«بلاد السامبا ولّادة»: نجوم برازيلية جديدة في الـ«كوبا»

«بلاد السامبا ولّادة»: نجوم برازيلية جديدة في الـ«كوبا»

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ١٣ يونيو ٢٠١٩

«بلاد السامبا ولّادة»: نجوم برازيلية جديدة في الـ«كوبا»
تواصل المنتخبات المشاركة في بطولة كوبا أميركا 2019 استعداداتها. 12 منتخباً تضع اللمسات الأخيرة، في سعيها للذهاب بعيداً في أعرق البطولات على مستوى العالم. البرازيل صاحبة الأرض تلقت أخباراً غير سارّة أخيراً، تمثلت بإصابة نجمها الأول نيمار وابتعاده لمدة شهر عن الملاعب. الأجواء في معسكر البرازيل تبدو جيدة رغم كل شيء، فالأسماء الموجودة في تشكيلة المدرب تيتي يمكنها صناعة الفارق. وفي نظرة سريعة على أسماء المنتخب في كوبا 2019، يتبيّن أن البرازيل تُعتبر واحدة من أبرز المرشحين للفوز باللقب.
مع اقتراب انطلاق البطولة الأهم في القارة اللاتينية، وضع المدرب البرازيلي «تيتي» تشكيلته التي من وجهة نظره، هي الأفضل لخوض بطولة «كوبا أميركا» والتي ستستضيفها البرازيل تحديداً. دائماً كانت هناك وجوه جديدة يتعرّف إليها العالم، من متابعين ونقّاد ومشجعين من خلال البطولات المتعلّقة بالمنتخبات، أي البطولات القاريّة. في منتخب «السيليساو» اليوم، لاعبون يخوضون مبارياتهم الأولى، وهم يرتدون القميص الأغلى بالنسبة لهم، قميص منتخب الـ«سيليساو». علاقة اللاعبين البرازيليين مع المنتخب الوطني، لا شك أنها مختلفة عن علاقتهم بالأندية، كما بين باقي اللاعبين غير البرازيليين ومنتخباتهم. يشعر المشاهد أن مباراة واحدة للاعب البرازيلي في الاستحقاق الدولي، تساوي له جلّ مباريات الأندية التي يكون قد شارك معها في الدوريات الأوروبية. وهذا ما شاهده الجميع، عندما حقق قائد المنتخب البرازيلي الأولمبي وقتها، لاعب باريس سان جيرمان، نيمار دا سيلفا، الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية. حينها، ركع نيمار، وبدأت دموعه تنهمر وهو فاقد السيطرة على نفسه.
تمتلك البرازيل أسماء مميزة في مختلف المراكز
اليوم، نيمار، وبسبب الإصابة الـ18 في آخر 5 سنوات له، سيغيب عن بطولة «كوبا أميركا»، البطولة التي كان يحلم بتحقيقها وبإهدائها للشعب البرازيلي. الشعب الذي اتّسعت الفجوة بينه وبين الألقاب القارية منذ آخر بطولة لكوبا أميركا في 2007. كان من المتوقّع أن يكون نجم نادي توتنهام هوتسبر الإنكليزي لوكاس مورا هو البديل المناسب لتعويض غياب أفضل لاعب برازيلي، لكن «تيتي» قرّر استدعاء ويليان لاعب تشيلسي الإنكليزي، لأسباب لا يعلمها إلا تيتي نفسه. وفي الحديث عن مورا، وعن اللاعبين الذين يحملون صفة «اللاعبين الجدد» في تمثيل ألوان المنتخب البرازيلي، يخوض خمسة لاعبين مغامرتهم الأولى في بطولة قارية مع منتخب «السامبا» وهم كل من: ريتشالسون نجم نادي إيفرتون الإنكليزي، دافيد نيريس نجم أياكس أمستردام الهولندي، إيدير ميليتاو مدافع بورتو البرتغالي السابق وريال مدريد الإسباني الحالي، آرثر ميلو لاعب خط وسط نادي برشلونة الإسباني، وصفقة نادي ميلان الإيطالي الجديدة، لوكاس باكيتا. هؤلاء اللاعبون، سيحملون على عاتقهم ضغطاً كبيراً، لا سيما الأساسيين منهم، والمقصود كل من آرثر وريتشارلسون وبدرجة أقل الشاب دافيد نيريس. ضغط يتمثّل بتعويض غياب نيمار، وإثبات الذات أمام أنظار الكثير من الكشافين والجماهير والمتابعين، خصوصاً أن البطولة ستقام على الأراضي البرازيلية. 
 ريتشارلسون
هو بمثابة الحجر الناقص في تشكيلة المدرب «تيتي». مهاجم عصري، يتمتّع بمهارات فردية عالية، وقدرة على لعب الكرات الرأسية التي يمتاز بها لاعب إيفرتون. قدّم «النعامة» كما يلقّب في البرازيل، موسماً مميزاً برفقة فريقه الإنكليزي، إذ سجّل 14 هدفاً إضافة إلى تمريرتين حاسمتين في كل المسابقات خلال الموسم الماضي. هو صاحب «الرقم 9» الذي افتقده المنتخب البرازيلي في السنوات العشر الأخيرة، خصوصاً، أن منافسه في هذا المركز، هو لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي غابرييل خيسوس، الذي يعاني من تراجع واضح في الأداء والمستوى، وظهر ذلك جلياً خلال بطولة كأس العالم الأخيرة في روسيا. بدأ ريتشارلسون مسيرته الكروية مع فريق أميركا في دوري الدرجة الثانية البرازيلي. كانت انطلاقة مسيرته الفعلية، أي على المستوى العالي مع فريق فلومينيسي، الفريق الذي ظهر من خلاله مهاجم «التوفيز» الحالي إلى العالم. صفقة انتقاله من بلده الأم إلى إنكلترا، وتحديداً إلى واتفورد بلغت 50 مليون يورو، وهو ليس بالمبلغ القليل قياساً لانتقال لاعب من فريق برازيلي إلى فريق إنكليزي متواضع بعض الشيء. موسم وحيد مع واتفورد، فتح أمامه الأبواب، والتي اختار من بينها باب ملعب «غوديسون بارك»، الملعب الخاص بنادي مقاطعة «الميرسيسايد» في مدينة ليفربول الإنكليزية. بكل بساطة، سيشكّل «ريتشي» إضافة كبيرة لمنتخب البرازيل، ولكن كل ذلك سيحدث، في حال كانت ثقة المدرب «تيتي» موجودة. الأخير، لديه علاقة مميزة مع نجم «السيتي» خيسوس، ممّا قد يصعّب الأمور على ريتشارلسون لكي يبرز أكثر فأكثر. 
 إيدر ميليتاو
من الصّعب في عالم كرة القدم إيجاد مدافع يقوم بعدّة أدوار في آن معاً. إيدير ميليتاو، المدافع البرازيلي الشاب، الذي ينشط في الدوري البرتغالي وتحديداً في فريق البرازيليين، بورتو، يتمتّع بخصائص عدّة، جعلته من بين أهم المواهب في عالم كرة القدم الأوروبية. يتميّز ميليتاو بقدرته على اللعب في مركز الظهير الأيمن ومركز قلب الدفاع دون أن يشعر المتابعون بنقص في أدائه. سجّل مع ناديه بورتو خلال الموسم المنصرم خمسة أهداف، إضافة إلى مشاركته في صناعة اللعب من خلال صناعته لأربعة أهداف أخرى في كل المسابقات. وصلت قيمة صفقة انتقاله من بورتو إلى النادي الملكي ريال مدريد إلى حوالى الــ50 مليون يورو. سيشكّل ميليتاو إضافة لا بأس بها لريال مدريد، الفريق الذي قدّم أسوأ مواسمه أخيراً، ويحتاج إلى كثير من التعديلات، والتي من بينها، ميليتاو. الأخير، من المتوقّع أن يكون أساسياً في تشكيلة «تيتي»، إلى جانب مدافع باريس سان جيرمان ماركينيوس. ومن الممكن أن يريح المخضرم وقائد المنتخب داني ألفيس في مناسبات عدّة من خلاله مشاركته في مركز الظهير الأيمن.
 دافيد نيريس
ربّما تعتبر بطولة دوري أبطال أوروبا الأخيرة، هي الأفضل بالنسبة إلى نادي أياكس أمستردام الهولندي في السنوات الأخيرة، النادي الذي فاجأ الجميع بمسيرته المميزة خلال أعرق البطولات الأوروبية. من بين أحفاد النجم الراحل يوهان كرويف، هناك نجم فوق العادة وهو لاعب برازيلي شاب، أبهر العالم بقدراته الفريدة رغم صغر سنّه. دافيد نيريس، أحد أبناء أكاديمية أياكس، الجناح البرازيلي الذي كان من بين الأسماء المؤثرة في بلوغ فريقه أياكس أدواراً متقدمة في دوري الأبطال. يمتاز نيريس ابن الـ22 عاماً بمهارات فردية تجعله قادراً على تخطّي أقوى مدافعي العالم. وهذا ما شاهده الجميع ضمن مباراة ربع النهائي أمام يوفنتوس، حين اخترق دفاع الفريق الإيطالي بسهولة، وأسكن الكرة في شباك حارس المرمى البولندي تشيزني. سجّل ابن «السامبا» 12 هدفاً إضافة إلى 15 تمريرة حاسمة، وهذا ما يفسّر انسجامه الكبير مع «توليفة» وثقافة النادي الهولندي والكرة الشاملة هناك. من الممكن أن يكون نيريس بديلاً مناسباً لنجم برشلونة كوتينيو، الذي بدوره لا يعيش أفضل فتراته، ولم لا يحجز مكاناً أساسياً له في تشكيلة المدرب «تيتي» خلال الكوبا.
 آرثر ميلو
من بين أبرز الأسباب التي أدّت إلى خروج النادي الكاتالوني من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، هو عدم مشاركة لاعب خط الوسط البرازيلي آرثر ميلو في مباراتي الذهاب والإياب أمام ليفربول الإنكليزي. مع بداية الموسم، كان لاعب غريميو البرازيلي السابق، حبيساً لمقاعد البدلاء، نظراً إلى كونه صفقة جديدة أبرمها النادي الكاتالوني خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. ومن الطبيعي، أن يحتاج أي لاعب جديد في تشكيلة فريق ما للوقت، لكي يتأقلم مع طريقة لعب الفريق والأجواء المختلفة تماماً، عن التي عاشها آرثر في البرازيل. مع مرور المباريات، ثبّت آرثر أقدامه في التشكيلة الأساسية، وبدأت الصحف الإسبانية، والكاتلونية تحديداً تتغنّى بابن الـ«سيليساو»، بل بدأت تقارنه بأيقونة نادي برشلونة، وقائد الفريق السابق تشافي هيرنانديز. بالفعل، هناك شبه كبير في طريقة لعب اللاعبين، فكلاهما يضبطان إيقاع اللعب في وسط الميدان، كما أنهما لا يخسران الكرة بسهولة. النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وفي حديث له إلى إحدى الصحف الإسبانية قال عن آرثر: «هناك بعض اللاعبين الذين إذا مرّرت لهم الكرة، يرتاح الفريق، ومن بين هؤلاء اللاعبين، آرثر». يبقى سبب عدم مشاركة الشاب البرازيلي (22 عاماً) في مباراتي ليفربول مجهولاً تماماً، والجواب في رأس مدرب الفريق أرنيستو فالفيردي. وعلى سيرة المدربين، «تيتي» معجب كثيراً بأداء آرثر، بل إنه أشركه أساسياً في غالبية المباريات التي سبقت «الحفل اللاتيني الكبير» والذي يتمثّل بكوبا أميركا. من المتوقّع أن يكون لآرثر دور كبير في هذه البطولة. 
 لوكاس باكيتا
المدير الرياضي في نادي ميلان، البرازيلي ليوناردو أراوجو، كانت لديه علاقة مميزة باللاعبين البرازيليين خلال فترة عمله داخل النادي الإيطالي. هو من بين أهم الكشّافين في عالم كرة القدم. من غير الطبيعي أن تجد كشّافاً للمواهب، متخصصاً في مكان ما. ليوناردو، كان اختصاصياً في اللاعبين البرازيليين. لاعبون سابقون قام ليوناردو بإبرام صفقاتهم ليكونوا من بين تشكيلة ميلان في السنوات الماضية، من بينهم كل من ألكسندر باتو، تياغو سيلفا، وغيرهم. اليوم، وتحديداً خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، اقتنص ليوناردو لاعباً من بين أهم اللاعبين في الدوري البرازيلي. لوكاس باكيتا، صانع الألعاب البرازيلي الذي حاز على جائزة أفضل لاعب خط وسط في الدوري البرازيلي الموسم قبل الماضي، أصبح لاعباً في صفوف «الروسونيري» منذ منتصف الموسم المنصرم. لم يقدّم باكيتا الكثير خلال موسمه الأولّ، أو نصف موسمه مع ميلان. وهناك عدّة أسباب، بينها عدم اكتمال مرحلة اندماجه في إيطاليا، وعقلية المدرب جينارو غاتوزو، المدرب الذي لم يستطع توظيف باكيتا بالصورة المناسبة. أضف إلى ذلك عدم مشاركته أساسياً في المباريات، وقبل كل هذا، الأجواء الجديدة والتي تتطلّب وقتاً للتأقلم معها. على الورق، هناك لاعبون برازيليون يستحقون المشاركة في هذه البطولة على حساب باكيتا، فاللاعب لا يزال صغيراً في السن (21 عاماً)، ويوجد في الوقت عينه لاعبون مندمجون في الأجواء الأوروبية ويقدمون مواسم مميّزة، الحديث هنا عن الثلاثي لوكاس مورا نجم توتنهام، فيليبي أندرسون لاعب ويست هام الإنكليزي، واللاعب دوغلاس كوستا نجم يوفنتوس الإيطالي. لكن رؤية «تيتي» للأمور ذهبت لأن يكون باكيتا هو الاحتياطي الأنسب لباقي اللاعبين.
مرمى البرازيل بأمان
يخوض منتخب البرازيل بطولة كوبا أميركا وهو مطمئن جداً على مركز حراسة المرمى. الحارس الأساسي لمستضيف البطولة سيكون أليسون بيكر، حارس نادي ليفربول الإنكليزي وحامل لقب دوري أبطال أوروبا الأخير. أما الحارس الثاني الذي لا يقل أهمية عن أليسون، فهو حارس مانشستر سيتي الإنكليزي أيضاً إيدرسون. وكما في بطولات الأندية، فإن أي منتخب يريد الفوز ببطولة كبيرة عليه أن يمتلك حارس مرمى على مستوى عال، وهو الأمر الذي تملكه البرازيل اليوم.