الشاعر أوس أسعد: القصيدة العمودية استنفذت طاقاتها وقصيدة النثر تطور طبيعي

الشاعر أوس أسعد: القصيدة العمودية استنفذت طاقاتها وقصيدة النثر تطور طبيعي

شاعرات وشعراء

الخميس، ٦ فبراير ٢٠٢٠

تعتبر تجربة الشاعر أوس أسعد إحدى أهم التجارب النثرية لجيل الشباب المعاصر التي يجدها جزءاً من سياق المستجدات الفنية التي عرفت بها الساحة الأدبية وتنتمي لوعيه الذاتي التجريبي.
 
الشاعر أسعد يوضح في حوار مع سانا الثقافية أن تجربة قصيدة النثر في الشعر العربي تدرجت في الارتقاء من العمودي إلى التفعيلة إلى النثر معتبراً أن القصيدة العمودية استنفذت طاقاتها ولم تعد تعكس ذائقة العصر رغم أن البعض لا يجدون أنفسهم إلا ضمن قوالبها بينما هنالك من وجد ذاته بقصيدة التفعيلة مثل محمود درويش الذي يعتبر من المجددين لكنه لم يقف موقفاً صدامياً من قصيدة النثر وتلك هي مزايا المبدع ونظرته بأن الساحة تستوعب الجميع.
 
ويعتبر أسعد أن المقياس الأساسي لكل فن هو الإبداع والخلق وأن ذلك يحتاج إلى تطوير مهارات الناقد وملكة السؤال لدى المبدع في داخله تجاه كتاباته وقراءاته للموروث الثقافي وللحياة عموماً حيث يحاول أسعد تطبيق ذلك على كل نتاجه الشعري في دواوينه السبعة المطبوعة وعلى قراءاته لنصوص الآخرين السردية القصصية والروائية.
 
ويجد أسعد أن الذين يرون محمد الماغوط هو من أبرز قصيدة النثر إلى النور رأيهم نسبي فهو لم يكن فقط وحده من قام بذلك ولكنه كان الأجرأ والأكثر وضوحاً وتمرداً على الأنماط المتوارثة بما ينسجم مع المرحلة القابلة للجديد.
 
وعن الإضافات التي قدمتها قصيدة النثر للأدب يبين أسعد أن منها البداهة والطزاجة وشفافية الالتقاط والإدهاش والبساطة حيث جاءت هذه القصيدة كتطور طبيعي لتلاقح الثقافات والرغبة في التجريب بحثاً عن الطاقات الجمالية الكامنة في اللغة العربية الغنية.
 
أما بخصوص الموسيقا التي يرى الكثيرون أنها حكر على إيقاعية الشعر العمودي والتفعيلة فيشرح أسعد أنها قد تتجلى بأشكال أدبية غير مألوفة للذائقة التقليدية وهي تشبه مطر غيمة على وجنات الورد ولأنه يؤمن بأن الموسيقا نبض الحياة أطلق على ابنته وعلى إحدى مجموعاته الشعرية اسم “سوناتا” الذي اشتقه من الموسيقا والشاعرية في ربط الدال بالمدلول.
 
وبرأي أسعد إن أساليب قراءاتنا للتاريخ والموروث الثقافي بشتى أشكاله أصابها العفن دون أن ندرك أن ما ينقصنا هو فن طرح السؤال وتثويره ليفتح أفقاً مشرعاً في الجواب مشيراً إلى أن مشكلتنا تكمن في الاطمئنان للأجوبة الضيقة والجاهزة ما يحجر عقولنا بينما التجديد هو من ضرورات العصر ومتطلباته وهو ضرورة موضوعية وذاتية بآن معاً.
 
ويؤكد أسعد أن الثقافة الإنسانية ترفد بعضها البعض وهذا ما نتلمسه في موروث الشعوب عموماً وخصوصاً المجتمعات ذات الثقافات العريقة التي تتشابه مع ثقافتنا الشرقية كالثقافة اليابانية التي أنتجت “فن الهايكو” كنمط يقارب قصيدة الومضة السورية التي بدورها تنتمي إلى قصيدة النثر وتشبهها في التكثيف والمباغتة والإدهاش والانزياح عن المألوف.
 
ويختتم أسعد حديثه بالقول: “أعطني صورة فنية مدهشة قابلة للتأويل بأكثر من قراءة أعطك تفاعلاً جمالياً حقيقياً”.
 
بلال أحمد