حقائق تساعد في التخلي عن الماضي

حقائق تساعد في التخلي عن الماضي

شعوب وعادات

السبت، ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٢

يواجه مُعظم الأشخاص العديد من التحديات والصعوبات في حياتهم، لكن هذا لا يعني التوقف عند ذلك والتفكير فيما قد مضى وانتهى، بل لا بُد من الاطلاع على الحاضر والعمل من أجله، يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لسيدتي :جميعنا، إلى حدٍّ ما، مقيدون بماضينا، لكن باختصار نحن أكثر سعادة وإنتاجية عندما نتخلى عن الماضي، ومعرفة سبب صعوبة نسيان الماضي هو الخطوة الأولى لتصبح حراً.
 
*كيف تتخلص من سيطرة الماضي عليك؟
 
التصالح مع القرارات
تعلم من الماضي :
يمكنك استخدام التجارب السلبية التي مررت بها في الماضي للتعلم منها لتحكيم تجاربك المستقبلية مهما كانت مؤلمة، لا تستعجل لنسيان الماضي بل خذ بعض الوقت للتفكير في التجربة وإلقاء نظرة على الطرق التي يمكن أن تفيدك في المستقبل.
عبّر عن آلامك : تحتاج إلى التعبير عن المشاعر التي راودتك حول أحداث الماضي، سواء كانت جيدة أو سيئة، قبل أن تتمكن من النسيان، ومع أن هناك تجارب مؤلمة مررت بها في الماضي إلا أن هناك ذكريات جيدة كذلك، إذ يمكن أن يساعدك الكشف عن مشاعرك المكبوتة -سواء كانت جيدة أو سيئة- على التخلي عن الماضي والتركيز على الحاضر، ومن الممكن الحديث حول هذا الموضوع مع شخص جدير بالثقة، هذا الأمر من الممكن أن يُخفف من ألم التفكير بالماضي والتخلص منه.
 
التصالح مع القرارات:
من الممكن أن يبقى المرء يلوم نفسه عن أي قرار اتخذه في حياته، لكن ذلك يجعله يقع في دائرة مُغلقة لا يمكن الفرار منها، لذلك لا بُد من ترك الماضي يذهب والاطلاع نحو الحاضر.
التصالح مع الماضي: كل شخص لديه بعض السلبيات وبعض الإيجابيات، وبدلاً من أن يكون التفكير محصوراً في السلبيات فقط، يجب على المرء أن يركز على الإيجابيات التي تم القيام بها في الماضي والتي قد تنفعه.
 
مسامحة النفس:
البشر جميعهم يخطئون ويصيبون في مراحل معينة من حياتهم، لذلك إن خير خطوة للتصالح مع الماضي مُسامحة النفس عما مضى، أي يمكن أن يكون الندم شيئاً جيداً إلى حدٍّ ما - عندما يثير الشعور بالذنب المثمر ويعلمك شيئاً يمكنّك من المضي قدماً فيه، ولكنه إذا حول حياتك إلى جحيم وتوتر فلا فائدة منه.
مسامحة الآخرين:
قد يكون ألم الماضي قد ترتب من قِبَل أشخاصٍ آخرين، فلا يجوز المُبالغة في التفكير بهذه الآلام، بل يجب مسامحة كُل شخص أخطأ معك في الماضي للتخلص من ألمه، فلا يوجد أحد مثالياً لا يرتكب الأخطاء، بدلاً من أن تهاجم نفسك والآخرين بسبب الأخطاء السابقة، توقف عن التفكير في نفسك وركّز على الدروس التي تعلمتها.
الابتعاد عن الأشخاص المؤذيين :
قد يوجد في حياتك أشخاص مؤذيون يعطِّلون مسار حياتك ويعيقون قدرتك على المضي قدماً، وأنت تستطيع أن تحدد إذا ما كان الشخص مؤذياً أو إذا كنت تخشى التواجد حوله، أو إذا كنت تشعر بالسوء لدى تواجدك معه، أو إذا كنت تشعر بالإحباط أو باستنزاف طاقتك بعد التعامل معه، فيجب أن تبتعد عنه حتّى لا يسبب الأذى في الحاضر، وعلى العكس يجب مُخالطة الناس الإيجابيين الذين يتركون بصمة جميلة في حياة كل فرد.
*معتقدات مغلوطة عن الماضي
 
مسامحة النفس
الماضي ليس شيئاً محسوساً: يبدو الماضي كأنَّه كيان حقيقي ملموس، لكن في الواقع، الماضي مثل المستقبل، ليس حقيقياً؛ بل مجرد سلسلة من اللحظات الحالية؛ إذ نخلق وهماً في أذهاننا بأنَّ الماضي حقيقي بينما هو ليس كذلك؛ فكلُّ ما لدينا وما كان لدينا هو اللحظة الحالية، فلا يوجد ما يدعو للقلق في الوقت الحاضر؛ لأنَّك موجود فيها؛ لذا فكر في هذه اللحظة.
الماضي لا يتراكم مادياً: إذا مررنا بحدث صادم، فقد يبدو أنَّ الصدمة ما زالت في أجسادنا، أو أنَّ أدمغتنا قد تضررت أو أُعيدت برمجتها في هذه العملية، لكنَّ هذا الاعتقاد يؤدي إلى استمرار المشكلة فقط، ونظنُّ أنَّ هذا صحيح بسبب التأثير القوي للأفكار في تجربتنا العاطفية، وإذا مررنا بوقت عصيب في الماضي؛ فإنَّ استجابة بقاء الإنسان هي إعطاء الأولوية للفكر والعاطفة المصاحبة لذلك الفكر؛ فنحن ندفع هذا الفكر والعاطفة إلى أذهاننا على الفور، وخاصةً عندما نُدرك وجود تهديد.
 
مجرد فكرة ناشئة ليست هي المشكلة؛ بل الاستمرار في اجترار هذه الفكرة يسبب مشكلات، ولسنا بحاجة إلى ذلك؛ فهو مثل جَرح، وإذا تمكَّنا من ترك الجَرح وشأنه، فإنَّنا نتحرر من الصدمة، ويقل احتمال قيام أدمغتنا بإثارة هذا الفكر الدفاعي، وكلَّما طالت مدة تمسكنا بالاعتقاد بأنَّنا بحاجة إلى تجديد أدمغتنا وشفاء أنفسنا، طالت مدة بقائها معنا على ما يبدو؛ فهو أمر غير متوقع تماماً.
 
يمكن للحقيقة أن تكون مؤلمة في كثير من الأحيان؛ إذ يريد معظم الأشخاص الذين علقوا في الماضي، وما زالوا يكافحون اليوم أن يعانوا؛ فيستخدم كثيرون ماضيهم المعقد بوصفه ذريعة لإخفاقاتهم الحالية، ويصبح الماضي وسام شرف أو درعاً واقياً. عليك أن تكون صادقاً مع نفسك بشأن درجة صحة ذلك بالنسبة لك؛ فإنَّه جيد إلى حدٍّ ما بالنسبة إلينا جميعاً، وما لم تكن على استعداد لتحمُّل المسؤولية عن كلِّ غلطاتك ونجاحاتك، فلن تتذوق طعم الحرية الحقيقية أبداً، ولن تعرف أبداً ماذا يعني أن تكون على طبيعتك.
 
طريقك إلى التخلص من قيود الماضي هو رؤية وهم الماضي والمعاني المغلوطة المرتبطة به.
 
معظم الناس لديهم هوس غير صحي بماضيهم، لكن يمكنك أن تكون حراً، فلقد اخترت التحرر منه برؤية الماضي على حقيقته؛ وذلك لأنَّه أفضل شيء يمكنك القيام به لنفسك، ويمكنك الآن العودة إلى ما هو أكثر أهمية؛ وهو الاستمتاع بالحاضر.