لماذا تغيرت نظرة هذا الجيل عن الزواج؟

لماذا تغيرت نظرة هذا الجيل عن الزواج؟

شعوب وعادات

الاثنين، ٢٣ يوليو ٢٠١٨

لم يَعد الزّواج بين أبناء جيل الألفية ذلك الرباط المقدس بين الزوجين، حتى نهاية العمر، فكثرت حالات الطلاق وقل الالتزام النفسي والأخلاقي، واختلفت الأفكار وانقلبت الموازين، فهل تغيرت القلوب، أم اندثر الشعور بالرضا، والرغبة في تأسيس البيت السعيد؟.
ويأتي السؤال المهم، ما الذي تغير؟ وكيف يفكر أبناء هذا الجيل، ليهون عليه كل شيء، ويضحي باستقرار البيت وتربية الأطفال، ويؤثر النجاة بنفسه فقط ويقرر الانفصال، هل بدافع الأنانية، أم أن الحب فقد بريقه، وخفت نوره المضيء؟
في هذا الصدد، سنتحدث معك عن هذه القضية الشائكة، ونحاول فهم عقلية هذا الجيل، ونحاول التوصل للب المشكلة، وحلها بالتركيز على بعض النقاط الأتية:
ما هو الزواج؟ 
الزواج هو شركة دائمة بين زوجين، بنوده التفاهم وشروطه الإخلاص، ويسعى الشريكان لتكوين عائلة جديدة، وإنجاب الأطفال، الذين هم أمل المستقبل، يزرعان بداخلهم الحب، ليحصدا ثماره بما ينفع حياتهما ووطنهما.
لماذا خفت بريق الزواج؟
عندما تسأل أحدًا من أبناء هذا الجيل عن رأيه في الزواج، سيكون رده أنه سجن ومسؤولية كبيرة لا فائدة منها، لذا نحن بحاجة ماسة، لفهم هذا الرأي وما هي الأسباب والدوافع وراء ذلك وهي:
القواعد المجتمعية 
في السابق، كانت هناك قواعد صارمة، تنظم الزواج وتضع له الشروط واللوائح، وكانت الأجيال السابقة واعية بما فيه الكفاية بالزواج، يعرفون نقطة البداية، وما هو السن المناسب للزواج، وكان آباؤهم يمدون لهم يد العون.
أما هذا الجيل، فلديه أفكاره الخاصة، ومفهومه الخاص عن الاستقلالية والحرية، ولا يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه، ولا يعرف معنى الزواج ولا المسؤولية، ولا يعترف بدور المجتمع، ولا يسعى لتقديم أي شيء له، ويصفون القواعد السابقة بأنها قديمة وعفا عليها الزمن.
القواعد القانونية 
لا يعترف هذا الجيل بهذه القواعد، ولا يكترثون للخطوات السابقة للزواج كالخطوبة وعقد القران، واختصر الحب في الاتفاق بين المحبين، لنسمع عن زواج الدم والزواج العرفي، الذي انتشر كالنار في الهشيم، وهكذا يتصرف أبناء الجيل الجديد، ولسان حالهم يقول” لسنا مضطرين للزواج  وإثباته في أوراق رسمية”.
الاستقلالية
كثيرًا ما نسمع من أبناء هذا الجيل عبارة مثل، نحن لا نؤمن بالزواج وأسبابه، فالرجل ليس بحاجة للمرأة كالسابق، والمرأة أصبحت أكثر استقلالية ولا تحتاج للرجل ليصرف عليها، والسبب الوحيد للزواج هو العلاقة الحميمية، وهو سبب غير كاف لهذا الرباط الأبدي، نحن أكثر استقلالية ولن نسمح لأفكاركم القديمة ومعتقداتكم البالية، أن تعيق تحقيق طموحاتنا، أو الحد من اكتشاف الحياة والتمتع بها”!
العلاقة الحميمية
تغير مفهوم العلاقة الحميمية، فبعد أن كانت بين الشريكين فقط، أصبحت شائعة بين شخصين غريبين، ولم تعد قاصرة على الزواج، ويشرح هذا الجيل وجهة نظره ويفسرها، بأنها علاقة مادية بين جسدين، يفعلها المرء عند حاجته لإشباع رغباته.