"الأذن المصغية".. الحل الأمثل لمشاكل المراهقين

شعوب وعادات

الجمعة، ١٣ أغسطس ٢٠٢١

تعد تربية المراهقين، في العصر الحالي، من أصعب الأمور التي تواجه الوالدين، بسبب التغيرات التكنولوجية الكبيرة والمتسارعة، التي زادت الفجوة الفكرية بين الشباب وأولياء الأمور، وقد أصبحت الأساليب القديمة والتقليدية في التعامل معهم غير فعالة، وأصبحنا بحاجة لتعلم أساليب حديثة تتناسب مع طريقة تفكيرهم، لاسيما أن الشاب المراهق هو رجل المستقبل ونواة المجتمع، وإذا أحسنا طريقة تربيته صنعنا فرداً فاعلاً منتجاً.
حياة كريمة
الأخصائية التربوية، نور وليد، تشير في اليوم العالمي للشباب إلى ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية للشباب، والعمل على اكتشاف مواهبهم وتنميتها لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتمتعهم بحياة كريمة خالية من المشاكل التي تؤثر سلباً في سكونهم الداخلي، وهدوئهم النفسي، ما ينعكس في المستقبل على شخصيتهم، وبالتالي على المجتمع، فضلاً عن ضرورة الإصغاء لهم ولمطالبهم وعدم تجاهلها.
 
حملات توعوية
تقول نور وليد: يحتفل العالم في كل عام بيوم الشباب العالمي، حيث تعمل الجهات المختصة حول العالم على تنظيم حملات توعوية تهدف إلى التركيز على طاقاتهم وحل مشاكلهم الفكرية والنفسية في المقام الأول، ونحن كأخصائيين تربويين نحاول من خلال ورش العمل التي نقدمها لأولياء الأمور التركيز على ضرورة تطوير ذات الشاب من بداية مرحلة المراهقة، والعمل على إبراز نقاط القوة لديه وتنميتها، ومن ثم تقوية نقاط الضعف ونبذها، إذ إنها تؤثر سلباً في شخصيته.
 
الصحة النفسية والجسدية
وتلفت الأخصائية التربوية، نور وليد، النظر إلى أهمية الانتباه لبعض الأمور خلال مشوار تربية الأبناء، خاصة في سن المراهقة لحماية صحتهم الجسدية والنفسية أولاً مثل تشجيعهم ودعمهم لاختيار الرياضة الملائمة التي يفضلونها، وعدم تركهم فريسة للبقاء أمام شاشات التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة، أيضاً من الأمور المهمة جداً توعية الأبناء بضرورة التواصل مع أفراد العائلة والأهل والأصدقاء، حتى لو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الاهتمام بالانغماس في الأعمال التطوعية التي تساعد على تشكيل شخصيته الاجتماعية وتنميتها.
 
الضغوط النفسية
وتوضح الأخصائية التربوية ضرورة مساعدة أبنائنا في سن المراهقة على وضع معايير وتوقعات خاصة بهم بأنفسهم، لاسيما وقد يقع الوالدان ودون قصد في خطأ وضع خطة حياتية للمراهق كنوع الدراسة واختيار الأصدقاء وطريقة اللبس ومعدل التحصيل الدراسي وغير ذلك من الأمور، ما يسبب الكثير من الضغوط النفسية على المراهقين، ووقوعهم في فخ الاكتئاب والانطواء والانعزال عن المجتمع.
 
نصائح تربوية
وأخيراً تضع نور وليد بعض النصائح التربوية، التي ينبغي على الأسرة أن تراعيها، خلال تعاملها مع المراهق، منها: توفير مصادر معلومات صحيحة للمراهقين والإجابة على أسئلتهم مهما كانت، حتى لا يلجأ إلى مصادر خارجية مغلوطة يستقي منها احتياجاته، لاسيما أن أفضل طريقة هي فتح باب النقاش باستمرار وتخصيص أوقات للحوار الإيجابي، ومن الممكن أيضاً مشاركة الوالدين للمراهق في لعبة يفضلها عن طريق الإنترنت، أو حتى مشاركته في ممارسة الرياضة التي يفضلها لتقريب وجهات النظر، وإظهار احترامهم له ولأفكاره واستقلاليته، حتى تزداد ثقته بنفسه وبالمحيطين، ومن ثم يصبح رجلاً سوياً متوازناً في المستقبل.