ماذا تفعل عند التعرض للفشل؟

ماذا تفعل عند التعرض للفشل؟

شعوب وعادات

الخميس، ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٢

إنّ الشعور بالفشل من أصعب ما قد يشعر به الإنسان في حياته؛ وذلك لأنّه ينتج عن عجز الإنسان من تحقيق هدفٍ رسمه في حياته، لكنّ هذا الفشل لا يعني نهاية الحياة، بل يجب أن يكون تجربةً يستخلص منها الإنسان دروساً لتكون بدايةً لطريق النّجاح في حياته، وإضافةً إلى ما يكسبه من تجارب فإنّه يحصل كذلك على شرف المحاولة مرّةً ومرّتين وثلاثاً حتّى يُحقّق النجاح المنشود. تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي :الجميع معرض للإخفاق، مهنياً أو أكاديمياً أو حتى عاطفياً، لكن طريقة التعامل مع الفشل تختلف من شخص لآخر. هناك نوعان من الناس بحسب الطريقة التي يتناولون بها تجاربهم الفاشلة:
 
*أنواع الفشل بحسب تناول الأشخاص
 
ابتعد عن الأشخاص السلبيين
-النوع الأول لا يُحسن التعامل مع الإخفاق، ويتعاطى معه بطرق غير صحية، تنتج عنها إخفاقات أكبر وخيبات أكثر.
 
من الأنماط غير الصحية للتعامل مع الفشل: – الإنكار وعدم الاعتراف بالإخفاق والإصرار على الخطأ: وهذا ينبع عادةً من الاستكبار عن الإقرار به، فينمو الفشل ويستفحل ويفرِّخ بؤراً أكثر من الفساد والتغضّن ويورِث في النفس العنجهية.
 
– ‏الاستسلام وفقدان الروح المعنوية: فمع أول هبّة لريح الفشل تنطفئ نار الحماسة وتغرق النفس في ظلام الخورِ والإحباط. – الحساسية المفرطة تجاه الفشل وجلد الذات بسياط الندم والحسرة: وهذا النمط شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من هوس الكمال، فهم يعتبرون الفشل زلزالاً مدمراً لا يقوون على تحملّه، وعند تعرضهم لتجربة فاشلة، تهتزُّ ثقتهم بأنفسهم وتنكسر إرادتهم، ويجتاحهم تسونامي القلق والاكتئاب.
 
-النوع الثاني: يتعامل مع الفشل بطريقةٍ صحية، يعترف بإخفاقاته ويخرج منها بأقل الأضرار بل ويحوِّلها لصالحه مستفيداً من دروسها ومتتلمذاً من عِبرها وعَبَراتها.
 
*كيفية التعامل مع الفشل بنجاح:
 
بداية جديدة وقوية
-الإيمان بالله:
إنّ الفشل هو تمحيص واختبار منه؛ ليرى صبر الفرد والرّضا بقضاء الله الذي يحفّزه للعمل والبذل والمحاولة، والسعي لتخطّي مشاعر القلق وخيبة الأمل.
 
-اعط لنفسك الحق بأن تفشل
أنت لم ولن تكون كاملاً. حتى أكثر الأشخاص نجاحاً لا ينكرون أنهم فشلوا، بل وفشلوا أكثر من غيرهم، لأنَّ فقط من يجرؤ على الفشل بقوة يستطيع أن ينجح بقوة. بل إن عدم الفشل هو مؤشرٌ سلبيٌ يدل على انعدام التجربة والسلبية والتقوقع بخمولٍ داخل نطاق الارتياح .
 
من السهل أن يتولّد الغضب والسخط ويتعاظم عند شعورك بالفشل، لا تدعه ينفجر بداخلك، بل دعه يفجّر فيك نيران التحدي
 
-اعترف بالفشل عند حدوثه
وذلك يستدعي أن تكون صادقاً مع نفسك وأن تعترف بفشلك. لا تعلّق فشلك على شماعة الآخرين أو تختلق الأعذار لأنك ستجد الكثير منها، كن نزيهاً لأن "النزاهة أول فصلٍ في كتاب الحكمة". لن تتعلّم من أخطائك ما لم تعترف بها.
 
-اسمح لنفسك أن تحزن عند شعورك بالخسارة
بالتأكيد هناك ما يستحق الحزن عند الإخفاق، فالآمال التي بنيتها انهارت، والجهد والمال والوقت الذي بذلته ذهب أدراج الرياح، لذا دع أنهار الحزن تتدفق بداخلك ولا تبنِ بطريقها السدود فتتراكم وتغرق وجدانك بالمشاعر الآجنة، إذا شعرت برغبة في البكاء فلا تقاومها، لا تكابر ولا تخجل من ضعفك، استدع من تثق به من عائلتك أو أصدقائك وأخبرهم أن الحزن يملأ صدرك وأن الألم يعتصر قلبك، وإن وجدت منهم كتفاً حانياً أو حضناً دافئاً فلا تتردّد بالارتماء به والبكاء! هكذا ستنحسر أنهار الحزن سريعاً عن ضفاف قلبك لتشرق الشمس على السهوب الخصبة فتمتلئ بالزهور مجدداً.
 
-استغل الغضب
من السهل أن يتولّد الغضب والسخط ويتعاظم عند شعورك بالفشل، لا تدعه ينفجر بداخلك ويهشم ثقتك بنفسك ويخنقك بالمشاعر السلبية، بل دعه يفجّر فيك نيران التحدي واجعل منه توربيناً يدفعك نحو الأعلى، وخذ من جذوته ناراً تحرق الأعشاب الضارة التي نمت بداخلك وحجبت شمس النجاح عن بذورك. وجّه فأسه نحو عاداتك السيئة لتجتثّها من جذورها.
 
-ذكّر نفسك بنجاحاتك
عندما نفشل بجزئية من حياتنا، نميل لتذكر التجارب الفاشلة الأخرى، ونتناسى كل نجاحاتنا وإنجازاتنا، فتبدأ دوامةٌ الأفكار بسحب الروح المعنوية إلى الأسفل لترتطم أخيراً بقيعان الاكتئاب. لتكسِرَ هذه الدارة البائسة المُفرَغة عليك باستذكار نجاحاتك واستحضار إنجازاتك. عند شعورك بالإحباط قم مثلاً بكتابة لائحة بصفاتك وإنجازاتك التي تعتز بها. ذلك كفيلٌ بأن يذكّرك بأن فشلك بمشروعٍ لا يعني أنك شخصٌ فاشل.
 
الأشخاص الناجحون يعرفون أن الفشل حتميٌّ، لذلك فهم لا يحكمون عليك عند إخفاقك بل يمدون لك يد العون ويلهمونك الحلول الناجحة
 
-انظر للفشل على أنه تجربة تثريك
يُقال إن النجاح معلّمٌ فاشلٌ والفشل معلّمٌ ناجحٌ! فعندما تخفق تعرف أكثر نقاط ضعفك وقوتك، وتعرف حقيقة من حولك، والأهم أنّك تعرف نفسك أكثر. أحياناً بخسارتك لمعركةٍ تتعلم ما يجعلك تفوزُ بالحرب. تذكر أن الطفل يسقط عشرات المرات قبل أن يمشي، لكن كل عثرة يعثرها تقربه من خطوته الأولى، وأنت وإن لم تعد طفلاً إلّا أنك لست سوى امتدادٍ زمني لذاك الطفل.
 
لذلك عند خوض تجربة فاشلة، لا تدفنها في مقبرة النسيان قبل أن تُشرِّح أسباب فشلها وتطور منها لقاحات تكسبك مناعة أكثر تحصنّك في تجاربك القادمة.
 
-دشّن بداية جديدة وقوية
الحياة لم تنته بذاك الفشل، بل بدأت لتوها بدايةً أنقى بعد أن تخلّصت من نقاط ضعفك، وحشوت حقيبتك بالدروس. ستكون أكثر تحدّياً وتصميماً على النجاح وأكثر معرفة بنفسك.
 
-خالط الأشخاص الناجحين
فهم يزخرون بالتجارب والخبرات، تعلم منهم كيف يعالجون مشاكلهم وكيف يتعاملون مع إخفاقاتهم. كما أن الأشخاص الناجحين يعرفون أن الفشل حتميٌّ، لذلك فهم لا يحكمون عليك عند إخفاقك بل يمدون لك يد العون ويلهمونك الحلول الناجحة.
 
-ابتعد عن الأشخاص السلبيين
فهم يثبطون من عزيمتك ويضاعفون شعورك بالخسارة. لذلك من الأفضل تجنبّهم لأن لهم تأثيراً سُميّاً على الروح والجسد سواء.