غيرشون، يتمحور حول قصّة مراسل صحافي شاب يكتشف بصحبة ابنة أخته مخلوقاً جميلاً وساحراً، يعتقدان أنّه حورية بحر حقيقية. 
ومن عالم الكرتون الراسخ في ذاكرة الكبار والصغار، يأتي فيلم «كريستوفر روبين». مَن منّا لا يذكر الصبي الطيّب الذي كان رفيق «ويني ذا بو»؟ ذلك الدبدوب صاحب الشخصية المحبّبة، الذي ابتكرته استوديوات «ديزني» وأشركته في أعمال عدّة مع أصدقائه الحيوانات: النمر «تيغر»، والخنزير «بيغليت»، والحمار «إيور» وغيرها. في نسخة الـ live-action (لا تتضمّن أنيمايشن) لعام 2018، يتناول الشريط الكوميدي ــ الفانتازي قصة «كريستوفر روبين» الذي يلتقي بصديقه القديم «ويني ذا بو» بعدما أصبح رجلاً، قبل أن ينجح الدب في تحفيزه على استعادة ذكرياتهما المرحة. وهو من بطولة إيوان مكريغور، وهايلي أتويل، وجيم كامينغز، وبراد غاريت، وآخرين.