الشاعرة هيلانة عطا الله: من رحم الحرب على سورية ولدت قصيدة إبداعية

الشاعرة هيلانة عطا الله: من رحم الحرب على سورية ولدت قصيدة إبداعية

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٢٤ يونيو ٢٠١٩

الشاعرة هيلانة عطا الله إحدى الأصوات المهمة في مدرسة الحداثة بالشعر السوري المعاصر رغم أنها تؤكد عدم انحيازها لأي من قصيدة العمود والتفعيلة وقصيدة النثر والومضة الشعرية.
 
وترى الشاعرة عطا الله خلال حوار مع سانا الثقافية أن اختيار نمط القصيدة رهن بطبيعة الموضوع والحالة الشعورية وتقول: “أنا لا أستصنع الشعر بل أسكب من روحي خمورها لأملأ بها دنان الشعر فالشاعر كما وصفه أرسطو يضرم ذاته ويضيء الفكرة”.
 
وحول أجواء كتابة الشعر عندها تبين عضو اتحاد الكتاب العرب أن “لكل شاعر طقوسه الخاصة في حالة التجلي ومباشرة فعل الكتابة عبر استكناه المخبوء  وإخراجه إلى العلن بأدواته الفنية التي تشكل بصمته ولحظة التجلي بالنسبة لي فإنها تراودني عن نفسها بعد أن تتخمر التجارب وتشكل مدخلات تتراكم في داخلي وتتفاعل في فترة قد تطول أو تقصر دون أن تخضع لتوقيت زمن معين”.
 
والنص الشعري في المحصلة حسب عطا الله هو ذات الشاعر وجينته والقصيدة عندها هي ذلك المنجز المجهول المنشأ الطالعة من أغوار الروح والمكسوة بدهشة المفردات لتتحول إلى كائن يتحرك بين الناس.
 
وتؤكد مؤلفة مجموعة زمن الملح أن “الشعر حالة إبداعية أبدية وأنه سيستمر رغم التراجع الذي نشهده حالياً وظهور نصوص لا هوية لها يسمونها شعراً وما هي سوى لغو كتبه لاهثون وراء الظهور وجاهلون بأصول الكتابة الشعرية فيلجؤون إلى كتابة قصيدة النثر ظناً منهم بأنها سهلة التناول دون الإلمام بمواصفاتها”.
 
وتضع عطا الله أسبابا لإصرار البعض على كتابة الشعر منها الزمن القصير الذي يستغرقه قياسا إلى القصة أو الرواية كما أن الشعر يصل إلى المتلقين بتأثير في مشاعرهم أكثر من غيره لبعده عن الإطناب ولأن المنابر تفسح له المجال لسهولة إلقائه وتتلقفه مواقع التواصل الاجتماعي.
 
ولكن الزمن الحالي بحسب عطا الله شهد ولادة قصيدة إبداعية وخاصة التي ولدت من رحم الحرب ما شكل ظاهرة سيخلدها التاريخ إضافة لظهور أقلام شعرية لبعض أفراد الجيش العربي السوري المواكبين للمعركة والذين نهلوا منها أقلامهم وموضوعاتهم وعكسوا القيم النبيلة كعشق الوطن وتقديس الشهادة ووثقوا الحدث ببصيرة المبدع.
 
وتعيد عطا الله الحراك النشط على الساحة الثقافية في سورية في سنوات الحرب إلى تأثير هذه الحرب على حياة الناس ونفوسهم وتحريك دواعي الكتابة للتعبير عن مشاعرهم وتدوين مشاهداتهم لكنها تؤكد أن ليس كل ما كتب كان أدبا حقيقيا.
 
وحول دور النقد في رصد وتقييم ما يظهر من نتاج شعري جديد تقول عطا الله “الحركة النقدية في سورية والوطن العربي عموما لم تتمكن من تحديث أدواتها ومعاييرها لتواكب الحداثة التي واكبت المشهد الأدبي بل ظلت تخضع النص الحديث لمعايير قديمة أو لنظريات نقد غربية لا تتوافق إلا في حالات قليلة مع النتاج المحلي”.
 
في الوقت عينه تشير عطا الله إلى وجود نقاد مازالوا يتعاملون مع النص باقتدار وموضوعية ولاسيما المنضوين تحت مظلة المؤسسات الثقافية كاتحاد الكتاب ووزارة الثقافة ومجمع اللغة العربية مع ضرورة أن تعتمد تشكيل لجان القراءة في هذه المؤسسات على الكوادر المتمكنة والنزيهة أكثر وأن تعمل جامعاتنا على خلق فكر نقدي وإنشاء نظرية نقدية تمكن النقاد من تطبيقها على المشهد الثقافي.
 
الشاعرة هيلانة عطا الله حاصلة على إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق تعمل مدرسة للغة العربية وهي أمينة سر جمعية الشعر باتحاد الكتاب صدر لها خمسة دواوين شعرية منها شذرات ورفة جناح ولها مجموعتان قيد الطبع كما قدمت العديد من الدراسات النقدية لأعمال شعرية لشعراء عرب وكرمت في عدد من المؤسسات الثقافية في سورية وإيران.
 
محمد خالد الخضر