متحررة من قيود التقاليد المرأة العصرية.. سعي دائم للتفوق وإثبات الحضور.. وتخل ممنهج عن حاجتها للشريك!

متحررة من قيود التقاليد المرأة العصرية.. سعي دائم للتفوق وإثبات الحضور.. وتخل ممنهج عن حاجتها للشريك!

شعوب وعادات

الجمعة، ١٧ فبراير ٢٠١٧

تمشي بخطا واثقة متزنة في حياتها، سلاحها العلم والمعرفة، وقدرتها على إدارة شؤونها بنفسها، فلم تعد رهينة نظرة مجتمعها، لا تقيّدها عاداته أو تقاليده البالية، بل استطاعت هبة أن تكسر القيود الاجتماعية برسم مسار مستقبلها دون الاعتراف بحاجتها إلى الرجل في حياتها، وكرّست علمها وعملها لبناء حياة فردية مشرقة لا تنغّصها همزات الناس وألسنتهم لعدم زواجها، لتبرهن المرأة المثقفة عن قدرتها في رسم مستقبلها، والاعتماد على قدرتها وثقتها بنفسها وعلمها، وتضيف هبة بأن عملها هو أساس حياتها، وتبذل قصارى جهدها في التفوق والتميز، وهو ما أعطاها فرصة أيضاً في الحصول على قرض استطاعت به شراء بيت جعل من أحلامها حقيقة واثقة وآمنة من “غدر الزمن والبشر”، حسب تعبيرها، ومن هنا نقول إنه لم يعد هناك ارتباط بين الاستقرار ووجود الرجل في حياة المرأة، حيث كفل عملها كافة شروط الاستقرار والاستقلالية، ولتشكّل هبة ومن انتهج نهجها باختلاف ظروفهم ظاهرة عصرية تلغي بها فكرة المجتمع الشرقي بوجوب وجود عريس يبني بيت الأحلام، ويحمي من غدر الزمن!.
عروض غير مناسبة
ولأن أسلوب الحياة العصري فتح المجال واسعاً أمام قدرات المرأة لتعيش وحدها، قادرة على إدارة شؤونها، وتلبية حاجاتها دون الاستعانة بأخ أو صديق، ودون الشعور بضرورة القبول بأي عرض زواج غير مناسب، حسب ما تؤمن به دعاء، وهي المحامية الناجحة في حياتها المهنية التي استطاعت أن تحفر اسمها في ذاكرة الحياة، وتؤكد أنه لم ينقصها سوى وجود رجل يشاركها أحلامها، وضغوط حياتها وعملها، لكن القدر بخل عليها بمن تحلم، وتكررت العروض غير المناسبة، وأضافت بأنها تمنت الزواج لما يعنيه من استقرار، وتكوين عائلة وأطفال، إلا أن “حظي هيك”، حسب تعبيرها، والكثيرات من صديقاتها أيضاً لم يتزوجن مطلقاً لقلة العروض المناسبة، فأكملت عواطف حياتها بالاكتتاب على شقة سكنية لتحقيق أول أحلامها بما يضمن لها الخروج من وصاية الأهل أو الأقارب الذكور بغياب الرجل، وتابعت أقساطه حتى استلمت بيتها المنتظر، فكان جنتها دون “عريس اللقطة”، وسقف المنزل الذي يحمي رأسها لم يعد حكراً على الرجل، صار حقاً من حقوقها وواجباتها أيضاً تجاه نفسها، وهو حق يرمز إلى كل مطالبات المرأة للتساوي مع الرجل، ويتوّج إنجازاتها ككيان أساسي في المجتمع يحق له أن يقرر أسلوب حياته.

الزواج سترة
تعترض معظم الأمهات على أسلوب الحياة الجديد لبناتهن، وعلى مبدأ الزواج سترة،  تقول أم معن أن الزواج سنة الحياة وسترة للفتاة، ويؤمن لها الاستقرار النفسي والاجتماعي الذي يحميها من لسان الناس، وتكمل حديثها، وعينها على بناتها الخمس، متمنية أن يحظوا بمن يفرح قلوبهن، و”يستر عليهن” وهي عبارة تكاد تكون لصيقة بكل دعوى توجه إلى فتاة في أغلب الأماكن المحافظة، بالرغم من حرصها على تعليم بناتها وحصولهن على فروع في الجامعة، إلا أنها تقول أن المجتمع لا يرحم والفتاة مصيرها إلى بيت زوجها، وإلا لاكتها الألسن ونغصت حياتها، على اعتبار أن الفتاة غير المرتبطة تكون غير ملتزمة اجتماعياً وأخلاقياً.

الاعتماد على الذات.. شعارها
وهنا على المرأة أن ترفع شعار نجاحها بالاعتماد على قدرتها الذاتية ومتكئة على عقلها وواثقة بقدراتها، بعيدة عن المجتمع ونظرته التقليدية، وشرحت د. شعبان كيف أن المجتمع غيّر جزئياً هذه النظرة، تبعاً للظروف التي فرضت ضرورة وجود المرأة المثقفة والعالمة خارج إطار المنزل، وتقبل وجودها باستقلالية كاملة غير مشروطة، ولا ننسى الأزمة التي فزرت الكثير من النساء دون رجال نتيجة الموت أو الطلاق أو حتى الخطف، فكانت المرأة السورية قادرة على إكمال مسيرتها دون معيل أو وصي عليها.

وأخيراً..
يبقى أن نقول على المرأة أن تكون متوازنة في إدارة حياتها وشؤونها، وهذا التوازن وعدم تبني وجهات نظر خاطئة، كالنجاح الفردي دون الرجل، أو أن الرجل عدو النجاح، يجعل من قراراتها أكثر منطقية وعقلانية، ففي حالات وجود رجل يشاركها النجاح والتألق في مسيرتها فلمَ لا؟ وهي الأكثر جمالاً وتفوقاً بوجود استقرار عاطفي ونفسي، ونحن نعرف أن الحب يطيل العمر، عدا عن كونه مصدراً للطاقة الإيجابية والذكاء وتدفق القدرات، لكن هناك حالات قد لا تحظى المرأة بمن يدعم مسيرتها، بل قد يعرقلها بفكره المنغلق وتعصبه لذكوريته، فيكون الأفضل مواصلة حياتنا منفردين.
فاتن شنان