كيف تجد مصادر السعادة؟

كيف تجد مصادر السعادة؟

شعوب وعادات

الأربعاء، ٢٠ يوليو ٢٠٢٢

يسعى البشر عادةً لتَحقيق السّعادة التي يتمنونها، إلا أنّ هذه السعادة تختلفُ من شخصٍ إلى آخر؛ فبعض الأشخاص يرون السعادة مالاً فيقضون عمرهم راكضين يجمعون المال من هنا وهناك، وهم يغفلون عن حقيقة أنّ المال غير دائم، وسعادته هي لحظيّة، قال تعالى: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ) [١]، وآخرون يرون أنّ السعادة هي وظيفة مرموقةٌ ومركز متميّز، يسعون لنيله بكافة الوسائل والسُبل، وغيرهم يَرون أنّ السعادة تكون في الصِحَّة البدنيّة والنفسية، وغيرهم يرونها في الأمان والاستقرار، وآخرون يَرونها إيماناً وطاعة لله تعالى، والفوز بجنّته عزَّ وجل.
يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لسيدتي: السعادة هي كل ما نأمل أن نجده، البعض يبحث عنها في كتب الفلسفة، وآخرون يريدون وسيلة أسرع فيبحثون في الإنترنت، وأغلب نصائح السعادة تستند على دراسات.
مفاتيح السعادة
كيف تجد مصادر السعادة؟
ومن المفاتيح التي تُعينُ العبد على إيجاد السعادة معرفته ببعض الحقائق المهمّة، منها:
-مَعرفة الخالق لهذا الكون، والذي بيده أمرُ جميع مخلوقاته؛ فالسّعادة أن يجد العبد مالك كل شيء؛ فيلجأ إليه في كلّ أوقاته، وأفراحه، وأحزانه.
-معرفة الإنسان أنّ وُجوده على هذه الأرض هو للاختبار وليس عقوبة من الله سبحانه له، وأنّ حَياته الدائمة السعيدة عند الله سبحانه وتعالى؛ وذلك ليكدّ ويعمل في هذه الدنيا.
-هداية الله سبحانه لعباده؛ فقد بَيّنَ لهم طريق الهداية ليتّبعوه، وطريق الضلال ليَجتنبوه؛ فلا عُذر للضّلال، والانحراف.
-وفيما يلي أبرز مصادر السعادة كما يراها:
1. الهدف من السعادة هو أن تجد الخير، وأن تفسر الأمور بشكل إيجابي، وأن تتمتع بذكريات سعيدة.
2. استمع لضميرك، وساعد الآخرين على الوصول للسعادة، وسوف يكون لذلك تأثير كبير على سعادتك.
3. يجب أن تعرف أن السعادة هي عملية وليست مكاناً، لا شيء سوف يسعدك للأبد، إلا الابتسامة.
4. وازن بين حياتك العملية وبين متعتك الخاصة في أيام الأسبوع، وخصص أوقاتاً لترفه عن نفسك.
5. انشغل مع الناس حولك، واحذر من مقارنة نفسك بالآخرين أو مقارنة الآخرين ببعض.
كيف تجد السعادة الحقيقية؟
قضاء الوقت في الطبيعة
-ممارسة الأمور المفضلة للنفس:
يمكن العثور على السعادة الحقيقية من خلال إيجاد طريقة لمعرفة ما يحبه الفرد ويفضله، مع تحديد هذه الأمور تبعاً لما يفضله القلب وليس كما يريده المجتمع؛ ففي حال الشعور بالخجل من القيام بالأمور التي يستمتع بها الشخص بسبب الضغط الاجتماعي فهناك احتمال بأن تؤثر هذه الأمور على سعادته بشكل مباشر، لذا ينصح بمتابعة القيام بالأمور التي يحبها الفرد دون الخوف من الحكم عليه بطريقة سلبية.
-مشاركة القيم مع الآخرين:
يمكن تحقيق السعادة والرضا في الحياة من خلال نشر الصفات الحسنة، والتأثير على الآخرين بطريقة إيجابية، ويمكن القيام بذلك من خلال التعرّف على نقاط القوة والصفات الجيدة التي يملكها الشخص، ثم عرضها للعالم الخارجي من خلال تقديمها ومشاركتها بكرم مع الآخرين، أو عبر مدونة إلكترونية لنشر الحكم والقيم العامة.
- إظهار الود للآخرين:
يمكن زيادة السعادة من خلال إظهار الود، والعطف، والمساعدة للآخرين، ويمكن القيام بهذه الأمور في أبسط صورها عبر التصرف بودية مع الأفراد، وإظهار ردود فعل إيجابية، وذلك من أجل جذب ردود فعل إيجابية منهم أيضاً.
- الاستمتاع باللحظة:
يمكن تحقيق السعادة عبر اتباع نهج الاستمتاع باللحظة من خلال التركيز على الحاضر، وتجنب القلق على الماضي أو المستقبل، حيث يؤدي عيش الحاضر والاستمتاع به بشكل جيد إلى الوصول للقناعة، وفي المقابل يسبب التفكير المستمر في الماضي والمستقبل الشعور بخيبة الأمل.
- قضاء الوقت في الطبيعة:
تشير الدراسات البحثية التي تم نشرها في مجلة ساينس ديلي بأن الأشخاص الذين يقضون وقتاً في الطبيعة يمتلكون شعوراً أكبر بالحيوية، والرفاهية، والسعادة من غيرهم، لذا تساعد الأنشطة التي تقام في الطبيعة في زيادة شعور الفرد بالسعادة ومن ضمنها: السباحة في المحيط، أو اللعب بالطائرة الورقية في الحديقة، أو القيام بنزهة في الغابة.
- الاستماع للموسيقى:
تساعد الموسيقى في تحفيز العقل بطريقة رائعة، حيث تزيد الأغاني السعيدة والمتفائلة طاقة الجسم وبالتالي تنعكس عبر ابتسامة على الوجه، بينما يجب تجنب الأغاني الحزينة التي تنشّط الذاكرة وخاصةً الذكريات الحزينة، لذا يجب التركيز على الاستماع للموسيقى السعيدة التي تحسّن من مزاج الفرد.
-الذكر الدائم لله تعالى:
الذِّكر والدعاء يُزيل قساوة القلب وشدته، ويجعل الإنسان يعيش في راحة بال واطمئنان في القلب، وسعادة في الحياة، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ؛ فذِكْر العبد يجعله يشعر بالسعادة في الدنيا والآخرة. ذكر ابن القيّم في كتابهِ فوائد عديدة لذكرِ الله سبحانه منها: بالذِّكْر ينال العبد رضا الله عز وجل، والذِّكْر يطرد الشيطان، ويُزيل الهم والحزن عن قلب المسلم، ويجلب الفرح، والسرور له، والسعادة والهناء، ويُقوّي الصحة والبدن، ويجعل في الوجه والقلب نوراً وإشراقاً، وهو كذلك جالبٌ للرزق، ويورّث المحبة من الله سبحانه ومن الناس جميعاً.
-القناعة والرضا بما قدّر الله سبحانه:
رِضا العبد بما قسم الله سبحانه وتعالى سببٌ للسّعادة والسرور، والفوزُ في الدنيا والآخرة، ومن قناعة العبد ورضاه أن ينظُر دائماً إلى من هو أقلّ منه من أهل الدنيا، ولا ينظر إلى من هو أعلى وأفضل منه؛ فالإنسان إذا نظر إلى مَن فُضِّل عليه بماله، أو جاهه، أو مكانته، أو أيّ أمرٍ من أمور الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، وأصبح يَسعى ليل نهار لنيلها، وهو ساخطٌ على كل من حولهِ، وقد استصغر ما عنده من نعم الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر يكثر عند أغلب الناس، أمّا إذا نظر العبد إلى من هو أقل منه من أمور الدنيا كالمال والمركز والصحة وغيرها شعر بقيمة نِعم الله سبحانه وتعالى عليه وقدّرها حق تقديرها، فأظهر نعم الله تعالى عليه، وسعد بها، وشكر المنعم سبحانه، وأطاعه حبّاً ورضا منه على ما وَهبه الله به وفضله على خلقه.